سياسة

هل يحدد المجنسون العرب رئيس تركيا المقبل؟

نشر

.

Ismail Kaya

تشير كافة استطلاعات الرأي إلى أن فرص أبرز مرشحين للانتخابات الرئاسية التركية متقاربة جداً وسط تكهنات بأن الفارق بين الفائز والخاسر لن يتجاوز الـ1 أو 2٪ من أصوات الناخبين، وهو ما يزيد من أهمية كل صوت في الانتخابات التاريخية الحاسمة ويزيد من أهمية وحساسية أصوات المجنسين العرب لاسيما السوريون منهم.

على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية إلا أن المؤكد هو أن مئات آلاف اللاجئين السوريين حصلوا بالفعل على الجنسية التركية في السنوات الماضية، وإلى جانبهم عشرات آلاف العرب الذين حصلوا عليها من خلال الاستثمارات أو شراء العقارات التي ازدهر بيعها مؤخراً للعرب بشكل عام، ومواطني العراق والخليج بشكل خاص وهو ما يعني أن ما لا يقل عن نصف مليون عربي قد حصلوا بالفعل على الجنسية التركية في السنوات الأخيرة وبالتالي يحق لهم الانتخاب.

مَن حصل على الجنسية؟

بحسب أحدث تصريح رسمي لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو فإن 230 ألف سوري حصلوا على الجنسية التركية في السنوات الأخيرة بموجب آلية عملت بها الحكومة التركية لتجنيس جزء من نحو ٣,٧ مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا منذ بداية الحرب في بلادهم قبيل 12 عاماً، وبحسب الوزير نفسه فإن من بينهم 130 ألف راشد أي من بلغوا 18 عاماً وهو ما يعني أنهم الأشخاص الذين يحق لهم الانتخاب بموجب القانون التركي الذي لا يفرق في حق الانتخاب بين المواطن ومن حصل على الجنسية حديثاً.

لكن هذا الرقم يبقى المعلن عنه رسمياً وهو ما لا يتوافق مع تقديرات المعارضة التي تتهم الحكومة أنها تعلن أرقاما أقل لأعداد المجنسين من اللاجئين السوريين وأن الرقم الحقيقي هو أكبر من ذلك بكثير، حيث تُقدر أوساط غير رسمية بأن العدد لا يقل عن 500 ألف على أقل تقدير.

إلى جانب اللاجئين السوريين، يوجد عشرات الآلاف على أقل تقدير من جنسيات عربية مختلفة حصلوا على الجنسية التركية في السنوات الأخيرة بطرق مختلفة منها الإقامة لمدة 5 سنوات بموجب إقامة العمل أو الاستثمار أو شراء العقار الذي ازدهر مؤخراً ومنح بموجبه عدد كبير من العرب الجنسية التركية.

كمحصلة عامة يمكن التكهن بوجود ما لا يقل عن 500 ألف عربي حاصل على الجنسية التركية يحق لهم الانتخاب في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي انتهت بالخارج وشارك بها بالفعل جزء من المجنسين العرب المقيمين في بلادهم، بينما سيشارك المقيمون في تركيا بالإدلاء بأصواتهم يوم الأحد المقبل.

العرب يختارون الرئيس القادم

يبلغ عدد سكان تركيا قرابة 85 مليون نسمة، يحق لقرابة 64 مليون منهم التصويت في الانتخابات المقبلة وهو ما يعني أن عدد 500 ألف ناخب من أصول عربية حاصلين على الجنسية يبقى رقماً متواضعاً مقارنة بإجمالي عدد الناخبين وبالتالي فإن تأثيرهم في تحديد مجرى الحياة السياسية التركية يبقى محدوداً بشكل عام.

إلا أن حساسية الانتخابات المقبلة واجماع استطلاعات الرأي على أن الانتخابات الرئاسية على نحو خاص سيجري حسمها بفارق ضئيل جداً بين أبرز مرشحين وهما الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان أردوغان ومرشح المعارضة الموحد كمال كليتشدار أوغلو كلها أسباب زادت من أهمية وحساسية أصوات المجنسين العرب ورفعت من قيمتها لأهمية كل صوت في الانتخابات التاريخية المقبلة.

بعملية حسابية بسيطة، يتوقع أن يشارك 50 مليون ناخب في التصويت بالانتخابات، وهو ما يعني أن المجنسين العرب يمثلون ما نسبته تقريباً 1٪ من الأصوات، ما يعني أنه وفي حال فوز مرشح بنسبة لا تتجاوز الـ1٪، سيلعب المجنسون العرب دوراً حاسماً في تحديد رئيس تركيا المقبل.

أهمية الـ ١٪

لا تبدو الإجابة على هذا السؤال صعبة كثيراً، فالمجنسون العرب يرون أنهم حصلوا على الجنسية التركية بفعل سياسات الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الذي أيد سياسات منح الجنسية للاجئين السوريين وبيع العقارات للأجانب، ومؤخرا الانفتاح على العالم العربي على عكس المعارضة التي تتوعد بإعادة اللاجئين السوريين ووقف بيع العقارات للأجانب وصولاً للتهديد بسحب الجنسية التركية منهم، أمر ما يثير مخاوف المجنسين العرب ويدفعهم نحو التوجه بقوة لانتخاب أردوغان.

في هذا الإطار، يقود حزب العدالة والتنمية الحاكم حملة كبيرة للوصول إلى كافة المجنسين العرب وإقناعهم بعدم التكاسل في التوجه إلى صناديق الاقتراع وانتخاب أردوغان وصولاً لتقديم وعود لمرحلة ما بعد الانتخابات إلى جانب عرض تسهيلات تشمل تكاليف السفر بين المحافظات أو من خارج تركيا للمشاركة في التصويت يوم الأحد.

، يتوقع أن يشارك 50 مليون ناخب في التصويت بالانتخابات، وهو ما يعني أن المجنسين العرب يمثلون ما نسبته تقريباً 1٪ من الأصوات

في المقابل، هاجمت المعارضة التركية أردوغان مراراً متهمةً إياه بتسريع إجراءات تجنيس اللاجئين السوريين والعرب بشكل عام لكسب مزيد من الأصوات في الانتخابات، فيما ذهب سياسيون قوميون إلى أبعد من ذلك بالمطالبة بعدم منح حق التصويت للمجنسين الأجانب.

وانطلاقاً من المعطيات السابقة، فإنه وفي حال فوز أردوغان بفارق لا يتجاوز الـ1٪، يتوقع أن يعود الجدل بقوة إلى الساحة السياسية وربما تتهم المعارضة أردوغان بالفوز بأصوات المجنسين العرب والسوريين بشكل خاص وهو ما قد يجر البلاد إلى جدل سياسي حاد وربما أزمة سياسية كبيرة.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة