تزايدت أهمية حلف الشمالي الأطلسي (الناتو) وطرحه إعلاميا وفي اللقاءات بين الزعماء بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ومعارضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انضمام أوكرانيا لهذا الحلف العسكري، علما أن بلاده ليست عضوا في الناتو، إلا أن واشنطن لم تكن تريد استفزاز الكرملين بهذه الخطوة.

يعرف حلف الناتو نفسه على أنه ملتزم بالحل السلمي للنزاعات، وأنه في حال فشلت الجهود الدبلوماسية، لديه القوة العسكرية للقيام بعمليات إدارة الأزمات. وينفذ تدخله العسكري بموجب بند الدفاع الجماعي من المعاهدة التأسيسية لحلف الناتو، أو المادة 5 من معاهدة واشنطن، أو بموجب تفويض من الأمم المتحدة، بمفرده أو بالتعاون مع دول ومنظمات دولية أخرى.

كانت فنلندا آخر الدول التي انضمت إلى حلف الناتو خلال العام ٢٠٢٣، وقبلها مقدونيا الشمالية عام ٢٠٢٠.

لعب الحلف دورا بارزا في الحرب الباردة، وفي وتأمين النظام الأوروبي الذي أعقب ذلك. ويضم الناتو حاليا ٣١ دولة من دون السويد، التي وافقت تركيا مؤخرا على انضمامها للحلف.

دول أوروبية خارج الحلف

هناك ١٦ دولة أوروبية، غير أوكرانيا وروسيا، والسويد، التي تنضم بشكل رسمي قريبا من بعد المصادقات، غير منضمة إلى الناتو، وهي سويسرا، وإيرلندا، والنمسا، وأرمينيا وأذربيجان، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو، وقبرص، وصربيا، ومالطا، وموناكو، وبيلاروس، ومولدوفا، وجورجيا، وأندورا، وسان مارينو. وتختلف أسباب عدم الانضمام بين الدول، فمنها من يعتمد الحياد وعدم الانحياز، ومنها مثلا من لا تسمح قوانينها بنشر قوات خارج أراضيها.

لماذا السويد ليست بالناتو حتى الآن؟

قبل الإعلان الصادر الإثنين كانت تركيا تعرقل انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي وتتّهم ستوكهولم بإيواء نشطاء أكراد تعتبرهم أنقرة إرهابيين. وسبق لأردوغان أن أعرب عن امتعاضه من إخلال السويد بوعود قطعتها من أجل التعامل مع ناشطين على أراضيها يشتبه في ارتباطهم بحزب العمال الكردستاني.

وتساءل "كيف يمكن لدولة لا تنأى بنفسها عن المنظمات الإرهابية أن تساهم في الناتو؟". وهو كان انتقد السويد مرارا الشهر الماضي بسبب سماحها بحرق نسخة من المصحف.

وكانت تركيا والمجر الدولتان الوحيدتان في الحلف اللتان لم تصدقا عضوية السويد، رغم الإجراءات التي اتخذتها الدولة الاسكندنافية، بما في ذلك تعديل دستورها واعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب.

اعرف أكثر

عضوية أوكرانيا في التحالف في قلب المناقشات

يجتمع زعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الثلاثاء في قمة حاسمة في ليتوانيا، على أبواب روسيا، لتوجيه رسالة دعم إلى أوكرانيا التي تواصل هجوما مضادا صعبا ضد موسكو وتنتظر التزامات بشأن عضوية مستقبلية في التحالف، حسب ما جاء في تقرير فرانس برس.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، قال الثلاثاء إن قادة الدول الأعضاء في الناتو المجتمعين في فيلنيوس سيوجّهون رسالة "واضحة" وإيجابية" إلى أوكرانيا حول انضمامها إلى الحلف. وأوضح "سنوجّه رسالة واضحة، رسالة إيجابية حول المسار الذي سنمضي فيه. سينشر نص البيان للجمهور في الساعات المقبلة".

ونشرت ألمانيا أنظمة صواريخ باتريوت وفرنسا طائرات مقاتلة لحراسة الأجواء في ما يجتمع قادة الدول الأعضاء في الناتو في ليتوانيا، على أبواب روسيا.

ويتوقّع أن يقدم التحالف العسكري الغربي دعمه الكامل لكييف للانتصار في الحرب لكن دوله الأعضاء منقسمة حول مسألة إلى أي مدى يجب المضي في السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى صفوفه، حسب فرانس برس. ففي حين دفعت الدول المجاورة أوكرانيا من أجل تحديد جدول زمني واضح، فإن الدول ذات الوزن الثقيل في التحالف مثل الولايات المتحدة وألمانيا متردّدة في ذلك.