سياسة

تنكر بزي راهب فصدمته النتيجة.. صحفي يوثق "تجربة الكراهية" في القدس

نشر

.

Muhammad Shehada

أراد يوسي إيلي الصحفي الإسرائيلي خوض تجربة أن تكون رجل دين مسيحي في القدس، ليرصد حقيقة الادعاءات حول تنامي جرائم الكراهية من قبل إسرائيليين يهود ضد رجال الدين في المدينة. النتيجة أذهلته على الفور. فلم تمر خمسة دقائق حتى بصق عليه أحدهم أثناء تجوله مع رجل الدين الفرنسيسكاني الأب ألبيرتو.

ثم بصق عليه طفل بعمر الثامنة، وسخر منه آخر، وبصق عليه جندي بزيه العسكري أثناء مرور كتيبة من الجنود، وفقاً لما رصدته الكاميرات الخفية للقناة الثالثة عشر الإسرائيلية أثناء تحقيقه الصحفي. يوسي تجرع مرارة التجربة التي قال عنها "كان من الصعب جدا هضم تجربة الكاهن ليوم واحد".

وأضاف الصحفي إيلي "تبرير بعض الجماعات اليهودية لجرائم الكراهية أن مرتكبيها مختلون عقليا، لكن لا، أثبت تحقيقنا أن الهجمات ليست في الحقيقة من المرضى العقليين، ولكن من أشخاص لديهم رأي واضح يكرهون الآخر... متطرفون شباب وأطفال وللأسف جنود ممن يعتبرون ملح الأرض يعبرون عن كراهيتهم للمسيحية".

هذه لم تكن الحادثة الأولى التي تلتقط فيها الكاميرات مثل تلك الاعتداءات على مسيحي البلدة القديمة المحتلة. فما الذي يدفع الإسرائيليين اليهود للبصق على رجال الدين والكهنة المسيحيين؟

ما الذي يدفع الإسرائيليين اليهود للبصق على رجال الدين؟

بداية الجدل

راهبتان مسنتان وقفتا في شهر إبريل الماضي أمام دير في القدس عندما مر بجوارهما نحو ستة من اليهود الحريديم المتدينين ليبصق اثنان منهما على الراهبتين بشكل عشوائي ويشتما ببضع ألفاظ نابية. أثار هذا المقطع المصور ضجة في إسرائيل وحالة من الجدل. كان أحد المزاعم الإسرائيلية في حينه أن أحدهم صاح باليهود المارين من ذاك الزقاق "فليحيا هتلر" ليشتاط غضبهم ويبصقوا عليه.

لكن تحقيقاً للقناة الثانية عشرة الإسرائيلية رصد عدة حوادث مماثلة لإسرائيليين يهود متدينين قام أحدهم على – سبيل المثال – بالبصق على رجل يحمل صليباً خشبياً في المدينة، بينما قام آخران بالبصق على دير للرهبان لم يكن أمامه أحد. إحدى الراهبتين، الأخت ماري، أخبرت القناة 12 بأن الشبان الإسرائيليين قالوا لها بأن الصليب "رجس مكروه" بالنسبة لهم، لذلك يبصقون عندما يرونه. لكنها أضافت "في ذلك اليوم، لم يكن هناك صليب في أي مكان. كنا فقط نقف أمام البوابة ونحن راهبات، لذلك بصقوا".

الجرائم تتفاوت ما بين التخريب المتعمد لمواقع القبور المسيحية أو الاعتداءات البدنية

بعض الجنود في إسرائيل يقومون أيضاً بارتكاب مثل جرائم الكراهية تلك ضد المسيحيين في القدس، بحسب صحيفة هآرتس. ففي شهر نوفمبر الماضي قامت قوات من لواء مشاة جفعاتي بالبصق على رئيس الأساقفة الأرمني خلال موكب احتفالي للكنيسة، وقد تم تأديبهم في وقت لاحق من قبل الجيش.

وتضيف الصحيفة أن الجرائم تلك تتفاوت ما بين التخريب المتعمد لمواقع القبور المسيحية أو الاعتداءات البدنية أو البصق أو الهجوم على الكنائس والأديرة، وكل ذلك وسط إحجام الشرطة الإسرائيلية عن تعقب ومعاقبة الجناة في معظم الحالات، ووسط تصاعد هذه الهجمات بشكل كبير. ففي شهر يناير الماضي، هاجم إسرائيليون المقابر البروتسنتية في القدس وخربوا نحو 33 قبراً، بينما تم توجيه الاتهامات لمراهقين فقط عن الحادثة.

الهجمات بدأت عندما أصبحت اللغة السياسية أكثر عنفاً

الأب فرانشيسكو باتون، وصي الفاتيكان على الأراضي المقدسة، ذكر في مقابلة مع محطة إسرائيلية منذ فترة أنه في غضون أسابيع قليلة، تعرضت المقبرة اللوثرية للتدنيس، وتم تخريب مصلى ماروني، ورش شعارات "الموت للمسيحيين على الممتلكات الأرمنية.

جرائم كراهية ضد المسيحيين

الأب باتون ألقى اللوم على الساسة الإسرائيليين، قائلاً إن موجة الهجمات بدأت "عندما أصبحت اللغة السياسية أكثر عنفاً"، مضيفاً أن المسؤولية عن تصاعد جرائم الكراهية تقع على عاتق "القادة وأصحاب السلطة". بينما أخبر الراهب الأمني الأب غوريون القناة 13 أن الإفلات من العقاب يشجع على تلك الجرائم ويدفعها للتصاعد "إنهم يشعرون بأن كل شيء مباح". وادعى الأب بأن بعض الإسرائيليين يقومون بالتبول في الأماكن المقدسة بل ويصورون أنفسهم وهم يفعلون ذلك.

ويقول الأب الذي وصل إسرائيل عام 1996 إنه كانت هنالك دوماً جرائم كراهية، لكن الوضع تدهور بشكل ملحوظ مؤخراً.

أما يوسي إليتوف، رئيس تحرير صحيفة المشباح الأرثوذكسية المتشددة فشرح للقناة 12 أن البصق على الرهبان تقليد نشأ في المنفى، ويهدف لإبعاد "نجاسة المسيحية"، حيث قال "باسم الكنيسة، تم ذبح عشرات الملايين من اليهود واعتقالهم، لذلك كان الرد اليهودي أنه عندما ترى رمزًا لهؤلاء الأشخاص هو البصق والمضي قدمًا". لكنه يجادل بأنه "يجب علينا في القدس أن نتعلم أن نتعايش مع الجميع". بينما قال الحاخام رافي أوستروف، رئيس المجلس الديني في غوش عتصيون، إنه يأخذ الأمر على محمل الجد. "أرى هذا تجديث لا مثيل له. فلنتخيل أن المسيحيين يمرون أمام المعابد اليهودية في الولايات المتحدة أو أوروبا، ويبصقون عند رؤية حاخام بجوارهم. هذا تعصب". وتنقل القناة 12 "هذه الصور المخزية تستحق إدانة واضحة".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة