سياسة

"بينوكيو" في شوارع طهران.. احتجاجات من نوع جديد في إيران

نشر

.

Nasma Elhag

استيقظ سكان مدينة طهران على صور ورسومات "بينوكيو الكذاب" تملأ شوارع مدينتهم، في حلقة جديدة من حلقات احتجاجات مهسا أميني المستمرة منذ حوالي 8 أشهر، بعدما تحولت سيرة هذه الشابة إلى أطول حركة احتجاجية تشهدها إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

في سبتمبر الماضي، توفيت مهسا أثناء اعتقالها لدى "شرطة الأخلاق"، وهي مؤسسة أمنية معنية بمراقبة التزام النساء بقانون اللباس والحجاب الذي أقر بعد ثورة الخميني، الأمر الذي أطلق العنان لغضب مكبوت منذ سنين، ودفع عشرات الآلاف إلى الخروج في مظاهرات حاشدة، لكنهم قوبلوا بحملات قمع قاسية أودت إلى مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة الآلاف، كما أعدمت السلطات عددا من المتظاهرين الذين اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات.

قنص العيون

ولمواجهة حملات القمع العنيف على أرض الواقع، عمد الإيرانيون إلى السوشيال ميديا لمشاركة صور الاحتجاجات والقتلى والاصابات، الذي تبين أن كثير منها استهدف أعين المتظاهرين، فما كان من بلدية طهران إلا أن ترد عليهم بلوحات إعلانية ضخمة في شوارع المدينة تظهر محتجين مصابين في أعينهم وإلى جانبهم "بينوكيو الكذاب"، مع جملة "لا خير في الكذابين".

المتظاهرون من طرفهم، ردوا على السلطات بإشعال النار في اللوحات الإعلانية ونشروا صورها محروقة، ووصفوها بـ"المخزية".

راية التحدي

ورغم أن حدة الاحتجاجات خفت منذ سبتمبر، إلا أن أعدادا متزايدة من الإيرانيات اللواتي قصصن شعورهن وحرقن قطع الحجاب ورقصن على رمادها في الطرقات، رفعن راية التحدي بالتجول دون حجاب في شوارع إيران.

أما السلطات، فردّت بتوجيه تهديدات قانونية، وأغلقت بعض الشركات والمقاهي والمطاعم التي تخدم غير المحجبات، وحذرت سائقي وسائل النقل من السماح لهن بالركوب في سياراتهم، إضافة إلى إنذارات شفهية باتت تطلق في الأماكن العامة للواتي يخالفن الأوامر.

وفي النهاية، أعلنت الشرطة بدء تطبيق إجراءات تسمح بتحديد ومعاقبة النساء اللواتي ينتهكن القوانين باستخدام "تكنولوجيا التعقب الذكي"، مؤكدة أن خلع الحجاب يعتبر "جريمة".

وإلى جانب هؤلاء الذين فقدوا حياتهم في المظاهرات، أعدمت السلطات 4 أشخاص، وحكمت على 20 آخرين بالإعدام، في محاكمات تتعلق بالاحتجاجات.

رغم أن القوانين تزداد صرامة وحملات القمع تزداد شدة، إلا أن الإيرانيين لم يتوانوا عن اللجوء إلى السوشال ميديا، خاصة تويتر، لتوعية العالم بما يحدث في بلادهم، حتى لا تموت ثورتهم.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة