قبل حوالي 8 عقود، حلقت طائرة عسكرية أميركية فوق مدينة هيروشيما اليابانية لتلقي قنبلة تقتل أكثر من 65 ألف شخص وتصيب قرابة 70 ألف آخرين ليعرف العالم لأول مرة القنبلة النووية وتنتهي بعد ذلك بأيام الحرب العالمية الثانية باستسلام طوكيو.

واستضافت هيروشيما اليابانية، الأسبوع الفائت، الرئيس الأميركي جو بايدن و5 قادة آخرين للعالم استقبلهم رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ليشكلوا معًا مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تعرف بـ(G7).

القمة الحالية تضع على أجندتها عددا من القضايا أبرزها الأزمة الأوكرانية حيث تستمر المجموعة في الترويج للعقوبات ضد روسيا ودعم كييف، إضافة إلى العمل على تأكيد التعاون وتقويته في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة.

وقد خرج بيان القادة السبت داعما لأوكرانيا، إضافة إلى تعزيز جهود نزع السلاح وعدم الانتشار النووي، مع معارضة أي محاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة أو الإكراه في منطقة المحيطين الهادئ والهندي في إشارة واضحة للصين، ولكن ما هي هذه المجموعة؟ وما علاقة العرب بتأسيسها.

اعرف أكثر

عن مجموعة السبع

هو تجمع غير رسمي لأغنى 7 دول على مستوى العالم يضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا، إضافة إلى حضور ممثل عن الاتحاد الأوروبي، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي لدولها مجتمعة 40 تريليون دولار أي أقل بقليل من نصف الاقتصاد العالمي.

ما علاقة العرب بتأسيسها؟

بحسب رويترز فإن السبع الصناعية قد تأسست مجموعة السبع في أعقاب الحظر النفطي الذي فرضته منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عام 1973 كمنتدى للدول الأغنى لمناقشة الأزمات التي تؤثر على الاقتصاد العالمي، وقد أقرت الدول الخليجية الأعضاء في أوبك في 16 أكتوبر 1973 زيادة حادة في سعر النفط وصلت 70%، إضافة إلى قرار وزراء النفط العرب في اليوم التالي بحظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة، وكذلك خفض الإنتاج بنسبة 5%.

ولكن يشير موقع الحكومة الألمانية أن أول اجتماع رؤساء دول وحكومات الدول الصناعية كان في عام 1975 للمرة الأولى في مدينة رامبوييه الفرنسية حيث ضم 6 دول لمناقشة الاقتصاد العالمي قبل أن تنضم كندا لهم في عام 1976.

أغنى الدول.. لكن أين روسيا والصين؟

في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي انضمت روسيا الاتحادية إلى مجموعة السبع الصناعية عام 1998 لتصبح G8 قبل أن يقرروا الاجتماع من دون موسكو مرة أخرى في عام 2014 في أعقاب ضمها لشبه جزيرة القرم في أوكرانيا.

وبالنسبة للصين فإن هذه المجموعة تضم أغنى 7 دول ديمقراطية في العالم بينما الصين الشعبية يحكمها الحزب الشيوعي الصيني منذ عام 1979، وينص دستورها على "دكتاتورية الشعب الديموقراطية بقيادة الطبقة العاملة والقائمة على تحالف العمال والفلاحين، وهو في جوهره دكتاتورية البروليتاريا" ، وهو ما يختلف تماما عن نظم مجموعة السبع القائمة على تعددية الأحزاب وتداول السلطة والانتخابات، ولهذا تصدر قرارات مختلفة من جانب المجموعة توضح تحدي الصين.

ضيوف قمة هيروشيما

وجه رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الدعوة إلى أستراليا والهند والبرازيل وكوريا الجنوبية وفيتنام وإندونيسيا وجزر القمر ممثلة للاتحاد الأفريقي وجزر كوك لتمثل منتدى جزر المحيط الهادئ.

كما حضر القمة رئيس أوكرانيا فولديمير زلينيسكي، والذي قال في كلمته أمام القمة إن هناك حاجة لقيادة عالمية واضحة للديمقراطية وهو ما يمكن تقديمه من خلال التعاون، كما التقى القادة كل على حدة لمناقشة ملف بلاده الذي كان على رأس أجندة القمة.