لم يعرفوا غير أردوغان رئيسا.. جيل تركي كامل يصوت للمرة الأولى

لم يعرف جيل فاطمة حاكما آخر للبلاد سوى رئيسها الحالي رجب طيب أردوغان حيث يحكم تركيا منذ عشرين عاما، تولى منصب رئيس الوزراء عن حزب العدالة والتنمية عام 2003 حينما كان المنصب التنفيذي الأهم في البلاد نظرا لكونها جمهورية برلمانية قبل أن ينتخب رئيسا للجمهورية عام 2014 ويقر تعديلات دستورية عام 2017 تجعل نظام الدولة رئاسيا وتمنحه صلاحيات واسعة.

تقول فاطمة في حديثها لقناة فرانس 24 "أنا سعيدة جدا بفكرة التصويت لأول مرة ولكن أشعر بضغوط أيضا نتجة الامتحانات. خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بالنظر إلى ما حدث، أصبحت أكثر اهتماما بالسياسة، فهذه اوقات عصيبة

وشهد جنوب تركيا و شمال سوريا في فبراير الماضي أقوى زلزال شهدته البلاد منذ 20 عاما، حيث قتل ما لا يقل عن 56 ألف شخص في البلدين، وتضرر أو انهيار ما لا يقل عن 230 ألف مبنى في 11 محافظة في تركيا.

تعتزم فاطمة الإدلاء بصوتها لصالح محرم إنجه، وفي حالة الإعادة ستصوت لصالح كليتشدار أوغلو.

على عكس فاطمة ووالدتها يؤيد والد الفتاة وجدتها حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إردوغان، وهو ما تراه اختلاف بين الأجيال، فجيلها منفتح للغاية ويفكر في عواقب ما يتخذ من قرارات.

رغم ذلك ترى فاطمة أن أردوغان ظل في السلطة لفترة طويلة نتيجة ثقة المواطنين به، وأن لديه فرصة لإعادة انتخابه إذا ما اعتقد الناس أنه قادر على إعادة الاقتصاد لمساره الصحيح.

أظهر استطلاع للرأي أن 20% من الأتراك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا مستعدون للتصويت لأردوغان وحزب العدالة والتنمية ذي التوجهات الإسلامية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وقد عمل كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو على استمالة الجيل الجديد "جيل Z" لكفته عبر وعوده بمزيد من الإعفاءات الضريبية على مبيعات الهواتف المحمولة وباقات الإنترنت المجانية..

بشعر قصير وملابس رسمية تقول زينب ذات الـ19 عاما المقيمة في اسطنبول حيث تدرس التأمينات إن صوتها الذي ستدلي به لأول مرة في حياتها سيذهب إلى أردوغان لإيلائه أهمية كبيرة للشباب ويهتم بمستقبله، مع إيمانها بإرث مؤسس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك.

يعد مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة وأول رئيس لتركيا بعد انتهاء الخلافة العثمانية عام 1923، وتوفي عام 1938.

تنتقد زينب شخصيات المعارضة وترى أنها لن تصوت لهؤلاء الذين يضعون أيديهم في يد "أعداء الدولة والجيش" في إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني.

تؤمن زينب بفوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى متمنية بقاءه 20 عاما أخرى على رأس السلطة في بلادها.

ينافس أردوغان في هذه الانتخابات مرشح حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو الذي حصل على تأييد 6 أحزاب معارضة في مارس الماضي للمنافسة ليصبح المرشح المنافس الرئيسي لرجب، وسينان أوغان الأكاديمي ذو الميول القومية لكن حظوظه في الفوز ضئيلة، أما محرم إنجه فقد انسحب من السباق الرئاسي قبل 72 من فتح باب التصويت للناخبين بعد تسريب ما قيل إنه فيديو إباحي للمرشح والذي قال عنه إنه مزيف.

في الوقت ذاته تتنافس الأحزاب في الانتخابات للفوز بمقاعد البرلمان البالغة 600 مقعد حيث سمح المجلس الأعلى للانتخابات لـ 26 حزبا و151 مرشحا مستقلا بخوض ماراثون الانتخابات.

تظهر آخر استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة كوندا للأبحاث والاستشارات في 7 و8 مايو الجاري تقدم كليتشدار أوغلو حيث حصل على 49.3% فيما حصل أردوغان على 43.7%، فيما حصل سينان أوغان على 4.8% من أصوات من شملهم الاستطلاع، فيما حل محرم إنجه في المركز الأخير بنسبة 2.2%.