سياسة

"عشان سوداننا".. طريق آمن إلى مصر

نشر

.

Mohamed Salah Eldin

قبل 4 سنوات قدم الشاب السوداني أبو طالب إلى مصر ليستكمل دراسته العليا في مجال الجيوفيزياء في مصر، لتكون أسوان الواقعة في جنوب مصر مستقره من أجل مستقبل أفضل.

مرت السنوات الأربع التي قضاها أبوطالب بأحداث متواترة من عزل الرئيس السابق عمر البشير لتشكيل مجلس السيادة بمكونيه المدني والعسكري لانقلاب عسكري في أكتوبر من عام 2021 لخلاف بين رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.

بلغ الخلاف ذروته بين الجانبين لتندلع الاشتباكات بينهما في منتصف أبريل الماضي لتجبر الكثير من أهالي السودان على النزوح إلى مصر هربا من القتال، فوجد أبو طالب أهل بلاده قادمين إليه وقد تقطعت بهم سبل العيش في بلادهم ليشمر عن ساعديه ويشارك في مبادرة لدعمهم تحت عنوان "عشان سوداننا".

يحكي أبو طالب لموقع بلينكس عن تكوين المبادرة التي أصبح فيها مسؤولا عن محافظات الصعيد المصري "أسوان، الأقصر، قنا، أسيوط"، فيقول "بعد اندلاع الحرب في السودان ومعاناة أهلنا في صراع ليس لهم فيها ناقة ولا جمل قررنا نحن مجموعة شباب أن نساعد أهلنا في ظل هذه الظروف مجموعة شباب جزء منا طلاب في الجامعات المصرية، والجزء الآخر موظفين ومهنيين، قررنا كل منا أن يقدم المساعدة في المنطقة التي يسكن فيها ويعرف أهلها".

وبحسب وسائل الإعلام المصرية فإن معبر أرقين البري الواقع على الحدود المصرية السودانية قد استقبل أكثر من 16 ألف وافد أجنبي منهم 14 ألف سوداني والبقية من 50 دولة ومنظمة دولية.

هؤلاء السودانيون ربما لم يأتوا إلى مصر من قبل، لا يعرفون سبل الإقامة والمعيشة وهنا يأتي دور المبادرة التي اشترك فيها 15 متطوعا في البداية يقطنون مختلف المحافظات المصرية بحسب أبو طالب، فيقدمون السكن والطعام والشراب لكل من ليس لديه مأوى.

عند معبر أرقين يبدأ أبو طالب العمل بسؤال القادمين إذا كان من بينهم حالات مرضية لوضعها كأولوية، فإذا كانت وجهتهم أسوان فيكون السؤال الأهم عن المسكن فإذا لم يمتلكوا فيحكي عنهم أبو طالب "نحنا بنشوف ليهو سكن وبندفع ليهو إيجار لمدة شهرين وجزء من المواد التموينية".

وحتى الآن استطاع متطوعو المبادرة في مدينة أسوان تأمين السكن لأربع أسر.

أما من يستكملون رحلتهم إلى العاصمة المصرية القاهرة فيقدم لهم متطوعو المبادرة الطعام والشراب وينسقون مع زملائهم في القاهرة لاستقبالهم، وهي المرحلة التي يعتبرها أبو طالب الأصعب حيث تتم من خلال المجموعة الرسمية للمبادرة على موقع التواصل الاجتماعي، فيذهب إلى موقف الحافلات ليتواصل مع الأسر المحتاجة للمساعدة ويزودهم بوسائل الاتصال بزملائه في القاهرة كما يتواصل مع زملائه في القاهرة لتزويدهم باسم الأسرة وتفاصيل رحلتهم القادمين فيها لانتظارهم.

استطاع شباب المبادرة من أهالي السودان المقيمين في مصر توفير تذاكر قطارات للأسر السودانية وتسكينها في القاهرة لتبدأ حياتها حتى تضع الحرب التي قتلت 425 مدنيا وأصابت قرابة 2100 آخرين أوزارها.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة