سياسة

جيرالد هيتزل.. سائح ألماني لساعة ومتطرف داعم لإسرائيل باقي اليوم

نشر

.

Muhammad Shehada

تفاجأ فلسطينيون في مدينة نابلس بدخول سيارة مدنية تحمل لوحة أرقام وأعلام إسرائيلية، عليها كتابات عبرية، للتجول في مدينتهم بعد أقل من 48 ساعة من دخول قوات خاصة إسرائيلية مستخدمة سيارة مدنية للتوغل في مدينة جنين واغتيال أربعة فلسطينيين وإصابة 18 شخصاً.

اقترب بعض الشبان من السيارة وبدأوا بالطرق على نوافذها بحسب السائق الشاب جيرالد هيتزل، ألماني الجنسية، ثم بدأ البعض بإلقاء الحجارة على السيارة وتدخل رجال أمن السلطة الفلسطينية لحل الموقف.

جيرالد قال في حينها إنه "سائح" جاء فقط لـ"زيارة المدينة" ولكنه تفاجأ بحجم "الكراهية الشديدة" اللي واجهها و"شعر بالخوف على حياته"، مضيفاً بأن الفلسطينيين بشكل عام "لديهم مشكلة كبيرة مع الكراهية الموجودة في تعليمهم".

سرعان ما بدأ النشطاء الإسرائيليون بث الفيديو كدليل على "محاولة قتل متعمدة لسائح". وانضم السفير الألماني في تل أبيب لشجب الحادثة قائلاً "الغوغاء الذين يهاجمون السياح لأنهم لا يحبون لوحة ترخيصهم، أمر مثير للاشمئزاز وجبان"، بينما غطت الصحافة الإسرائيلية والألمانية الخبر على نحو واسع.

نفس الشاب الألماني ظهر مرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الإثنين الماضي، لكن هذه المرة لم يكن "سائحاً"، بل كان ناشطاً مع جماعة "إم ترتزو" الإسرائيلية المتطرفة التي أصدرت محكمة إسرائيلية بحقها حكما في العام ٢٠١٣، بأنها "ذات طبيعة فاشية".

التقط أحد النشطاء صورة لجيرالد من الخليل وهو يقوم بمضايقة المتظاهرين الإسرائيليين من منظمة كسر الصمت، ومقاطعة جولاتهم في المدينة كباقي المستوطنين الإسرائيليين في المنطقة.

فمَن هو الرجل؟ سائح بريء أم ناشط داعم لليمين الإسرائيلي المتطرف؟

من شرفة منزل في ألمانيا، أطل جيرالد قبل نحو ثلاثة أعوام بقميص مكتوب عليه "قف مع إسرائيل" لتوجيه رسالة دعم، وبحسب نشطاء إسرائيليين لم تكن هذه المرة الأولى التي يزور فيها الشاب الألماني الأراضي المحتلة، ففي العام السابق ظهر جيرالد في مقطع فيديو مصور في القدس الشرقية المحتلة وهو يرتدي قميصاً تظهر عليه شعار منظمة إم ترتزو المتطرفة وصورة ثيدور هيرتزل أحد مؤسسي الحركة الصهيونية. ويظهر المقطع الذي نشرته المنظمة ذاتها جيرالد وهو "يوزع الحلوى" على قوات الأمن الإسرائيلية بجوار باب الأسباط.

في صورة أخرى نشرها الباحث والصحفي الإسرائيلي يوسي بارتال، ظهر الشاب المنحدر من مدينة دريسدن الألمانية رفقة المدير التنفيذي لمنظمة إم ترتزو ماتان بيليج وهما يقومان بزراعة أشجار في وادي غور الأردن المحتل في منشور كتبه بيليج على موقع فيسبوك داعم لتغيرات نتنياهو القضائية المثيرة للجدل. والتقطت تلك الصورة في شهر فبراير من العام الجاري قبل شهر تقربياً من الحادثة في نابلس.

تظهر صور أخرى جيرالد رفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتزوغ، حيث ظهر بجوار الأخير "في إطار إحياء كريم ومناسب لعملية اغتيال الأولمبيين الإسرائيليين عام 1972" على يد منظمة أيلول الأسود بحسب تعبيره.

ماذا كان يفعل في نابلس؟

"من المهم التأكيد على أن السائح الألماني، جيرالد هيتزل، لم يكن في الواقع سائحا على الإطلاق، بل ناشطاً يمينياً. هذا لا يجعل من المقبول مهاجمته من قبل حشد من الناس في نابلس. لكنه يوفر سياقا مهما يجب أن يكون جزءا من القصة" هكذا عبر الكاتب البريطاني غاري سبيدينج عن رأيه في الحادثة.

ذلك بعد تقديمه عدة شواهد على كون جيرالد ناشطاً "على دراية مسبقة بالتوترات الإسرائيلية الفلسطينية" وليس سائحاً "على غير علم بالوضع في الضفة الغربية أو أن دخول المناطق السكانية الفلسطينية ورفع العلم الإسرائيلي غير حساس للغاية".

يضيف سبيدينج أن اليمين الإسرائيلي سعى لتقديم جيرالد كسائح "تفتحت عيناه على الحقيقة" و"تأثر سلباً بتجربته في نابلس".

في اليوم التالي على الحادثة، نشرت منظمة كسر الصمت الإسرائيلية صورا له من الخليل وقالت بأنه حضر ونشطاء من إم ترتزو وأحضروا معهم الكاميرات ومكبرات الصوت ليصرخوا ويشتموا ويقاطعوا جولتهم التعريفية في المدينة. وقالت المنظمة بأن تلك لم تكن المرة الأولى التي يحاول مضايقة طاقمهم وأنه قام بنفس الفعل قبل أسابيع من حادثة نابلس.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة