أدى تزامن نشر الصورة المفبركة مع افتتاح سوق الأسهم الأميركية في الصباح، إلى انخفاض أسهم البورصات، وذلك بعد الانتشار الكبير للصورة، إذ سجلت سوق الأسهم في نيويورك انخفاضا بـ 500 نقطة، بنسبة 0.3٪.

كما يحدث عادة في السوق عندما يسود الخوف، بدأت أسعار سندات الخزانة الأميركية والذهب في الارتفاع لفترة وجيزة، وهو ما يشير إلى أن المستثمرين كانوا يبحثون عن مكان أكثر أمانا للحفاظ على أموالهم.

قبل بداية يوم العمل بسوق الأسهم، نشر حساب على تويتر باسم CBKNews121 الساعة 8:42 صباحًا الصورة المفبركة، استنادا لما ورد في موقع إن بي سي نيوز.

هذا الحساب يعود لمجموعة كيو-آنون اليمينية المتطرفة المعروفة بترويج نظريات المؤامرة ودعمها للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

الربط بين ترويج الصورة وهذا الحساب أجراه فريق التحقق في وكالة فرانس بريس، لكن الوكالة لم تقطع بشكل نهائي صاحب النشر رقم ١ بين هذه الحسابات.

من حسابات تويتر التي تداولت الخبر ونشرت الصورة هي OSINTdefender وهو حساب يشارك الأخبار حول النزاعات العسكرية الدولية ويتابعه أكثر من 336 ألف متابع.

بمجرد انتشار التصريحات التي أدلت بها وكالة حماية قوة البنتاغون وإدارة الإطفاء الأميركية، اعتذر محرر الصفحة عن نشر معلومات مضللة وقال إن الحادث كان مثالاً على مدى "سهولة استخدام هذا النوع من الصور للتلاعب بالمعلومات، ومدى خطورة ذلك في المستقبل".

نشرت روسيا اليوم، الخبر على حسابها في تويتر وأرفقته بالصورة المزيفة، لكن حذفتها بعد صدور نفي المسؤولين الأميركيين.

في باريس، نُشرت ثلاث صور للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مارس 2023، وهو يركض بين شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين وسط تصاعد الدخان، وشاهد هذه الصور أكثر من 3 ملايين شخص حول العالم.

بالقرب من فرنسا، انتشرت صور مزيفة للبابا فرانسيس وهو يرتدي معطفًا أبيض منفوخاً للأزياء العصرية خلال عطلة نهاية الأسبوع في الفاتيكان، وهو ما يتناقض مع الزي الأبيض الذي يظهر به البابا في معظم المناسبات، لكن مجموعة الصور أثارت سخرية كبيرة، وإن انخدع بها البعض واعتقد أنها حقيقية بالفعل.

على الجهة الأخرى من المحيط، انتشرت صور لاعتقال دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي كانت تجري فيه وقائع محاكمته، الأمر الذي عزز من انتشارها، بعد وقوع كثير من مستخدمي السوشيال ميديا في الفخ.

الحسابات الأولى التي روّجت الصورة المصنوعة لانفجار البنتاغون كانت مرتبطة بمجموعة كيو- آنون.. فمن هؤلاء؟

أتباع هذه الحركة اليمينية تؤمن بنظريات مؤامرة، تبدو غريبة، لكنها تجد رواجا في أوساط الأميركيين، بحسب مراكز بحثية أميركية.

نظريات المؤامرة التي يؤمن بها أنصار الحركة تتنوع بين تورط كبار السياسيين الأميركيين في خطف الأطفال والتحرش بهم على نطاق واسع، وأن لقاحات الفيروسات تهدف للسيطرة على البشر وزرع شرائح إلكترونية في أجسامهم دون معرفتهم، وأن "عبدة الشيطان" يتحكمون في وسائل الإعلام الأميركية.

درجة الانتشار الواسع لمثل هذه النظريات رصدتها دراسة لمعهد بحوث الدين العام الأميركي الذي أظهر أن ارتفاع نسبة المؤمنين بنظريات المؤامرة من الأميركيين المشاركين في استطلاع الرأي، من 14٪ إلى 17٪ خلال 6 أشهر فقط من العام 2022.

بحسب الدراسة السابقة، يظهر أن 22٪ من الأميركيين، المشاركين في الدراسة، يؤمنون بأن هناك عاصفة ستأتي لتزيح "الدولة العميقة" التي تحكم الولايات المتحدة، بينما يؤمن 16٪ من الأميركيين بأن وسائل الإعلام يسيطر عليها "عبدة الشيطان"، فيما يعتقد 18٪ منهم أن ممارسة العنف هي سبيل حماية الدولة.

يزعم أنصار هذه النظرية أن "كيو" هو أحد كبار المسؤولين في ما يسمى بـ "الدولة العميقة" وأنه يمد أنصار الحركة بكل التسريبات السرية والخطيرة التي تنفذها هذه "الدولة العميقة" ضد الشعب الأميركي، ويعتقدون أن الشخص الذي يرمز له بالحرف Q، يمتلك حقائق عسكرية واستخباراتية عن أشخاص يريدون توريط ترامب. فمثلا، يرى المنتسبون للحركة أن تحقيق مولر في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عام 2016 لم يكن سوى خدعة للتضليل عن تحقيق أكبر كان سيبدأ حول التحرش الجنسي الجماعي بأطفال الولايات المتحدة.

يقدم موقع دويتشه فيله بعض الخطوات للتحقق من صحة الصور المصنوعة بالذكاء الاصطناعي، تشير هذه الخطوات إلى الجوانب التي يجب دائما تفحصها لأن الذكاء الإصطناعي لم يستطع لحد الآن في التفوق في إنشائها:

1. قم بتكبير الصورة وتفحصها بعناية.

2. ابحث عن مصدر الصورة.

3. انتبه لنسبة الجسم في الصورة.

4. تفحص أخطاء الذكاء الاصطناعي النموذجية مثل أصابع الأيدي، إذ تظهر اليد في الصور المصنوعة بأربعة أصابع فقط وليس خمسة، وكذلك إطارات النظارات، إذ تظهر غير طبيعية ومليئة بالظلال.

5. انتبه لنعومة الصورة ومثاليتها، فقليل من الصور الحقيقية يتمتع بهذه الصفات.

6. تفحص الخلفية، عادة ما تكون الأشياء مائلة وغير واقعية مثل مصابيح الشوارع، والتي كانت من بين النقاط التي أشار إليها الخبراء في تحليلهم صورة انفجار البنتاغون.