سياسة
.
في العاصمة الصينية بكين حطت الطائرة المقلة لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن ليبدأ زيارته الرسمية للمنافس الرئيسي لبلاده وأكبر تحدياتها.
بلينكن يعد أكبر مسؤول أميركي يزور الصين منذ عام 2019 وأول وزير خارجية لواشنطن منذ عهد سلفه مايك بومبيو حينما استعرت الحرب التجارية التي شنها الرئيس السابق دونالد ترامب مع بكين عام 2018.
في أرض المطار وقف كل من رئيس شؤون أميركا الشمالية وأوقيانوسيا بوزارة الخارجية الصينية يانغ تاو وسفير واشنطن لدى بكين نيكولاس بيرنز يستقبلان بلينكن الذي تأجلت زيارته عدة أشهر بعدما أسقطت بلاده ما قالت إنه بالون تجسس صيني ليزيد التوتر مرة أخرى بين واشنطن وبكين.
وقف وزير الخارجية الصينية على باب دار دياويوتاى للضيافة في العاصمة الصينية مستقبلا بلينكن
وقبل هذا الاجتماع كان حديث صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن الصين تخطط لإقامة قاعدة تجسس ضد الولايات المتحدة في كوبا الواقعة في البحر الكاريبي بالقرب من الولايات المتحدة، وهو ما تحدث عنه مصدر رسمي أميركي للإعلام دون إشارة إلى هويته، وهو ما ردت عليه بكين أنه أمر عارٍ تماما عن الصحة بحسب رويترز.
وعلى غير المعتاد وقف وزير الخارجية الصينية تشين جانغ والسفير السابق لبكين لدى واشنطن على باب دار دياويوتاى للضيافة في العاصمة الصينية مستقبلا بلينكن الذي صافحه ليدور حديث قصير بين الطرفين عن رحلة وزير الخارجية الأميركي قبل الدخول إلى غرفة الاجتماعات ليبدأ حديث الغرف المغلقة.
لكن قبل الوصول إلى هذه الغرفة وفي أرض واشنطن كان حديث بلينكن عن هذه الزيارة أنها "تأسيس خطوط اتصال مفتوحة وقوية".
إدارة المنافسة ربما تكون العنوان الأبرز لهذه الزيارة فكما يقول زميل معهد بروكنغز الأميركي ريان هاس إنها "المرحلة الأولى من عملية استكشافية"، فيكون السؤال الذي لا نعرف نحن ولا هاس إجابته حتى الآن "هل يمكن رسم مسار للعلاقة التنافسية وإدارتها والحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة؟".
وفي داخل غرفة الاجتماعات التقطت الصورة المعتادة للمصافحات الدبلوماسية بين بلينكن وتشين فيما علقت عليه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ على تويتر "آمل أن يساعد هذا الاجتماع في إعادة العلاقات الأميركية الصينية إلى ما اتفق عليه الرئيسان في بالي".
على أرض بالي الإندونيسية كان اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في نوفمبر الماضي ليتحدثا في قضايا التنافس بينهما لا سيما تايوان ووجهات نظرهما المختلفة حول أوكرانيا.
الدفاع ظل القضية الأكثر سخونة بين البلدين
وربما كانت التجارة مجالا للحديث عقب هذا اللقاء، فقد التقى وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو نظيرته الأميركية جينا ريموندو في واشنطن نهاية مايو للحديث عن سياسات واشنطن تجاه بكين في مجال أشباه الموصلات مع الاتفاق على تعزيز التواصل في قضايا اقتصادية محددة.
لكن الدفاع ظل القضية الأكثر سخونة بين البلدين، فكانت سنغافورة مسرحا لموقف صيني صارم تجاه الولايات المتحدة بعد رفض وزير دفاع بكين لي شانغ فو لقاء نظيره الأميركي لويد أوستن على هامش منتدى شانغري لا للحوار الدفاعي في يونيو.
وبينما لايتوقع الكثير من زيارة بلينكن لكن البحث عن أي احتمال أو أي فرصة لتحقيق الاستقرار في العلاقات بين الندين مطلوبة، وهذا هو ما يراه محللون صينيون مثل تشيندو شو الصحفي السابق وكبير زملاء معهد بانجوال المتخصص في الحوكمة في بكين، فيشير إلى أنهما ربما يختبران إمكانية عقد اجتماع محتمل بين الرئيس الصيني شي جين بينغ وبايدن في وقت لاحق من هذا العام في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في الولايات المتحدة.
ولا يزال ما تخفيه الغرف المغلقة لاجتماعات دبلوماسيي الولايات المتحدة والصين ينتظر فتح الأبواب للتصريحات الصحفية.
بعد توتر شديد بين بكين وواشنطن ظهرت بوادر لمحاولة كسر حالة الجمود في العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية المؤسسة عام 1949 والولايات المتحدة عام 1971 فيما عرف بدبلوماسية البينغ بونغ، ثم زيارة وزير الخارجية الأميركي حينها هنري كيسنجر للصين ثم اعتراف واشنطن بحكومة الحزب الشيوعي وهو ما مهد لحصول بكين على مقعد الصين والذي كان في يد حكومة "جمهورية الصين" التي هزمت في الحرب الأهلية الصينية وهربت إلى تايوان.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة