سياسة
.
أعداد كبيرة تجلس في انتظار نجمها المحبوب، لكن هذا النجم ليس مغنيًا أو ممثلًا بل هو داعية ديني يتجمع حوله شباب اندونيسيا للاستماع إلى حديثه مرتديًا زيًا عصريًا وغطاء رأس "Ice Cap" ليقدم درسًا جديدًا بأسلوب عصري منفتح في مسجد اللطيف بمدينة باندونج.
من هذا المسجد انطلق حنان أتاكي ودعوة حركة "هجرة" للوعظ الديني الإسلامي ليخرج إلى الفضاء الإلكتروني عبر انستجرام حيث يتبعه قرابة 10 ملايين مستخدم، ثم إلى يوتيوب عبر قناته Shift لتكون نواة لمجتمعات الهجرة في عدد من مدن إندونيسيا.
جوليان آداه، فتاة إندونيسية تدرس في جامعة الأزهر في العاصمة جاكرتا ولديها أكثر قرابة 100 ألف متابع على إنستجرام تعتبر أتاكي أستاذها وتقول إنه على عكس الدعاة الآخرين يقدم ملخص محاضرته في دقيقة واحدة عبر مقطع فيديو على انستجرام ما يجعل كلماته سهلة التذكر فهو بالنسبة لها "أروع أستاذ".
في مدينة بادانج، يصفق عدد كبير من الشباب بعد إعلان فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا اعتناقها الإسلام، ويستمعون إلى أغانٍ تمدح النبي محمد متلهفين الاستماع إلى أتاكي وغيره من الدعاة الموجودين في مهرجان الحركة التي يتزايد متابعوها "هجرة" التي تراها الحكومة الإندونيسية مروجًا للفكر الوهابي فيما تنفي الحركة الجديدة ذلك.
يتزايد عدد المتابعين لحركة الهجرة فبحسب نيويورك تايمز تظهر متابعة 12 داعيًا منتمي إلى الحركة أن لها قرابة 46 مليون متابع، وقد أظهر استطلاع أجرته شركة ألفارا على 1500 شخص من جيل Z وجيل الألفية أن 60% منهم يمكن تصنيفهم على أنهم متشددون ومحافظون للغاية.
يأتي ذلك في وقت يتزايد القلق من جانب الحكومة الإندونيسية من تزايد تأثير الحركات الإسلامية، فقد حظرت عام 2017 حزب التحرير والجبهة الدفاعية الإسلامية عام 2020 وذلك بعد أن وعد مؤسس الحركة رزق شهاب بثورة أخلاقية بعد لقاءات مع قيادات المعارضة.
تزايد قلق الحكومة الإندونيسية من تأثير الحركات الإسلامية
حركة الجهاد الإسلامي ومؤسسها أبو بكر باعشير، والتي صنفت عام 2002 جماعة إرهابية محظورة في أعقاب الهجمات التي شهدتها مدينة بالي الإندونيسية وأسفرت عن مقتل 2020 شخص وإصابة 240 آخرين. واستهدفت الجماعة المصالح الغربية في إندونيسيا فشنت هجمات عدة، وبايع باعشير تنظيم القاعدة ثم بايع من سجنه عام 2014 تنظيم داعش.
“
حركة الجهاد الإسلامي ومؤسسها أبو بكر باعشير صنفت عام 2002 جماعة إرهابية محظورة عقب الهجمات التي شهدتها مدينة بالي
“
وقد حكم على باعشير بالسجن لمدة 15 عامًا بعد ثبوت علاقته بمعسكرات المتشددين في إقليم أتشيه الإندونيسي عام 2010، ولكن أفرج عنه عام 2021 لظروف صحية وسط اعتراض من استراليا حيث أودى تفجير بالي بحياة 88 أستراليًا. وأعلن باعشير تغير موقفه المعارض للدولة ورموزها فخلال العام الماضي أعلن قبوله بالمبادئ الخمسة التي أسسها الزعيم التاريخي لإندونيسيا "سوكارنو" والمعروفة باسم بانتشاسيلا انطلاقًا من أن مبدأها الأول هو الإيمان بإله واحد.
وتتضمن البانتساسيلا في مبادئها الأخرى الآتي: الإنسانية العادلة والمتحضرة، وحدة اندونيسيا، الديمقراطية مسترشدة من الحكمة الداخلية والإجماع الناشئ عن التداول بين الممثلين، العدالة الاجتماعية لجميع الشعب الإندونيسي.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة