سياسة

مهمة صعبة في تركيا.. "حفيظة" في مواجهة التضخم وانخفاض العملة

نشر

.

Mohamed Salah Eldin

من تركيا إلى الولايات المتحدة إلى تركيا مرة أخرى كانت رحلة حفيظة غاي إركان التي استغرقت 20 عاما، بعد تخرجها في جامعة بوغازجي، البوسفور، قبل أن تحصل على الدكتوراه من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي الأميركية في الهندسة المصرفية.

في مقابل إركان، تقف ربة منزل تدعى سيدا وتعيش في أسطنبول، أمام إحدى محال الذهب بميدان تقسيم لبيع مصوغاتها "كنت أنظر إلى سعر الذهب مرة واحدة في الأسبوع. الآن أنظر إليه حوالي 50 مرة في اليوم"، بينما ينصحها البائع بالانتظار ربما تستقر الأسعار.

كان هذا في العام ٢٠٢١، عندما قصت سيدا حكايتها لصحيفة الغارديان البريطانية، في بحثها عن حل مؤقت تواجه به الأزمة الاقتصادية. آنذاك كانت نسب التضخم لا تزيد عن ٢٠٪، والدولار الواحد يقترب من ٩ ليرات، بينما وصلت نسب التضخم الآن إلى أكثر من ٤٠٪، وهبطت العملة لتقترب من ٢٤ ليرة في مقابل الدولار الواحد.

ماذا ستفعل سيدة البنك المركزي؟

أول ما كان في استقبال محافظة البنك المركزي الجديدة، باقة ورد قدمها محافظ البنك المنتهية ولايته شهاب قافجي أوغلو، لتصبح حفيظة، بذلك، أول سيدة تتولى المنصب في تاريخ البلاد في وقت تواجه فيه تركيا أزمة اقتصادية عاصفة. إركان توجهت بالشكر لسلفها على جهده وفريقه خلال الفترة الماضية حسب ما قالت لصحيفة دنيا التركية.

في أقل من عامين وصلت نسب التضخم إلى أكثر من ٤٠٪، وهبطت العملة لتقترب من ٢٤ ليرة في مقابل الدولار الواحد. أ ف ب

بهذا التعيين ينضم المركزي التركي إلى نادٍ يتألف من أقل من عشرين بنكا مركزيا على مستوى العالم، تتولى سيدة رئاسته. وفي ظل معدل التقدم الحالي في تعيين النساء على رأس المؤسسات النقدية، فإنهن سينتظرن أكثر من ١٠٠ سنة أخرى حتى تتساوى أعداد الرجال والنساء على رأس السلطات النقدية والمؤسسات المالية الكبرى، بحسب دراسة لبلومبرغ نشرت في وقت سابق من هذا العام.

بعيدا عن القيادات المالية التي تترأسها سيدات، تعاني تركيا من أزمة اقتصادية تتمثل في نسب التضخم التي لا تتوقف عن الارتفاع، وعملة تواصل الانخفاض.

إركان التي تقف على رأس البنك المركزي التركي، ستكون مضطرة لمواجهة هذا الشبح، بعد عملها لـ٩ سنوات في مؤسسة جولدمان ساكس للخدمات المالية والاستثمارية حتى وصلت في العام 2014 إلى منصب مدير عام، بينما يعبر مصرفيون عن أملهم في أن يؤدي تعيين إركان إلى تحسين الوضع في سياسات البنك المركزي التركي مقارنة بسلفها شهاب بحسب بلومبرغ.

تغيير محافظي البنك المركزي التركي، قد يكون في حد ذاته أحد التعبيرات عن الأزمة الاقتصادية، لأن إركان خامس محافظ للبنك في غضون 4 سنوات فقط، اتخذ خلالها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سياسات غير اعتيادية دفع خلالها إلى خفض أسعار الفائدة في حملة قادها شهاب لينخفض من 19% إلى 8.5% خلال عام 2021.

ماذا دلالة اختيار إركان؟

قبل انهياره بـ 18 شهرا كانت حفيظة تتولى منصب الرئيس التنفيذي المشارك في بنك فيرست ريبابلك، قبل أن يواجه مطلع مايو من العام الجاري إفلاسا أدى في النهاية لبيعه لبنك جي بي مورغان.

وزير المالية الجديد محمد شمشيك يقول إنه ليس أمام تركيا خيار آخر سوى العودة إلى أرضية عقلانية. أ ف ب

يعد توليها المنصب المالي الكبير دليلا على العودة إلى السياسات الاعتيادية التي تقوم بها البنوك المركزية بحسب سيلفا ديميرالب، أستاذة الاقتصاد بجامعة كوتش في إسطنبول لموقع CNBC الاقتصادي. في الوقت ذاته عين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي أعيد انتخابه نهاية مايو الماضي، محمد شمشيك وزيرا للمالية والذي يقول إنه ليس أمام تركيا خيار آخر سوى العودة إلى أرضية عقلانية.

اعرف أكثر عن..

واقع في مواجهة إركان

  • قبيل تولي حفيظة لمنصبها بأيام انخفضت قيمة الليرة التركية بأكثر من 7% حيث جرى تداولها عند 23.5010 ليرة للدولار، بالقرب من أدنى مستوى قياسي لها.
  • على مدى العامين الماضيين، انخفضت قيمة الليرة بنسبة 60% مقابل الدولار كما يتعرض اقتصاد البلاد البالغ 900 مليار دولار لضربة قوية، وأصبح قيمة ما تستورده البلاد من نفط ودواء أكثر تكلفة.
  • تركيا تعاني من ديون ضخمة، ومعدل تضخم يقل قليلا عن 40% إضافة إلى انخفاض قيمة العملة، وعلى عكس ما يرى الاقتصاديون في العالم من أن رفع أسعار الفائدة يجعل الاقتراض أكثر تكلفة، ما يؤدي إلى إبطاء الاستثمار والإنفاق، وبالتالي يكبح زيادات الأسعار اتخذ الرئيس التركي سياسة تضغط من أجل خفض أسعار الفائدة. من أجل ذلك أقال إردوغان الذي تخوف من حدوث ركود مع رفع أسعار الفائدة 3 محافظين للبنك المركزي قبل شهاب، وهو ما دفع إلى انخفاض ثقة المستثمرين في استقلالية البنك المركزي ، مما تسبب في انخفاض قيمة العملة.

أكثر وأكثر عن..

مسار إردوغان إلى الفترة الثالثة

  • فاز الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بفترة رئاسية ثالثة في مواجهة منافسه زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو مرشح تحالف 6 أحزاب معارضة بفارق 2.5 مليون صوت، حيث حصل إردوغان على حصل أردوغان على 52,8% من الأصوات مقابل 47,82%.
  • أسفرت الجولة الأولى قد أسفرت عن حصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على 49,5% من الأصوات، أي أكثر من 26 مليون صوت، وهي نسبة كانت غير كافية للفوز بالانتخابات.
  • حل كليتشدار أوغلو في المركز الثاني بنسبة أوغلو 44,9% بفارق 2.5 مليون صوت عن رئيس تركيا فيما حل سنان أوغان الأكاديمي في المركز الثالث بـ5.2% من الأصوات، فيما حصد محرم إنجه الذي كان قد انسحب قبيل الجولة الأولى من الانتخابات على أقل من 0.5% من الأصوات.
  • يبلغ مجموع من يحق لهم التصويت 60 مليونا و697 ألفا و843 صوتا بحسب اللجنة العليا للانتخابات التركية.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة