سياسة

جيل أردوغان: نريد قروشا لا دبابات

نشر

.

Bouchra Kachoub

مع تأجيل حسم الانتخابات التركية أسبوعين إضافيين، في جولة إعادة تاريخية، تظل أصوات الشباب، ومتنافس ثالث هي عامل الحسم في أكثر انتخابات حدة وتقاربا تشهدها المنطقة، إذ يُتوقع أن يشارك فيها ٩٠٪ من الناخبين الذين يصل إجمالي عددهم ٦٣ مليون ناخب.

أشارت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات إلى أن كيليتشدار أوغلو سيفوز بأصوات الشباب الذين يشكلون نحو 10٪ من الناخبين، بهامش خطأ من اثنين إلى واحد.

يقول الطالب الجامعي كيفانتش دال، 18 عاما، "لا أرى مستقبلي". مضيفا "يستطيع أردوغان بناء أكبر عدد من الدبابات والأسلحة كما يشاء، لكنني لا أحترم ذلك طالما ليس هناك قرش في جيبي".

لكن المدرّسة دنيز أيدمير قالت إن أردوغان يحصل على صوتها بسبب التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي حققته تركيا بعد نصف قرن من الحكم العلماني الذي غمره الفساد.

كما تساءلت المرأة البالغة 46 عاما كيف يمكن لتحالف من ستة أحزاب أن يحكم دولة، وهي النقطة التي ركز عليها إردوغان خلال حملاته الانتخابية، مضيفة "نعم هناك أسعار مرتفعة ولكن على الأقل هناك ازدهار".

كلٌ إلى قاعدته

تعكس هذه الآراء درجة الانقسام في المجتمع التركي بناء على الشرائح العمرية، التي يميل فيها الشباب للتصويت لمرشح المعارضة، في حين تفضّل الشرائح الأكبر والمتدينين التصويت للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

ظهر هذا في توجه حملة أردوغان بشكل متزايد إلى قاعدة مؤيديه الأساسيين، بعد وصفه المعارضة بأنها "مؤيدة للمثليين والعابرين جنسيا" متهما إياها بتلقي أوامرها من مسلحين أكراد محظورين وممولة من الغرب.

كما حاول الرئيس الحالي أيضا كسب تأييد موظفي القطاع الحكومي عبر منحهم زيادات ضخمة على أجورهم في الأشهر التي سبقت الانتخابات.

العامل الثاني الذي يحدد مستقبل الرئيس المقبل، هو سنان أوغان المرشح الخاسر، الذي تحول إلى "صانع ملوك" بعد حصوله على ٥٪ من الأصوات.

يقول أوغان "لن نقول ما إذا كنا سندعم هذا المرشح أو ذاك"، مضيفا "سنجري مشاورات مع ممثليهم ثم نقرر".

تصدير النصر

بدا أردوغان منتصرا عندما ظهر أمام حشد كبير من مؤيديه بُعيد منتصف الليل ليعلن بنفسه جاهزيته لخوض جولة انتخابات رئاسية ثانية.

أظهرت النتائج شبه الكاملة لأهم انتخابات تشهدها تركيا في حقبة ما بعد السلطنة العثمانية أن أردوغان الذي يُحكم قبضته على السلطة منذ عام 2003 ولم يهزم في أكثر من 10 انتخابات، أخفق بفارق طفيف عن تحقيق نسبة الـ50% المطلوبة زائد صوت واحد.

وقال وسط هتافات صاخبة "أنا أؤمن من أعماق قلبي بأننا سنواصل خدمة شعبنا في السنوات الخمس المقبلة". كما أعلن أن حزبه الإسلامي الحاكم فاز بغالبية واضحة في البرلمان.

اعترض معسكر كيليتشدار في البداية على نتائج فرز الأصوات وادعى أنه في الصدارة

عتبة الـ ٥٠٪

ذكرت وكالة الأناضول الحكومية أن أردوغان البالغ 69 عاما حصل على 49.4% من الأصوات، بينما حصل كيليتشدار أوغلو على 45.0%.

ومن المقرر أن تُجرى جولة الانتخابات الرئاسية الثانية للمرة الأولى في تاريخ الدولة ذات الغالبية المسلمة، ونظام الحكم العلماني في 28 مايو. كان معسكر كيليتشدار أوغلو قد اعترض في البداية على نتائج فرز الأصوات وادعى أنه في الصدارة.

لكن كيليتشدار أوغلو ورغم خيبة الأمل من النتائج بعد تصدره الاستطلاعات قبل الانتخابات، تعهد بالفوز على أردوغان في الجولة الثانية.

وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري للصحافيين إن "إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50%".

شوق ديموقراطي

أعقب العقد الأول من الانتعاش الاقتصادي لأردوغان والعلاقات الدافئة مع أوروبا عقد ثان مليء بالاضطرابات الاجتماعية والسياسية.

رد أردوغان على محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 بعمليات تطهير واسعة النطاق تسببت في توتر بالمجتمع التركي، وجعلته شريكا غير مريح للغرب على نحو متزايد.

ظهور كيليتشدار أوغلو وتحالفه المعارض المكون من ستة أحزاب، وهو نوع من الائتلاف الواسع الذي برع أردوغان في تشكيله طوال حياته السياسية، يعطي الحلفاء الأجانب والناخبين الأتراك بديلا واضحا.

ولكن جولة الإعادة يمكن أن تمنح أردوغان في غضون أسبوعين الوقت الكافي لإعادة تجميع صفوفه.

ومع ذلك سيظل يطارده شبح أسوأ أزمة اقتصادية شهدتها تركيا في عهده، والقلق بشأن استجابة حكومته المتعثرة لزلزال فبراير الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص.

وصرح كيليتشدار أوغلو بعدما أدلى بصوته في الانتخابات في أنقرة "جميعنا اشتقنا للديموقراطية"، وتابع "سترون بإذن الله أن الربيع سيأتي إلى هذه البلاد".

يقود كيليتشدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة. يبلغ عدد الناخبين المسجلين في تركيا 64 مليون ناخب كان عليهم اختيار أعضاء برلمانهم أيضا في كل أنحاء هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة ويشهد تقليديا إقبالا على التصويت.

خلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في 2018، فاز أردوغان من الدورة الأولى بعد حصوله على أكثر من 52.5٪ من الأصوات. لذلك، يشكل احتمال تنظيم دورة ثانية في 28 مايو في اقتراع انتكاسة له.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة