المرأة في الانتخابات التركية.. "الأبناء والعنف" يحددان اتجاه التصويت

السبب الرئيسي لإحباط أيسل يكمن في الاقتصاد فأبنائها الأربعة رغم تعليمهم العالي يجدون صعوبة بالغة في اتخاذ خطوات جديدة بحياتهم المهنية بسبب المحسوبية فتقول " أينما تقدموا ، يُسألون:" هل لديك شخص ما في الداخل؟".

أبناء أيسل الأربعة انضموا لوالدتهم فقرروا انتخاب المعارضة، فيما ترى "الحزب الديني سيحقق المساواة والإنصاف ولكن مع مرور الوقت رأينا أنهم لم يفعلوا ذلك".

العنف ضد المرأة ربما يكون أيضًا أحد الأسباب التي قد تدفع النساء للتصويت باتجاه مغاير لأردوغان.

ميليك أوندر المتحدثة باسم منصة " We Will Stop Femicides" أي "سنوقف قتل النساء" تقول في حديث لـ open Democacy" إنهم سيصبحون مثل نظام طالبان" إذا أعيد انتخابهم.

منصة سنوقف قتل النساء تأسست عام 2010 بعد قتل فتى يبلغ17 عامًا لصديقته التي كانت في مثل سنه، وتجمع المنصة بيانات عن جرائم قتل النساء والحملات ضد العنف ضد المرأة.

ي عام 2021 أعلنت تركيا الانسحاب من اتفاقية اسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة والذي تبنته عام 2012، فيما بررت الحكومة التركية قرارها بأن الاتفاقية تقوض الروابط الأسرية وتروج للمثلية الجنسية.

أما القانون الخاص بحماية الأسرة ومنع العنف رقم 6284 قال عنه أردوغان في أعقاب الانسحاب إنه أهم منعطف لمكافحة العنف ضد المرأة، لكن تحالفًا للعدالة والتنمية مع حزبين إسلاميين آخرين يحاولان سحب القانون الذي لا يزال الأداة الفاعلة لحماية المرأة من العنف.

وتقول بيرين سونميز من منصة Esik النسوية التركية لفرانس برس، إن من بين التغييرات التي حصلت "التعريف القانوني للأسرة على أساس المساواة بين الزوجين وتقاسم الممتلكات".، لكن التشدد التدريجي للسلطة اعتبارا من 2013 جعل هذا التقدم مهددًا.

تظهر الإحصائيات التي جمعتها المنصة ارتفاع نسب الجرائم ضد المرأة منذ هذا القرار، فهناك ما لا يقل عن 334 حادث قتل للإناث و 245 حالة وفاة مشبوهة للنساء (تم تأطير عمليات قتل النساء المحتملة على أنها حالات انتحار أو حوادث) في عام 2022 بإجمالي 579 حالة وفاة بزيادة قدرها 16٪ عن عام 2021.

تشهد تركيا يوم الأحد 14 مايو 2023 انتخابات برلمانية ورئاسية مفصلية يتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع 3 مرشحين آخرين أبرزهم كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري ومرشح ائتلاف مكون من 6 أحزب معارضة، إضافة إلى سينان أوغان الأكاديمي ذو الميول القومية، ومحرم إنجه الذي انسحب من السباق الرئاسي قبل 3 أيام من فتح باب التصويت للناخبين بعد تسريب ما قيل إنه فيديو إباحي للمرشح والذي قال عنه إنه مزيف.

وتظهر آخر استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة كوندا للأبحاث والاستشارات في 7 و8 مايو الجاري تقدم كليتشدار أوغلو حيث حصل على 49.3% فيما حصل أردوغان على 43.7%، فيما حصل سينان أوغان على 4.8% من أصوات من شملهم الاستطلاع، فيما حل محرم إنجه في المركز الأخير بنسبة 2.2%.

بحسب مؤسسة الديمقراطية الاجتماعية غير الحكومية التركية فإن دعم حزب العدالة والتنمية بين النساء التركيات في عام 2018 كان أعلى من 38%، لكنه قد ينخفض هذه المرة إلى أقل من 27%.