لم يكن يعلم ديسانتيس وكايسي أن زواجهما في سبتمبر 2009 في ملاهي عالم ديزني بفلوريدا سيصبح محطة سخرية، إذ تناولت وسائل إعلامية الموضوع مؤخرا للسخرية من المفارقة بين الأمس واليوم الذي يخوض فيه الحاكم حربا ثقافية مع ديزني بسبب معارضة الشركة الرائدة في عالم السينما والترفيه قيود المرشح الرئاسي على المثلية في المدارس.

كانت كايسي حاضرة على شاشة التلفاز كما كانت حاضرة مع ديسانتيس في كل خطوة يأخذها للأمام. بدأت معه من محاولته الحصول على مقعد في مجلس النواب الأميركي، مرورا بمجلس الشيوخ حتى وصوله إلى كرسي حاكم فلوريدا، والآن في السباق نحو رئاسة أقوى دول العالم.

وبالفعل، يرى ديفيد جولي، عضو الكونغرس السابق عن الحزب الجمهوري في فلوريدا والذي يعمل الآن محللا في إم إس إن بي سي، كايسي "بأنها شريك في صعود ديسانتيس في المشهد السياسي".

خبراء تحدثوا إلى بوليتيكو يعتبرون كايسي من أهم مستشاري ديسانتيس، ويبدو أنها ستظل على هذا الحال على المدى البعيد لأنها لا تسمح لأحد بالتقرب من ديسانتيس، كما أنها تمنع دخول أي شخص آخر في الدائرة المقربة من زوجها.

دان إبرهارت، أحد المتبرعين والداعمين لحملة ديسانتيس، يقول إنه متخوف من اعتماد ديسانتيس على زوجته بشكل كبير، ويرى أنه يجب على ديسانتيس إحاطة نفسه بأشخاص أكفاء ومهنيين والأخذ بنصائحهم بدلا من الرجوع إلى زوجته في جميع الأمور.

يعتقد إبرهارت أنه على كايسي وديسانتيس أن يدركا أنه "لا يمكنهما العبث في هذه المرحلة لأنهم بحاجة إلى مساعدة جادة". ويخشى أن يكون نجاح كايسي في مساهمتها في سباق حكم ولاية فلوريدا وإعادة انتخابها "قد جعلها تشعر بثقة زائدة في قدرتها على إدارة حملة رئاسية".

موظف سابق في إدارة ديسانتيس لا يختلف في رأيه عن سابقيه، يشرح لبوليتيكو "ديسانتيس زعيم يتخذ قرارات سياسية بمساعدة زوجته، التي لم ينتخبها أحد، وهي طموحة بشكل أعمى، وترى الأشباح في كل زاوية."

يرسم زميل سابق لكايسي جزءا من صورتها ودرجة تأثيرها على حظوظ زوجها "الخطر يكمن في بناء غرفة صدى صوت تسمع فيها نفسك" ناصحا المرشح الرئاسي "أنت تبحث فقط عن شخص يردد: فكرة رائعة يا رون".

في مقابل هذه الآثار السلبية، يفتخر حاكم فلوريدا بزوجته أمام الملأ في خطاب عقب إعلان الترشح "آمل كثيرًا وأعتقد أنني سأكون حاكمًا عظيمًا، لكن يمكنني أن أضمن لكم، في اليوم الأول، من بين جميع الولايات الخمسين، أن يكون لفلوريدا أفضل سيدة أولى في البلاد".

أحد كبار مساعدي ديسانتيس السابقين في الكونغرس يروي كيف أن المرشح الرئاسي يتباهى بكيفة تعرف الناس على زوجته قبل التعرف عليه لأنها كانت تظهر في نشرة الأخبار بمدينة جاكسون فيل، عندما كانت تعمل مذيعة، ويمزح بأن الناس يعتقدون أنهم سيصوتون لصالح كايسي.

إلى جانب المناصب المهنية التي تولاها ديسانتيس، تصفه كايسي بالمقاتل، و"الأب الطيب"، و"الشخص الطيب"، و"التجسيد الحق للحلم الأمريكي".

يرى متابعون أن ديسانتيس لا يتمتع بمهارة تحدث عالية وعادة ما تكون كايسي بجانبه لتملأ الفجوات في الكلام، وتدعم ما يقوله، نظرا لخلفيتها الإعلامية.

واختفت سيدة فلوريدا الأولى عن الأنظار خلال فترة كوفيد بسبب مرضها بسرطان الثدي، قبل إعلان شفائها التام في مارس 2022.

كايسي ديسانتيس، واسمها الكامل جيل كايسي ديسانتيس، سيدة أميركية من أصول صقلية، كزرجها ذو الأصول الإيطالية، ولدت في 26 يونيو 1980 في زانزيفيل بولاية أوهايو لأب يعمل طبيب عيون، وأم تعمل أخصائية في التخاطب.

نشأت كايسي في وسط محافظ وشاركت في الكثير من الأنشطة الثقافية والرياضية بمدرستها. انتقلت إلى جامعة تشارلزتاون بولاية جنوب كارولاينا وتخرجت عام 2003 بشهادة في الاقتصاد و تخصص ثانوي في اللغة الفرنسية. خلال سنواتها الجامعية، كانت كايسي تمارس ركوب الخيل ويحكى عنها أنها جد متمرسة في هذه الرياضة.

بعد مشوارها الدراسي الحافل، انطلقت كايسي بسرعة الخيل لبناء مستقبل مهني زاهر. اشتغلت بولاية فلوريدا في ميدان الإعلام كمراسلة ومقدمة برامج بقناة محلية كما قامت بتغطيات خاصة لقناة سي إن إن.

• الخطابات العامة: غالبًا ما ترافق السيدة الأولى زوجها في مختلف تجمعات الحملة كجمع التبرعات، والاستماع إلى مطالب الناخبين، والمناسبات الأخرى. تُلقى السيدة الأولى خطابات وتشارك قصصها الشخصية، كما تدافع عن سياسة زوجها ورؤيته. يعد وجود السيدة الأولى رمزا للمصداقية والمسؤولية، إذ أن الناخبين الأميركيين يرون عناية المرشح بأسرته كمثال لعنايته بشعبه. ويفيد كتاب ".. وأصبحت" لميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق، أنها كانت تتقاسم الولايات في الجولات الانتخابية مع الرئيس السابق باراك أوباما حتى يتواصلا مع عدد أكبر من الناخبين، فمثلا عندما يسافر أوباما لولاية فلوريدا، تحل زوجته محله في ولاية كنتاكي.

• إضفاء الطابع الإنساني على المرشح: تعتبر السيدة الأولى أساسية في إضفاء الطابع الإنساني على المرشح الرئاسي، خاصةً إذا كان المرشح يُنظر إليه على أنه بعيد أو أقل ارتباطًا بالناخبين. غالبًا ما تشارك السيدة الأولى حكايات شخصية وقصص عائلية تقرّب الناخبين من المرشح وتمثله كإنسان من الشعب يسعى لخدمة الشعب، حسب موقع سي بي إس نيوز.

• جمع التبرعات: أهم ما يمكن للسيدة الأولى القيام به هو جمع التبرعات للحملة الانتخابية. تتواصل السيدة الأولى مع المتبرعين والمانحين وتقنعهم بالعمل على قضايا تهمهم.

• دعم المبادرات: تدعم السيدة الأولى مبادرات محددة خلال الحملة وتعمل على نشر الوعي حول قضايا اجتماعية تهم الناخبين. تتكلم ميشيل أوباما في كتابها عن "دعمها للتغذية الصحية وتوفير وجبات في المدرسة تعتمد على الخضر والفواكه الطازجة". استمرت ميشيل في دعم هذه المبادرة خلال فترة حكم زوجها، حيث استغلت حديقة في البيت الأبيض في زراعة الخضر الموسمية واستدعت الأطفال الصغار لجني المحصول لتوعيتهم بأهمية الأكل الصحي.

• الظهور في المقابلات الإعلامية: يمكن للسيدة الأولى إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام وعقد المؤتمرات الصحفية لمناقشة الموضوعات والسياسات والأحداث المتعلقة بالحملة. توفر هذه المظاهر فرصة لتشكيل التصور العام وتوضيح مواقف المرشح ومعالجة أي خلافات أو مفاهيم خاطئة قد تنشأ أثناء الحملة. لكن قد تشكل بعض التصريحات مشاكل كبيرة كما حدث مع ميشيل أوباما عندما قالت أنها "لم تكن فخورة بموطنها عندما كانت شابة".

• الدعم من وراء الكواليس: تقدم السيدة الأولى أيضًا دعمًا أساسيًا وراء الكواليس من خلال تقديم المشورة لزوجها بشأن إستراتيجيات الحملة والرسائل والصورة العامة. تقدم إرشادات بشأن الخطب والمواقف السياسية تساعد في تنسيق أحداث الحملة. تساهم رؤيتها ووجهة نظرها كمؤتمنة موثوقة في النجاح الشامل للحملة. وتعد كايسي ديسانتيس مثالا حديثا لهدا النوع من الدعم.