بالرغم من الدعم الذي يقدمه حلف شمال الأطلسي للجانب الأوكراني منذ بدء الغزو في فبراير من العام الماضي، ما يزال مدى استحواذ أوكرانيا على عضوية رسمية في حلف الناتو من عدمه يثير الجدل والانقسام، وبينما تأمل دول شرق أوروبا أن تمنح أوكرانيا خارطة طريق لانضمامها للحلف، ما تزال الولايات المتحدة وألمانيا على سبيل المثال في موقع المعارضة.

وتأمل حكومة أوكرانيا أن تحصل على دعوة رسمية للانضمام للحلف خلال قمة الغد، رغم أن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ أكد أن أوكرانيا لن تصبح عضوة في الناتو طالما ظل القتال مندلعا، وفقا لوكالة رويترز.

في تصريحات خاصة لشبكة CNN قال جو بايدن رئيس الولايات المتحدة، أن أوكرانيا ليست مستعدة بعد لدخول حلف الناتو، موضحا أن انضمام أوكرانيا أثناء الحرب مع روسيا، يعني أن يصبح الحلف كاملا في حالة حرب.

في حلف الناتو، يتعهد الأعضاء أن الهجوم على أحدهم هو هجوم على الحلف ككل، مما يعرض العالم لخوض حرب عالمية ثالثة، في حال انضمت أوكرانيا لصفوفه حاليا.

من المنتظر أيضا أن يناقش القادة ما قد تحصل عليه أوكرانيا من ضمانات أمنية بعد نهاية الحرب، إلا أنها سوف تتشكل على الأرجح في هيئة تعهدات ثنائية لا تصدر عن حلف الناتو نفسه.

تتعلق بعض تلك التعهدات بإمداد أوكرانيا بالسلاح على المدى الطويل والتي سوف تضاف بالتبعية إلى فاتورة قيمتها عشرات المليارات من الدولارات هي قيمة المعدات التي تسلمتها أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي.

من بين الاحتمالات المطروحة أيضا، اتفاق قائم على المساعدة العسكرية، كذلك القائم ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة اتفاقات تخص تبادل المعلومات الاستخباراتية.

على هامش القمة، من المتوقع أن يلتقي بايدن بالرجل الذي يمتلك مفاتيح أزمة توسعية أخرى في حلف الناتو، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يتحفظ منذ مدة على انضمام السويد رسميا لحلف الناتو.

وفقا لوكالة فرانس برس، أعلنت الرئاسة التركية أن أردوغان سوف يناقش مع نظيره الأميركي بضعة ملفات ما بين وضع أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي وتلقي مقاتلات F-16 من الجانب الأميركي فضلا عن عضوية السويد، التي تمثل بدورها قضية جدلية أخرى مروحة للمناقشة خلال قمة فيلنيوس.

وكانت الحكومة التركية اتهمت سابقا السويد بإيواء من وصفتهم بأعضاء جماعات متشددة على أراضيها، فيما رهنت إعطاء الضوء الأخضر لمرور السويد للحلف باتخاذ إجراءات صارمة تجاة تلك الكيانات.

وفيما ترى تركيا أن السويد تقوم بخطوات صحيحة في ذلك الملف عن طريق إدخال تعديلات على قوانين مكافحة الإرهاب المحلية، إلا أن تلك الخطوات ترتد بمجرد السماح للجماعات الموالية للأتراك بتنظم تظاهرات على أراضيها.

حلف الناتو، يأمل في إقناع أردوغان بقبول السويد في أسرة الأطلسي خلال قمة الغد، ومن المتوقع أيضا أن يلتقي إردوغان رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، اليوم الأثنين قبل ساعات من انطلاق القمة.

بعد أن عادت أشباح الحرب لتخيم على القارة الأوروبية بعد عقود من الهدوء النسبي، يستعد الناتو أيضا لمراجعة مخططاته الدفاعية التي تتناول كيفية الرد على أي هجوم روسي، ومن المفترض أن تضم المخططات إرشادات للدول الأعضاء حول تطوير قواتها وعناصرها اللوجستية.

وفيما يعتمد الحلف هدف محدد في الإنفاق العسكري يعادل ٢٪ من الناتج المحلي الإجمالي للدولة العضو، ينشد أمين عام الحلف خلال تلك القمة أن يجعل تلك النسبة ه الحد الأدنى للإنفاق على الدفاع، وكان الهدف ذاك قد ظهر للنور أول مرة خلال قمة الناتو في مدينة ويلز في العام ٢٠١٤.

وفيما يعتبر تعديل ستولتنبرغ، هدفا طويل الأمد بحد ذاته، يرجح تحليل لصحيفة فورين بوليسي أن إقناع الدول الأعضاء بالوفاء بتلك النسبة السنوية قد يكون عسيرا، خاصة وأن بعض من أكبر الاقتصادات التي تتمتع بعضوية الناتو تتقاعس عن تحقيق هدف الـ٢٪ ما يحرم التحالف من مليارات الدولارات التي كان لها أن تُسخر في خدمة الدفاع.

ثلاثة من تلك القوى الاقتصادية الكبيرة لم تحقق الهدف في العام الماضي، وهي أسبانيا وكندا و ألمانيا.

ولكن حسب تقديرات الناتو، فإن ١١ دولة من أعضاء الحلف سوف تبلغ أو تتجاوز تلك النسبة المرجحة خلال العام الجاري، وقد عبر ينس ستولتنبرغ عن ثقته أن العام المقبل أيضا سوف يشهد زيادة في عدد الدول الملتزمة.

فبراير ٢٠٢٢ - قمة افتراضية

أدان خلاله الحلف الغزو الروسي لأوكرانيا، والتهديد الأخطر للأمن الأوروبي الأطلسي منذ عقود.

مارس ٢٠٢٢ - بروكسل

جدد الحلف تصميمه على معارضة العدوان الروسي ومساندة أوكرانيا شعبا وحكومة

يونيو ٢٠٢٢ - مدريد

دعا الحلف فنلندا والسويد رسميا لعضويته، كما التزم بالاستثمار بشكل كبر في الدفاع