في 19 نونبر 1990، وقعت دول حلف شمال الأطلسي ودول حلف وارسو، على معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا، بهدف تقييد نشر الأسلحة التقليدية التي يمكن اعتبارها مفرطة الضرر أو ذات آثار عشوائية.

كان حلف الناتو يتكون آنذاك من 16 دولة (بلجيكا، كندا، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، اليونان، أيسلندا، إيطاليا، لوكسمبورغ، هولندا، النرويج، البرتغال، إسبانيا، تركيا، بريطانيا، والولايات المتحدة)، في حين كان حلف وارسو يضم 7 دول (الاتحاد السوفييتي، بلغاريا، رومانيا، المجر، بولندا، ألبانيا، تشيكوسلوفاكيا).

وبحسب نص المعاهدة، المنشور في موقع "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" يُسمح لكل من المجموعتين بامتلاك عدد متساو من الأسلحة التقليدية والمعدات العسكرية ويشمل ذلك 20 ألف دبابة، 30 ألف عربة مدرعة و20 ألف وحدة مدفعية و6800 طائرة مقاتلة و2000 مروحية هجومية.

كما تنص المعاهدة على الحد من نشر القوات على خط التماس بين الحلفين لتفادي أي هجوم مفاجئ أو شن هجمات واسعة النطاق في أوروبا.

بعد ثماني سنوات من انهيار الاتحاد السوفياتي، تم توقيع اتفاق حول تعديل المعاهدة بقمة إسطنبول لمنظمة التعاون والأمن الأوروبي في عام 1999.

لكن التعديل لم يدخل يوما حيز التنفيذ لأن دول الناتو امتنعت عن المصادقة عليه واستمرت في العمل بالنسخة الأولى لعام 1990.

في الفترة الممتدة بين 1999 و2009، انضمت إلى حلف الناتو بعض دول حلف وارسو سابقاً كبولندا وهنغاريا إضافة إلى التشيك وكرواتيا وألبانيا ما مكن حلف الناتو من التوسع شرقا صوب الحدود الروسية.

وفي خضم هذا الاختلال بين موازين القوى، قدمت روسيا طلبا لتعديل المعاهدة في الاجتماع الذي دعت له موسكو في فيينا سنة 2007، لكن دول الناتو رفضت الطلب الروسي.

وردا على هذا الرفض، وقع بوتين في 12 ديسمبر 2007 قراراً بتعليق مشاركة روسيا في المعاهدة.

منذ عام 2015، لم تشارك روسيا في اجتماعات الفريق الاستشاري المشترك المعني بالمعاهدة، ومنذ ذلك الوقت، كانت بيلاروسيا هي التي تمثل روسيا في اجتماعات المجموعة.

واليوم بعد الانسحاب النهائي، يقول نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إنه من المستحيل العودة إلى المعاهدة، متهما دول الحلف الأطلسي بخرقها، وفقا لصحيفة "فيدوموستي" الروسية.

يقول المحلل العسكري الروسي، ليتوفكين فيكتور، في مقال لوكالة "تاس" الروسية، إن انضمام بعض دول حلف وارسو سابقاً إلى الناتو جعل العمل بالمعاهدة من الناحية الفنية مستحيلا.

ويقول فيكتور، يمكن للضباط الليتوانيين، كجزء من مفتشي الناتو، القدوم إلى منطقة كالينينغراد والتحقق من الأسلحة الروسية، بينما لا يمكن للضباط الروس الذهاب إلى ليتوانيا لغرض مماثل، لأن ليتوانيا وقت المعاهدة كانت مع روسيا في حلف وارسو، والآن هي مع الناتو.

علاوة على ذلك، يلقي فيكتور اللوم على سلسلة قرارات أميركية بالانسحاب من عدة اتفاقيات عسكرية مع روسيا والتي كانت تضمن الأمن الاستراتيجي لروسيا، بحسب قوله.

في عام 2002، انسحبت واشنطن من جانب واحد من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لعام 1972، والتي كانت حجر الزاوية لتوازن الرعب بين البلدين.

في عام 2019، انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى (INF). بعد عام، انسحب الرئيس دونالد ترامب ، من معاهدة الأجواء المفتوحة لعام 1992 والتي تسمح بتحليق طائرات مراقبة غير مسلحة للاستكشاف في أجواء الدول الأعضاء بالمعاهدة.