سياسة
.
أثناء قراءته خبرَ "تأسيس شركة قابضة لقناة السويس"، كان حامد، شاب مصري خريج حديث من كلية التجارة، يفكر في سؤالين، الأول هو هل يوفر إنشاء تلك الشركة وظائف جديدة لينافس عليها؟ والثاني، والثاني، ما أثر تلك الشركة على قناة السويس التي يعتبرها المصريون رمزاً للسيادة والتصدي للاحتلال الأجنبي منذ العدوان الثلاثي 1956، يقول حامد لـ بلينكس.
قرأ حامد الخبر مرارا لكنه لم يفطن لجوهره، القرار الحكومي يقول بأنه "يأتي انطلاقا من حرص الدولة على تنشيط شركات القطاع العام المملوكة لهيئة قناة السويس، وتحسين أوضاع العاملين بها، كما يأتي تنفيذا للتوجه نحو تعزيز دور ومشاركة القطاع الخاص في الأنشطة الاقتصادية".
"الشركة القابضة" تعني إمكانية تداول حصص وأسهم فيها بالبيع والشراء، وتسيطر الشركة القابضة مالياً وإدارياً على شركات أخرى تابعة لها. وفي حالة شركة القناة القابضة الجديدة، فإنها تضم حتى اللحظة شركتين عامتين تحت لوائها وهما شركة القناة لرباط وأنوار السفن، والشركة البورسعيدية للأعمال الهندسية والإنشاءات البحرية.
الأمر الآخر، فهو أن الشركة القابضة سيكون لها مجلس إدارة ومدير تنفيذي ومفتوحة على القطاع الخاص بحيث يمكن لأي شخص الاستثمار فيها. هذا يعني أنها تتمتع بنوع من المرونة والاستقلالية عن البيروقراطية الحكومية وهو ما يمكّنها من مواكبة متطلبات السوق العالمي وجذب بعض الاستثمارات الأجنبية. وبإمكان الشركة القابضة إنشاء أو الاستحواذ على شركات جديدة، لكن بموافقة رئيس هيئة قناة السويس الحكومية.
لذلك وافقت الحكومة المصرية على طرح حصص أسهم في 32 شركة وبنك على مدار عام، بدأت شهر فبراير الماضي، لكن القاهرة كانت حريصة في نفس الوقت على الاحتفاظ بالنصيب الأكبر من أسهم معظم شركاتها المطروحة للاكتتاب لتتمكن من الاحتفاظ بسيطرتها الإدارية على تلك الشركات. الحكومة أيضاً حريصة أن يشتري الأسهم المطروحة صناديق ثروة سيادية لدول صديقة.
الحكومة المصرية تقول أنها لا تنوي ولا تستطيع التفريط في قناة السويس التي تعتبر أحد أهم مصادر العملة الأجنبية بواقع 8 مليار دولار سنوياً. القناة تعطي مصر أهمية استراتيجية، فهي المنفذ لنحو 10% من التجارة البحرية العالمية، لكن المعلن حتى الآن هو خصخصة بعض المشاريع والشركات العاملة في منطقة القناة لا القناة نفسها.
في شهر ديسمبر الماضي، وافق مجلس الشعب المصري مبدئياً على قانون مشابه بقرار الشركة القابضة، وهو قانون إنشاء صندوق مملوك لهيئة قناة السويس مسموح له "شراء وبيع وتأجير واستئجار واستغلال الأصول الثابتة والمنقولة والانتفاع بها".
خبر إنشاء الصندوق أثار موجة من الانتقادات والاتهامات ببيع القناة بطرق غير مباشرة أو خفض إيرادات الحكومة من القناة. لكن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع سارع للقول بأن الصندوق سيتم إنشاؤه من الفائض السنوي من عوائد القناة دون التأثير على المبلغ الذي تساهم به القناة في موازنة الدولة. وبيّن رئيس الهيئة بأن "الأصول التي يمكن أن يبيعها الصندوق هي تلك التي سيشتريها ويستثمر فيها بالأموال التي ستوضع فيه وليست أصول قناة السويس".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة