سياسة
.
الانقسام سيد الموقف حاليا بين اللبنانيين حيال شخص الرئيس المقبل، إذ تنافس في جلسة الأربعاء مرشح حزب الله وحركة أمل سليمان فرنجية، ضد مرشح القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بشكل أساسي، جهاد أزعور.
تقلد بعض القادة العسكريين في السابق منصب الرئاسة في عدة مناسبات. أ ف ب
الأصوات التي نالها كل من أزعور وفرنجية في جلسة الأربعاء هي على الشكل الآتي:
وقبل الجلسة كان من المرتقب أن يصوت له:
وقبل الجلسة كان من المرتقب أن يصوت له:
تقلد أزعور منصب وزير المالية من قبل. أ ف ب
ونال وزير الداخلية السابق زياد بارود ٧ أصوات، وقائد الجيش جوزيف عون صوتا واحدا، و٦ أوراق كتب عليها عبارة "لبنان الجديد".
ورفع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الجلسة بعد سجال إثر فقدان ورقة.
وتعذر انتخاب الرئيس إثر عدم نيل أي أحد ثلثي الأصوات في الدورة الأولى وانسحاب بعض النواب، من بينهم نواب حزب الله، الأمر الذي أفقد الجلسة نصابها القانوني.
شهد لبنان ثلاث حالات فراغ رئاسي قبل اتفاق الطائف:
يطرح البعض فكرة أن النظام السياسي اللبناني بعد اتفاق الطائف هو سبب الفراغات الرئاسية. أ ف ب
يطرح البعض فكرة أن النظام السياسي اللبناني بعد اتفاق الطائف هو سبب الفراغات الرئاسية التي تحصل، وتعذر الانتخاب الرئيس إلا بالتوافق. إلا أن الكاتبة السياسية اللبنانية، منى فياض، ترفض في حديث لموقع بلينكس هذه الأفكار، قائلة إنه لا يمكن تحميل الدستور اللبناني وزر الإملاءات السياسية التي يفرضها طرف مسلح (حزب الله) على الآخرين من خلال الفيتو.
وتعزز فكرتها بمثالين، الأول أنه خلال الوصاية والهيمنة السورية على القرار السياسي في لبنان لم يكن يحصل فراغات، وثم أنه بعد انتهاء الوصاية، فرض حزب الله من خلال غزوه لبيروت والجبل معادلة عدم وجوب تمرير أي قرار في البلد هو يعارضه.
وبعدها تمكن حزب الله من تحقيق مصالحه اتفاق الدوحة، وفرض عون رئيسا للجمهورية بعد فراغ دام سنتين ونصف السنة، ثم من خلال تعطيل البرلمان الآن، ورفض المرشح جهاد أزعور، والتشديد على أنه لا يجوز انتخاب أي رئيس لا ينال رضاه، وفق فياض.
مدير تحرير صحيفة النهار اللبنانية، غسان حجار يعتبر أن مشكلة الشغور الرئاسي في لبنان ظهرت بعد اتفاق الطائف، عندما حصل نوع من الضياع في صلاحيات كل رئيس (للجمهورية والحكومة).
بعد الاتفاق غطت الوصايا السورية هذه العيوب عندما كانت تتدخل في كل مرة لتعيين رئيس للجمهورية في لبنان، وفق حديث حجار لموقع بلينكس، وتابع أن الأمور انكشفت بعد انتهاء الوصايا، ووضعت لبنان أمام ٣ خيارات لتعديل الدستور:
يعارض حجار إبقاء الوضع في لبنان كما هو عليه اليوم بعد أن تبين أن ثمة ثغرات كبيرة في النظام.
يحدد رئيس البرلمان موعد الجلسة، وهناك نصاب يجب أن يؤمن كي تعقد الجلسة، (ثلثي أعضاء المجلس).
ينتخب بالاقتراع السري، بغالبية الثلثين بالدورة الأولى، ثم بالغالبية المطلقة (النصف + واحد من أعضاء البرلمان) في الدورات اللاحقة.
"تتأهب جماعة حزب الله لعرقلة محاولة خصومها انتخاب أزعور رئيسا للبنان". أ ف ب
تتأهب جماعة حزب الله لعرقلة محاولة خصومها انتخاب أزعور رئيسا للبنان في صراع يبرز نفوذ الجماعة الحاسم والآفاق القاتمة لإحياء الدولة المنهارة.
وتكشف المواجهة عن الانقسامات العميقة في لبنان مع قيام حزب الله الذي يمتلك ترسانة أسلحة بحشد قوته السياسية في مواجهة مسعى جهاد أزعور لشغل المقعد الرئاسي، واستمرار الجماعة في حملتها لدعم حليفها سليمان فرنجية، وفق رويترز.
وشهد البرلمان أحدث تطور الأربعاء عندما حاول أعضاء البرلمان للمرة 12 انتخاب خلف لميشال عون، السياسي المتحالف مع حزب الله والذي انتهت فترة رئاسته للبلاد في أكتوبر.
وكما كانت التوقعات فشلت محاولة جماعات من بينها معارضو حزب الله لانتخاب أزعور، وزير المالية السابق والمدير الحالي لإدارة الشرق الأوسط وشرق آسيا بصندوق النقد الدولي، لأن حزب الله وحلفاءه لديهم مقاعد كافية للحيلولة دون توافر نصاب الثلثين القانوني في البرلمان.
وقال سياسي بارز متحالف مع حزب الله لرويترز قبل الجلسة "سنعرقل (المحاولة) وسيرى الجميع ذلك"، مضيفا أن لبنان سيواجه حينها "أزمة مفتوحة".
مسؤولو حزب الله يصرحون إن الجماعة وحلفاءها يمارسون حقهم الدستوري في عرقلة انتخاب أزعور.
يسلط الصراع الضوء على الفرص الضئيلة لانتخاب رئيس للبلاد قريبا، مما يدفع لبنان لمزيد من الانجراف بعيدا عن أي خطوات نحو معالجة الانهيار المالي المدمر الذي تُرك ليتفاقم منذ عام 2019.
ولا يوجد في لبنان حاليا رئيس للدولة أو رئيس للحكومة بصلاحيات كاملة.
ومع تخصيص منصب الرئاسة لمسيحي ماروني، فإن المواجهة تنذر كذلك بتفاقم التوتر الطائفي إذ يحتشد أكبر حزبين مسيحيين في لبنان جهودهما خلف أزعور بينما يعارضه حزب الله الشيعي وحليفته حركة أمل الشيعية.
المواجهة تنذر بتفاقم التوتر الطائفي. أ ف ب
ومع تعمق الانقسامات السياسية ومعاناة الدولة من أسوأ أزماتها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، يقول محللون إن التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء ربما يتطلب الآن نوعا من التدخل الأجنبي الذي نجح في الماضي في فرض التسوية عليهم.
بامتلاكه ترسانة أسلحة تنافس ما يملكه الجيش، فإن حزب الله هو أقوى فصيل في لبنان منذ فترة طويلة ويستخدم قوته لحماية مصالحه ومصالح حلفائه، وشمل ذلك المساعدة في وقف تحقيق في انفجار هائل وقع في مرفأ بيروت عام 2020.
لكن نفوذ الجماعة في البرلمان، حيث يتم تقسيم 128 مقعدا بالتساوي بين الجماعات المسيحية والمسلمة، تعرض لضربة في العام الماضي عندما خسرت الجماعة وحلفاؤها الأغلبية. وتصنف الولايات المتحدة حزب الله جماعة إرهابية.
يصف حزب الله أزعور بأنه "مرشح مواجهة وتحد"، في إشارة إلى دوره عندما عمل وزيرا في حكومة دعمها الغرب والسعودية بقيادة فؤاد السنيورة والتي خاضت صراعا سياسيا مع حزب الله وحلفائه قبل 15 عاما.
وبلغ ذلك الصراع على السلطة أوجه خلال حرب أهلية قصيرة عام 2008 سيطر خلالها حزب الله على أجزاء من بيروت.
وقال النائب عن حزب الله حسن فضل الله لمؤيدين الأسبوع الماضي "مرشح المواجهة لن يصل إلى بعبدا"، في إشارة إلى القصر الرئاسي.
وصعَّد مفتي لبنان الشيعي أحمد قبلان من لهجته ضد أزعور الأحد دون أن يسميه قائلا "رئيس بختم أميركي ممنوع".
نشرت جريدة الأخبار المؤيدة لحزب الله نبأ ترشح أزعور في الثالث من يونيو مع صورة تظهره في نفس الإطار مع الوزير السابق محمد شطح الذي كان مستشارا لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري واغتيل عام 2013.
واتهم الحريري في ذلك الوقت حزب الله بالمسؤولية عن قتله بينما نفت الجماعة أي دور لها في ذلك.
وقال مصدر في الجريدة إنها سحبت الصورة من موقعها على الإنترنت بعد أن اعتبرها منتقدون بمثابة تهديد لأزعور، نافيا أن تكون مقصودة على هذا النحو.
أدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة ثلاثة من أعضاء حزب الله غيابيا في قضية اغتيال رفيق الحريري، والد سعد ورئيس الوزراء الأسبق عام 2005. ونفى حزب الله أي دور له في اغتيال الحريري.
وقال أزعور (57 عاما) إن ترشيحه ليس المقصود به أن يكون تحديا لأحد. وقال في بيان "ترشيحي هو دعوة إلى الوحدة وكسر الاصطفافات والبحث عن الجوامع المشتركة في سبيل الخروج من الأزمة".
لا يتمتع أي من الأسماء الرئيسية المطروحة حاليا بدعم واسع بما يكفي لانتخابه، وهم:
تقلد أزعور منصب وزير المالية من قبل، لكنه يشغل منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي منذ 2017.
وحظي أزعور بترشيح عدد من الأحزاب، أبرزها أكبر حزبين مسيحيين في لبنان هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اللذان على خلاف بشأن عدد من القضايا الأخرى. كما يحظى أزعور بدعم الحزب التقدمي الاشتراكي، وهو أكبر حزب درزي بقيادة وليد جنبلاط.
وفي أول تعليق له على ترشيحه، الإثنين، قال أزعور إن ترشيحه هو "دعوة إلى الوحدة".
هو سليل عائلة لبنانية لها باع طويل في السياسة ويُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه رئيس محتمل وكان قريبا على ما يبدو من الظفر بالمنصب في 2016 قبل أن يذهب المنصب إلى عون ضمن اتفاق سياسي بين عدد من الأحزاب.
وداعموه الرئيسيون هذه المرة هما حزب الله وحركة أمل التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويرتبط فرنجية (57 عاما) بعلاقة صداقة قوية مع الرئيس السوري بشار الأسد.
رغم أن التوقعات تشير إلى أن جلسة البرلمان الأربعاء وضعت فرنجية وأزعور في مواجهة بعضهما، ينظر البعض إلى قائد الجيش جوزيف عون بوصفه مرشحا ثالثا محتملا.
وتقلد بعض القادة العسكريين في السابق منصب الرئاسة في عدة مناسبات، منها ما حدث عام 2008 عندما أصبح ميشال سليمان رئيسا للدولة في إطار صفقة لإنهاء الأزمة السياسية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة