سياسة

عودة "باسم" من بوابة كليوباترا

نشر

.

Bouchra Kachoub

بعد أن أثار استياء نخبة واسعة من أبناء وطنه بانتقاداته للرئيس المصري السابق والحالي، أصبح باسم يوسف "محبوبا" عند ابن الرئيس الأسبق وقطاعات واسعة من المصريين وحتى القوميين المؤمنين بنقاء العرق. والسبب: كليوباترا ولون بشرتها.

لم يكد ينحسر الغضب المصري الذي أثاره تجسيد ممثلة ذات بشرة سمراء لشخصية الملكة كليوباترا في وثائقي مرتقب لنيتفليكس، حتى انتفض العديد من المصريين مجددا ضد تصريحات قديمة للكوميدي الأميركي كيفن هارت الذي زعم أنّ أجداده الأفارقة هم من بنوا الأهرامات، عقب مداخلة للكوميدي المصري باسم يوسف مع المذيع الشهير بيرس مورغان في برنامج تي ڤي توك الذي يعرض على قنوات بريطانية وأسترالية، حيث اتهم يوسف، كيفن هارت، بـ "الاستحواذ الثقافي" على التراث المصري.

في مداخلته قال يوسف إنّ "الأمر ليس مرتبطا بذوي البشرة البيضاء أو السمراء، بل بعملية الاستحواذ الثقافي وفلسفة التاريخ التي يقوم بها أتباع حركة المركزية الأفريقية، الأفروسينترك".

إنطلاقة باسم لم تأت من خلفية عنصرية تهاجم الأميركيين الأفارقة، وإنما دفاعا عن الثقافة الأفريقية السمراء "هذه الحركة بدأت القرن الماضي بهدف نبيل يتمثل في تعليم الأميركيين من أصول أفريقية تاريخ غرب أفريقيا. الغني، مثل الإمبراطورية العظمى لدول مثل بنين وغانا ومالي".

مهاجما زميله الكوميدي الأميركي "تجد أشخاصا مثل كيفن هارت، الذين يتخطون حدودهم بالقول إن أجدادهم بنوا الأهرامات، أنا آسف، فأجدادك كانت لديهم حضارة عريقة في غرب أفريقيا".

تصريحات يوسف، حفّزت تفاعل علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الراحل، الذي غرّد قائلاً "أنت محق تمامًا في ذلك، لقد أصبت الحقيقة باسم بنقاط قوية، أحسنت".

في فبراير الماضي، كان من المقرر أن يقيم كيفين هارت عرضا في مصر، لكن تم إلغاؤه لأسباب "لوجستية"، وفقا لشركة R Production في بيان لها عبر صفحتها على موقع فيسبوك، لكن مراقبين رأوا أنّ السبب الحقيقي هو استياء مصريين من تصريحات هارت.

كليوباترا.. سمراء أو بيضاء؟

يبدو أن تجدد هذا الاستياء من تصريحات هارت، مرتبط بظهور ممثلة ذات بشرة سمراء في تجسيد شخصية الملكة كليوباترا بوثائقي مرتقب لنيتفليكس.

تنقسم الانتقادات للوثائقي إلى نوعين، الأول: معارضو السطو الثقافي من قِبل حركة الأفرو سنتريزم، ويمثّلهم حاليا باسم يوسف. النوع الثاني: المنطلقين من خلفية عنصرية، ويطلقون على أنفسهم اسم "الكيميتيين" أو "المصريين" بالهيروغليفية. شهد التيار الأخير نموا متصاعدا في السنوات الأخيرة على السوشيال ميديا، ويركزون هجومهم على اللاجئين المقيمين في مصر، والملونين.

تعد الملكة كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة المقدونية التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، واستمر حكم الأسرة حتى عام 30 قبل الميلاد، عندما احتلت روما مصر.

ولدت كليوباترا بالإسكندرية في يناير عام 69 قبل الميلاد. وهي ابنة بطليموس الثاني عشر، وخلفت والدها كملكة عام 51 قبل الميلاد، وتشاركت العرش مع أخيها بطليموس الثالث عشر. وعرفت كليوباترا أيضاً بأنها جميلة، ذات شخصية جذابة، قوية وذكية، ولا يُعرف سبب وفاتها، رغم ذهاب بعض المؤرخين إلى القول بأنها انتحرت.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة