سياسة

٨ جيوش سودانية: مَن يحارب مَن؟

نشر

.

Mohamed Salah Eldin

جيشان يتحاربان، ومدنيون سودانيون يحاولون البقاء بعيدا عن الصراع لكن سقط منهم ٩٧ ضحية، بجانب نحو ٤٠٠ مصاب بين مدني وعسكري حتى الآن.

تتكون لجنة الوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي يزيد عدد أفرادها على ١٠٠ ألف مقاتل. لكن المثير أن أفراد لجنة الوساطة هم أنفسهم قادة جيوش غير نظامية يبلغ عددها نحو ٨، تعتبر بمثابة جيوش مستقلة صغيرة تتنازع السيطرة على مناطق جغرافية واسعة.

من بين الأسماء في اللجنة نسمع عن: مالك عقار، ومني أركو مناوي، وجبريل إبراهيم، ومحمد عيسى عليو، وعبدالله على مسار، تشكل هذه الأسماء أطراف اتفاق سلام جوبا عام 2020، الذي ضم قادة ٥ قوات مسلحة، و٤ حركات سياسية، فيما غاب عن الاتفاق قوات تحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو في جبال النوبة والأخرى بقيادة عبد الواحد نور في دارفور.

فهل هناك أكثر من جيش في السودان، ومَن يتحكم في هذه الجيوش؟ ولماذا ينشط عدد من هذه الجيوش في في دولة عربية مجاورة، وماذا يفعلون هناك؟

الجيش الوطني

بحسب موقع جلوبال فاير باور يحتل الجيش السوداني المرتبة 75 من بين 140 دولة حول العالم، ويقدر تعداد الجيش النظامي 100 ألف مقاتل فيما يبلغ قوام القوات شبه العسكرية 55 ألف فرد.

ويقود الجيش النظامي اللواء عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي، خلفا لوزير الدفاع الفريق عوض بن عوف، الذي استقال من منصبه بعد يوم واحد فقط من توليه رئاسة المجلس وعزله للرئيس السابق عمر البشير عام ٢٠١٩.

قوات الدعم السريع

يقدر عدد قوات الدعم السريع بنحو ١٠٠ ألف مقاتل، وتسيطر على عدد من القواعد العسكرية المنتشرة في البلاد، وفق محللين.

تشكلت نواة الدعم السريع من ميليشيا الجنجويد مطلع الألفية الثالثة من قبل الرئيس السابق عمر البشير لمواجهة التمرد في دارفور. قبل حصولها على شرعية قانونية عام ٢٠١٧ لتصبح قوة عسكرية وأمنية مستقلة.

يسيطر على القوات محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي"، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الذي كوّن ثروته من تجارة الجمال غربي دارفور ومناجم الذهب، قبل اختياره من قبل البشير ليصبح قوة ضاربة في الإقليم. ورغم توجيه اتهامات للبشير بالإبادة الجماعية في الإقليم فإن الاتهامات لم تطل حميدتي.

شارك حميدتي وقوات الدعم السريع في الإطاحة بالبشير عام ٢٠١٩ عقب احتجاجات شعبية واسعة، وكلك في إزاحة المكون المدني من الحكومة عام ٢٠٢١.

العدل والمساواة

واحدة من أهم الحركات المسلحة، ويقودها جبريل إبراهيم، الذي قاد حركة مسلحة غرب دارفور عام 2003 بدعوى تهميش الإقليم. وقّعت الحركة المسلحة على اتفاق جوبا، وأختير إبراهيم وزيراً للمالية في الحكومة الوطنية.

جيش تحرير السودان- أركو مناوي

ظهرت جبهة مناوي مع الانقسام القبلي في جيش تحرير السودان، واشتهر مناوي بقتاله ضد ميليشيا الجنجويد، قبل توقيع اتفاق سلام مع حكومة البشير عام 2006، ثم دخل في تمرد مرة أخرى بحلول عام 2010، لكنه وقع على اتفاق جوبا للسلام وأصبح حاكم إقليم دارفور.

جيش تحرير السودان- عبد الواحد نور

هي واحدة من جبهتين لم توقعا على اتفاق جوبا للسلام، ويرفض قائدها نور الاتفاقية الإطارية الموقعة بين المكونين المدني والعسكري في ديسمبر من العام 2022، ولا تزال قوات جيش تحرير السودان، نشطة في إقليم دارفور وتحظى بدعم قبيلة الفور.

جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي

يرأسه الهادي إدريس عضو مجلس السيادة الانتقالي، وشهد هذا الجيش في مارس الماضي خلافات حادة نتيجة الاختلاف حول ترقية الضُباط وتعيين ممثلي القوات في اللجنة العُليا للترتيبات الأمنية التي يرأسها الجيش السوداني. ووصل الأمر إلى حد الاشتباكات بين حراسات رئيس أركان الحركة صالح عثمان “جبل سي”، ومسؤول الاستخبارات والأمن عثمان عبد الجبار، بحسب سودان تريبيون.

الحركة الشعبية لتحرير السودان- مالك عقار

يشغل عقار الآن عضوية مجلس السيادة السوداني بعد التوقيع على اتفاق جوبا للسلام، وتشكلت الحركة من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في الحرب الأهلية قبل انفصال جنوب السودان في عام 2011.

انقسمت الحركة بين مالك عقار، وياسر عرمان نتيجة قضايا خلافية لم تحل بينهما ليكون فراقًا وديًا بينهما في 2022.

الحركة الشعبية لتحرير السودان- عبد العزيز الحلو

تتمركز جبهة عبد العزيز الحلو منذ انقسام الحركة عام 2017 في جبال النوبة جنوب كردفان، حيث انضم إليه معظم مقاتلي الحركة. رفض الحلو التوقيع على اتفاق جوبا، إلا أنه أبدى استعداده مؤخرًا للتفاوض مع مجلس الوزراء الذي كان مقررًا تشكيله لكنه تعطل بفعل الاقتتال الأخير بين البرهان وحميدتي.

جيوش السودان في ليبيا.. ماذا تفعل؟

بحسب تقرير لمجلس الأمن عام 2021 فإن جيش تحرير السودان بجبهاته الثلاث: نور، مناوي، المجلس الانتقالي، بالإضافة إلى تجمع قوى تحرير السودان، والمجلس الثوري الصحوي السوداني يتلقون تمويلًا من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ويقاتلون معه، ولكن صحيفة سودان تريبيون أفادت نقلًا عن مصدر في فبراير الماضي أن الجيش الوطني الليبي منح الحركات المسلحة السودانية 6 أشهر لمغادرة شرق ليبيا، مع وعود من جانب الحكومة الليبية بمساعدات مالية مقابل سحب القوات.

مَن الأكثر نشاطاً بين الجيوش الثمانية؟

تورط فصيلا "الحلو" و "نور" في أكثر من 60٪ من إجمالي أعمال العنف السياسي التي تورطت فيها الجيوش المسلحة في البلاد خلال الفترة من 8 أبريل 2022 إلى 7 أبريل 2023، وذلك بحسب بحسب موقع مشروع بيانات النزاعات المسلحة، ACLED.

علاوة على ذلك فإن جبهة نور بحسب تقرير لمجلس الأمن تكتسب تمويلًا يمكنها من تجنيد المزيد عن طريق مناجم الذهب التي تستولي عليها في جبل مُرة.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة