"آكلو النباتات" في يومهم العالمي.. يشقون طريقهم للعالم العربي

تُعرِّف هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية النظام الغذائي الخضري كنظام يعتمد على النباتات مثل الخضر والحبوب والمكسرات والفواكه وجميع الأطعمة المصنوعة من مكونات نباتية.

ولا يأكل النباتيون الأطعمة التي تأتي من الحيوانات، بما في ذلك منتجات الحليب والبيض والعسل والمايونيز وحتى بعض مكملات فيتامين دي التي تستخرج من زيت السمك.

وتنصح الهيئة باستهلاك الخضر والفواكه والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والحليب المستخرج من النباتات والمكسرات والبقوليات موازاة مع مكملات غذائية لتعويض النقص في الفيتامين دي وبي 12، والكالسيوم والحديد.

كما تحذر في نفس الوقت أن التخطيط لهذا النظام الغذائي بشكل غير صحيح قد يتسبب في نقص حاد لهذه العناصر الغذائية الأساسية.

نشأ اليوم العالمي للنباتيين في إنجلترا عام 1994، عندما كانت الناشطة في مجال حقوق الحيوان النباتي لويز واليس تبحث عن مكان مناسب للاحتفال بالذكرى الخمسين للجمعية النباتية.

بصفتها رئيسة الجمعية النباتية، لم يكن هدفها فقط التأكيد على استمرار وجود جمعية نباتية، ولكن أيضًا لفت الانتباه إلى حقيقة أن كلمة "نباتي" وجدت طريقها إلى اللغة الإنجليزية، وفقا لموقع اليوم العالمي للخضريين.

ويتبع هذا النوع من الحمية ما يقدر بـ 88 مليون شخص، وهو ما يقل عن 2٪ من سكان العالم، حسب المنظمة العالمية للحيوانات.

يوجد العدد الأكبر من الخضريين بالهند، تليها الصين ثم الولايات المتحدة وألمانيا والبرازيل والمكسيك والتايوان، وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة.

لا يتمتع هذا النظام الغذائي بالشعبية الكبيرة في دول العالم العربي بالرغم من أن هناك وجبات مثل الفلافل والفول والحمص وبابا غنوج التي تحضر بالخضر والنباتات فقط.

مع الحديث عنه على الوسائل الإعلامية، بدأت المواقف اتجاهه تتغير، وفقا لما ذكرته صحيفة جيروزاليم بوست.

بات النظام الغذائي الخضري يعرف كنمط عيش أيضا، حيث بات المتتبعون لهذا النظام يتجنبون أي منتج يتضمن الاستخدام البشري للحيوانات بشكل مباشر أو غير مباشر، وفقا لموقع الأخبار الطبية ميديكال نيوز توداي.

من بين المنتجات الحيوانية التي يتجنبونها الجلد والصوف والحرير وشمع العسل والصابون والشموع التي تحتوي على الدهون الحيوانية مثل الشحم.

كما يمتد هذا النظام إلى الامتناع عن استعمال مواد التجميل والأدوية التي اختبرت على الحيوانات.

يوجد نظام غذائي أكثر تقييدا وهو ما يعرف بـ"الثمرية"، أو النظام الغذائي الذي يعتمد على استهلاك الفواكه.

لكن هذا النظام يعتبر خطيرا حيث تسبب بوفاة زانا سامسونوفا وهي"مؤثرة" على مواقع التواصل الاجتماعي كانت توثق تجربتها مع هذا النظام الغذائي إلى أن أصيبت بنقص تغذية حاد.

أظهر بحث نشرته المجلة العلمية نايتشر أن النظام الغذائي الخضري أدى إلى انخفاض انبعاثات الغازات الدفيئة وتلوث المياه واستخدام الأراضي بنسبة 75% مقارنة بالأنظمة الغذائية التي يتم فيها تناول أكثر من 100 جرام من اللحوم يوميًا.

ووجدت الدراسة أن الأنظمة الغذائية النباتية تقلل أيضا من تدمير الحياة البرية بنسبة 66% واستخدام المياه بنسبة 54٪.

وفي المقابل، أظهرت دراسة أخرى أجريت بجامعة جورجيا الأميركية أن أنظمة الغذاء النباتية والخضرية قد لا تساعد على الحفاظ على كوكب الأرض.

تستنبط الدراسة حججها من منتجات يستهلكها النباتيون والخضريون مثل فول الصويا الذي يسبب في إزالة الغابات لغرض زرعها فضلا عن التلوث الذي يحدثه استيرادها.

بلغ حجم سوق الأغذية النباتية العالمية 16.7 مليار دولار أمريكي في عام 2022 ومن المقدر أن يحقق حجم سوق يبلغ 49.6 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032 بمعدل نمو سنوي قدره 11.8٪، وفقا لشركة آكيومن لمعلومات السوق والخدمات الاستشارية.