بعض المسؤولين في حملة ديسانتيس استفادوا من هذه الأزمة التقنية لإظهار شعبيته، إذ قال أحدهم لشبكة إن بي سي "حطمت شعبية الحاكم ديسانتيس الإنترنيت، هذا سيخبركم بكل شيء عن قوة ملفه للترشح". وغرد فريقه على التويتر قائلا: "ما الذي سنحطمه في المستقبل؟"

على نفس المنوال، هنأ المستثمر في شركات التكنولوجيا دافيد ساكس حاكم فلوريدا قائلا إن العدد الهائل من المتابعين شكل ضغطا على الإنترنت.

كما لم يفوت ماسك الفرصة للتعبيرعن فرحته وعن عفوية اللقاء الذي لم تحضّر فيه الخطابات بشكل مسبق، إذ قال "من المنعش غياب الخطب المعلبة وشاشات التلقين. إنه حقيقي".

وبفضل العطب التقني الذي انتشر بسرعة على تويتر، قال فريق ديسانتيس إنه جمع مليون دولار من التبرعات في ساعة واحدة.

لم يستفد ديسانتيس لوحده من العطب التقني، بل استغله كذلك الرئيسان الأميركي الحالي والسابق، اللذان أمطرا منافسيهما المحتمَل بالميمز والنكات.

الرئيس جو بايدن غرّد على حسابه الرسمي على تويتر بجملة قصيرة ساخرة تقول "هذا الرابط يشتغل"، وهو رابط يدعو فيه الناس التبرع لإعادة ترشحه في انتخابات 2024. لكنه أتبع هذه النكتة بفيديو ميم يظهر فيه مواقف سابقة لديسانتيس، قبل أن يستخدم الصوت المشفر الذي ظهر في البث الأول لإعلان ترشحه على تويتر، ثم جملة مقتَطعَة له يقول فيها "أنا لستُ مرشحا..."، وأنهاها بسؤال "هل تستطيع إطلاق حملة ترشح؟" ليظهر ديسانتيس في فيديو قديم يضحك بشدة.

أما ترمب، فاستخدم قناته على موقع تليغرام، والتي يتابعها أكثر من 700 ألف من مستخدمي تطبيق الرسائل المشفر الشهير، لنشر ميمز تربط بين فشل إطلاق حملة ديسانتيس مع بعض التجارب الفاشلة لصواريخ شركة سبايس إكس التي يمتلكها إيلون ماسك.

قال أحد مستشاري ترمب لشبكة إن بي سي نيوز "الإعلان على تويتر مثالي لرون ديانتيس، لأنه بهذه الطريقة لا يتعين عليه التفاعل مع الناس ولا يمكن لوسائل الإعلام أن تطرح عليه أية أسئلة"، إشارة إلى عدم كفاءته في مواجهة أسئلة الجمهور وانتقاداتهم المباشرة.

انتقادات وسخرية المرشحين المنافسين في الانتخابات الرئاسية القادمة قد يكون متوقعا، لكن سخرية المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي كانت لا ترحم.

انتشرت آلاف الميمز والتغريدات الساخرة من ديسانتيس، ومن اختياره لتويتر كمنصة للإعلان عن ترشحه في الانتخابات. ومن بين الميمز التي لاقت تجاوبا كبيرا على تويتر هي صورة لديسانتيس وإيلون ماسك بملامح تدل على الخيبة مع صاروخ سبايس إكس محطم في الخلفية، مع تعليق في المقدمة "فشل في الإطلاق".

التقى ماسك وديسانتيس في حفل عشاء بأوستن تكساس عام 2021، وتربطهم علاقة قوية بساكس والذي يقال إنه من المقربين إلى ماسك وله تأثير في القرارات التي تخص مستقبل تويتر.

قد تكون هذه العلاقات مفيدة لديسانتيس لأنه قد يستفيد من شعبية ماسك ومن متابعيه الذين يتجاوزون 140 مليونا، كما يمكن أن تكون لهذه العلاقة عواقب وخيمة بسبب التغريدات المتضاربة والمثيرة للجدل التي ينشرها ماسك من وقت لآخر.

يعترف دونالد ترمب والمحيطين به بالدور الذي لعبته وسائل التواصل الإجتماعي في سباق الانتخابات الرئاسية، إذ قال مدير الإعلام الرقمي لترامب، براد باسكال، لموقع وايرد إن "فيسبوك و تويتر كانا السبب في فوزنا بالانتخابات. استخدمنا فيسبوك لجمع التبرعات و تويتر للترويج لترامب".

ترامب نفسه أكد دور مواقع التواصل الإجتماعي في لقاء تلفزيوني مع شبكة سي بي إس "أعتقد أنني لن أكون في هذا المنصب إذ لم تكن لدي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي".

في دراسة لمئات من متابعي دونالد ترمب وهيلاري كلينتون على تويتر، كشف ليو ووانغ أنه بارتفاع عدد التغريدات التي ينشرها ترمب، يرتفع عدد مؤيديه بغض النظر عن تصريحاته، مثل منع المسلمين من السفر إلى أميركا، ومقابلاته التلفزيونية التي كان البعض منها كارثيا.

يعد الرئيس السابق باراك أوباما من الرؤساء الأوائل الذين وضعوا مواقع التواصل الاجتماعي في خدمتهم، كان أول من استخدم الحساب الرسمي لرئيس الولايات المتحدة، POTUS على تويتر، وأول رئيس يستخدم البث المباشر للفيديو عبر فيسبوك من داخل المكتب البيضاوي، وكذلك أول من أجاب على أسئلة المواطنين على اليوتيوب، وأول رئيس يدشن حسابا على سناب تشات.

بالرغم من تقلده منصب رئيس للولايات المتحدة في 2009، لم ينشر أوباما تغريدة على الحساب الرسمي لرئيس الولايات المتحدة إلا في 18 مايو 2015، سنة قبل انتهاء ولايته الثانية. لكنه أنشأ حسابه الخاص في 2007 واستخدمه بطريقة فعالة للوصول إلى الناخبين.

سمح تويتر لفريق أوباما بالتواصل المباشر مع المؤيدين وتقديم تحديثات في الوقت الفعلي حول أحداث الحملة الانتخابية، والخطابات وكذلك تقديم المقترحات السياسية، وساعد هذا الاتصال المباشر في خلق شعور بالمشاركة الشخصية من الأميركيين في الحملة.

من خلال تويتر، شجعت الحملة مؤيدي أوباما على اتخاذ إجراءات، مثل التطوع أو حضور التجمعات أو التبرع للحملة. قدم تويتر منصة لتنظيم الجهود الشعبية ونشر رسائل الحملة بشكل أوسع.

علاقة تويتر بأوباما هي علاقة منفعة متبادلة، إذ ساعد أوباما في شهرة تويتر وفي تزايد عدد مستخدميه كما ساعد تويتر في الترويج لأوباما و لخدمة أجندته. تظهر هذه الاستفادة في دراسة لموقع جامعة بروكينغز، التي ذكّرت بحادث يعود للعام 2009 عندما طلبت إدارة أوباما من تويتر تأجيل أعمال صيانة تقنية إلى وقت لاحق كي لا يؤثر ذلك على متظاهري الموجة الخضراء الإيرانية المعارضة، واستجابت إدارة تويتر لتلك الدعوة السياسية على الفور.