في يونيو ٢٠٢١ اقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة جنين وقتلت شاباً في العشرين من عمره واحتجزت جثته. ليتبين أنه جميل العموري من مخيم جنين يملك سلاح ام ١٦، وقادر على اقناع أقرانه بالفكر الجهادي.

تأسست على إثر مقتله مجموعة مسلحة انطلقت من مخيم جنين وهتفت: "يا جميل العموري... جبنالك ورد الجوري"، ليصبح العموري رمزاً للشباب في المخيم. أطلق المسلحون على أنفسهم اسم (كتيبة جنين) وصُنفوا ضمن مجموعات سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي والتي تتخذ من غزة مركزاً لها.

وجود مسلحين فقراء المال وصغار العمر أقلق إسرائيل إذ يعتبرهم الشاباك ثواراً دون فكر حقيقي حسب تقرير نشرته القناة الإسرائيلية العاشرة. يراهم الإسرائيليون خطيرين لأنهم لا يملكون شيئاً يخسرونه، كل ما يهمهم صورة جميلة تلتقط لهم وتنشر مع موسيقى ثورية على تيك توك، لتنهال التعليقات التي تدعو لهم بالنصر والثبات، حسب تقارير إسرائيلية.

مع مرور الوقت أصبح المنتمون للكتيبة أكثر عدداً وأكثر خطراً على إسرائيل، فمن بعد كتيبة جنين تشكلت كتيبة جبع وكتيبة قباطية وكتيبة برقين وهذه كلها قرى صغيرة في جنين.

أعضاء هذه الكتائب يلاحقون الآليات العسكرية الإسرائيلية بالرصاص والمولوتوف. على إثر ذلك أصبحت الكتيبة وشبابها مثالاً لجيل Z في المدن الأخرى، فتشكلت كتيبة نابلس وكتيبة بلاطة في نابلس والتي قادها إبراهيم النابلسي وهو بعمر ١٨ عام.

بعد عامين من تكاثر الكتائب المسلحة الصغيرة في الضفة، أصبح لديها هوية ومنصات إعلامية وناطقين رسميين. إذ أعلنت كل مجموعة مسلحة يبدأ اسمها بلفظ (كتيبة) أنها تتبع لحركة الجهاد الإسلامي. واتخذت تلك الكتائب من منصة التلغرام مكاناً لنشر تصريحاتها والإعلان عن عملياتها.

منذ تأسيس كتيبة جنين في ٢٠٢١ أعلن الجيش الإسرائيلي عن معركة "السهم الواقي" للقضاء على مسلحي الجهاد في الضفة الذين تزيد شعبيتهم يوماً بعد يوم، وتزداد أعدادهم في جنين ونابلس ولحقتهما أريحا في تأسيس كتيبة عقبة جبر.

في ٩ مايو قتلت إسرائيل ٣ من قادة الجهاد الإسلامي في غزة، أحدهم طارق عز الدين المسؤول عن تسليح كتائب الضفة التابعة للجهاد، في عملية تهدف إلى إنهاك الجهاد الإسلامي على كل الأصعدة في الضفة وغزة حسب تقارير فلسطينية وإسرائيلية.

لكن بعد الهدنة التي جاءت بعد خمسة أيام من الصواريخ المتبادلة بين غزة وإسرائيل، أعلنت كتيبة جنين على قناتها في تلغرام عن تشكيل "مجموعات الشهيد طارق عز الدين" وأعلنت عن أول عملية للمجموعة تمثلت في استهداف مركبة إسرائيلية في جنين بصليات كثيفة من الرصاص حسبما قال الإعلام الحربي للكتيبة.

يرى محللون أن الجهاد يتعمد توزيع كتائبه في الضفة بأعداد قليلة في أكثر من مكان، حيث تختلف جبهة الضفة عن جبهة غزة لأن الأخيرة لا إسرائيليين فيها، مهاجمتها تتم بالطائرات ومن فيها يهاجم إسرائيل في الصواريخ.

أما الضفة فهي ذات طابع ديموغرافي مختلط، تفصل شوارع عرضها ١٠ أمتار أحياناً بين قرية فلسطينية ومستوطنة إسرائيلية، مما يجعل القصف خياراً غير نافع لإسرائيل، فتضطر لاستخدام القوات الخاصة فيتحول الميدان لحرب شوارع وهي ما يحاول الجهاد أن يتقنه مع أعضائه في الضفة.

ويتوزع أفراد الجهاد في كل الضفة ويضغطون الجبهة الداخلية لإسرائيل في عمليات فردية تجعل إسرائيل مشغولة في أكثر من جبهة وأكثر من منطقة.