سياسة

طبيب في وجه بندقية

نشر

.

Mohamed Salah Eldin

مع إغلاق المستشفيات السودانية أبوابها هرباً من الاشتباكات المسلحة أو عجزا عن توفير الحاجات الأساسية للمرضى، لم يجد محمد طاهر الطالب في سنة الامتياز بكلية الطب بديلا سوى إطلاق غرفة طوارئ في منطقته بمدينة أم درمان.

حال محمد كحال آلاف الشباب في السودان الذين تغيرت حياتهم في أعقاب الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس عمر البشير عام 2019 وما أعقبها من أحداث، كان آخر فصولها الاشتباكات الدائرة منذ أيام.

بدأ طاهر الانخراط في العمل العام من خلال لجنة مقاومة أمبدة السبيل، في محاولة لمساعدة أهالي منطقته طبيا في مواجهة الصدمات السياسية والإنسانية المتتالية التي تواجه البلاد، وأسفرت آخر فصولها عن أكثر من 420 قتيل وما يربو على 3700 مصاب بحسب منظمة الصحة العالمية.

من لجنة مقاومة لغرفة طوارئ

شباب اللجنة التي تشكلت عقب مظاهرات 2019 ويشارك فيها طاهر، قررت تشكيل غرفة للطوارئ لتوفير الإسعافات الأولية للمواطنين، وتوفير مساحة في مركز صحي محلي غير مفعل، وتجهيزه لاستقبال المصابين.

بحسب وزارة الصحة الاتحادية في السودان فإن 20 مستشفى خرجت من الخدمة، و12 مستشفى آخر يواجه الخطر ذاته بسبب النقص في الإمدادات الطبية والعاملين في مجال الرعاية الصحية.

دون مساندة

٣ أيام هي الفترة التي عمل خلالها الشباب على تجهيز غرفة الطوارئ بتنظيفها ثم جمع المتطوعين من الأطباء الموجودين في المنطقة "استجبنا للنداء من أجل إنقاذ حياة المواطنين، وجمع المتوفر من المساعدات الأهلية، وتقديمها للأهالي دون أي دعم من منظمات محلية أو دولية.

من أجل ذلك، أطلقت الغرفة عبر حسابها على فيسبوك مناشدة لأهالي الحي بالتبرع بالأدوية غير المستخدمة بعد التأكد من تاريخ صلاحيتها والتأكد من حفظها في مكان يبعدها عن التلف.

تؤكد منظمة الصحة العالمية حاجة المستشفيات في السودان إلى مستلزمات التشغيل الأساسية بشكل عاجل، مثل الوقود والمياه والكهرباء.

استهداف الطواقم الطبية؟ لدينا الحل

تعذِر وصول أفراد الطواقم الطبية، مشكلة ثانية تواجه المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة بين طرفي الصراع السوداني. إذ تشير منظمتي الصحة العالمية وأطباء بلا حدود الدوليتين، إلى عجز المسعفين والممرضات في الخطوط الأمامية والأطباء عن الوصول إلى المدنيين المصابين بسبب انعدام الأمن، والاستهداف المنظم لسيارات الإسعاف والمرافق الصحية.

لمواجهة ذلك، يقدم محمد وزملاؤه دورة للمتطوعين في العمل الميداني، في عمل الإسعافات الأولية، وبعدها تدريب آخر أكثر تقدما على طرق أكثر تعقيدا قد تساعد في إنقاذ حياة المصابين مثل إيقاف النزيف، قبل الحاجة للتدخل الطبي من متخصص.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة