"صيف فتاة السردين".. كيف تحوّلت سمكة إلى تريند للتجميل؟

رغم ارتباطه تقليديًا بالأطعمة منخفضة التكلفة، يظهر السردين المعلّب مؤخرًا كظاهرة لافتة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت موجة تحمل هاشتاغ "صيف فتاة السردين"، Sardine Girl Summer، جمعت بين الاهتمام بالمظهر والتغذية.

وتحوّلت هذه السمكة البسيطة إلى ما يشبه أسلوب حياة، تجلّى في محتوى مرئي يستعرض استخدام السردين ضمن أنماط جمالية، وديكورات، وحتى مظهر شخصي يعكس روحًا شبابية ومرتبطة بالبساطة والتجديد.

وبعيدًا عن البعد الرمزي، يلفت متخصصون إلى فوائد صحية حقيقية لاستهلاك السردين، فهو مصدر غني بالبروتين، وأحماض أوميغا-3، وفيتامين D، وكلها عناصر تلعب دورًا في تعزيز صحة القلب والدماغ، والتقليل من مخاطر أمراض مزمنة مثل الزهايمر، إلى جانب تأثيره الإيجابي على صحة الشعر والبشرة.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك بوست، فإن للسردين فوائد صحية تتجاوز تعزيز صحة القلب، إذ يرتبط أيضًا بتحسين مظهر الشعر والبشرة، ما يسهم في الشعور بالجاذبية.

وتوضح أخصائية التغذية آشلي كوف، مؤسسة برنامج Better Nutrition، أن السردين يحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية، ويُعد مصدرًا جيدًا لحمض غاما لينوليك، وهو حمض دهني من أحماض أوميغا-6، معروف بدوره في دعم صحة الجلد والأظافر والهرمونات. وتُطلق عليه كوف اسم "الحمض الدهني الجمالي".

كما تشير إلى أن السردين غني بالكولاجين البحري من النوع الأول، وهو عنصر مهم لصحة البشرة والعظام والأوتار والأنسجة.

يُعد السردين مصدرًا غنيًا بعدد من العناصر الغذائية الأساسية، من بينها فيتامين ب12 والكالسيوم، اللذان يساهمان في دعم صحة العظام والدماغ. وتشير أخصائية التغذية آشلي كوف إلى أن للأسماك المعلبة قدرة على مكافحة الالتهابات، مشيرة إلى وجود مركّبات تُعرف بالوسطاء المُساعدين على حلّ الالتهاب، تؤدي دورًا في إيقافه.

وتصف كوف هذا التأثير بأنه "أشبه بتأثير الأسبرين الطبيعي"، معتبرة أن هذا من الأسباب الرئيسية التي تجعل السردين من الأغذية الموصى بها للأشخاص الذين يعانون من مشكلات الألم والالتهاب.

وفي السياق ذاته، يؤكد اختصاصي التغذية ماكنزي بيرجيس أهمية السردين، مشيرًا إلى أن قيمته الغذائية تتجاوز كونه مجرد "هوس جمالي" على منصات التواصل الاجتماعي. ويقول إن السردين غالبًا ما يُهمل رغم احتوائه على نحو 23 غرامًا من البروتين لكل علبة.

كما يلفت إلى أن السردين يُعد من المصادر الطبيعية القليلة لفيتامين د، إذ توفّر علبة واحدة بوزن 3.75 أونصة ما يُقارب 22% من الاحتياج اليومي الموصى به.