سياسة

حرب نووية اقتصادية

نشر

.

Qassam Sbeih

فجر دونالد ترمب تغريدة عبر منصته "تروث سوشل" مكونة من ثلاث كلمات فقط وهي "حرب عالمية ثالثة"، لتبدأ على مواقع التواصل الاجتماعي سلسلة من الأسئلة حول حرب عالمية ثالثة محتملة في الأيام القادمة أو شرارة لها اندلعت في وقت سابق.

كيف ستبدو حرب عالمية عسكرية في ٢٠٢٣؟

كانتا ضربتا هيروشيما وناجازاكي تحولا نوعيا. قنبلتان نوييتان أطلقتهما الولايات المتحدة الأمريكية على اليابان، وتربعت بعدهما على عرش العالم السياسي والعسكري، فهل لك أن تتخيل حرباً عالمية مع تطور تكنولوجي ومعلوماتي و١٣٥٠٠ رأس نووي في العالم، ٩٠٪ منهم بيد روسيا والولايات المتحدة؟

في وقت سابق من ٢٠٢٢ قال ترمب: "أتوقع حرباً عالميةً ثالثة لن تكون كأي حرب شهدناها من قبل، لأن البلاد يديرها أغبياء"، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

لذا فإن خبراء ي توقعوا إبادة أكثر من نصف سكان الكوكب إذا ما اندلعت حرب عسكرية شاملة، خصوصاً في ظل التوترات التي تسود العلاقات بين دول العالم.

ويقول خبراء أن موازين القوى بدأت بالتغيرإذ تأخذ الصين طريقها في الصعود والغرب في طريقه للهاوية، والخليج يحاول ألا يقطع شعرة معاوية مع الغرب، في ظل فتحه أبواباً من الحوار والتفاهمات مع روسيا وإيران والصين.

حرب عالمية ثالثة.. نووية وغير عسكرية؟

الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل، وهي حرب تستهدف ضرب اقتصاد الدول المُغردة خارج السرب الغربي. روسيا التي دخلت حرباً في أوكرانيا، تلقت عقوبات اقتصادية موجعة في بداية الحرب، سببت ارتفاعاً في التضخم في المدن الروسية بنحو 40%.

العملة الروسية هوت لمُستويات دنيا غير مسبوقة؛ حيث فقد الروبل 50% من قيمته، وبات الدولار الأمريكي يُعادل 118.5 روبل.

على الجهة المقابلة، استخدمت روسيا سلاحها الاقتصادي ضد أوروبا، وبدأت روسيا بقطع إمدادات الغاز المتجهة إلى المدن الأوروبية من أراضيها.

لذلك يمكن اعتبار أنَّ الحرب العالمية الثالثة هي حرب اقتصادية بامتياز، تطلق فيها الدول العظمى عقوباتها على دول عظمى أخرى، تتسبب في شلّ الحياة الاقتصادية في الدولة المستهدفة بالعقوبات، فما فرضته أمريكا والغرب من عُقوبات اقتصادية ألحقت أضرارًا كبيرة بالاقتصاد الروسي، وما تفعله روسيا من قطع لإمدادات الطاقة يحرج الولايات المتحدة مع أوروبا العجوز.

ما هو القادم؟

يتوقع المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف أن المناورات الاقتصادية ما بين روسيا والغرب من جهة، والصين والغرب من جهة أخرى، ستنتهي بحرب كبيرة لا تعرف أبعادها ولا ماهيتها.

لكن من الموكد أنها إذا وقعت فستكون الأخيرة؛ لأن البشرية بعدها لن تملك أي أدوات تحارب بها.

هذه المناورات الاقتصادية كان قد بدأها دونالد ترمب عندما فرض رسوماً جمركية على الصين وتضررت بكين بسببها.

كما أن الحظر الذي طُبق على شركات صينية شملتهها العقويات الأميركية، ألحق بها خسائر فادحة، وجعلت من الصين تعيد حساباتها.

وها هي الصين اليوم تلعب دور الوسيط بين الخليج وإيران، بعد أن أدركت أنه يجب أن يكون لها قوة سياسية تجابه الولايات المتحدة في العالم.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة