سياسة
.
في أعقاب ليلة من الاحتجاجات على أزمة برنامج الإصلاح القضائي، استيقظ الإسرائيليون اليوم على موجة تظاهرات جديدة أسفرت عن إغلاق محتجين لطرقات سريعة رئيسية في وسط إسرائيل وفي تل أبيب ومدخل القدس.
وأظهرت مقاطع فيديو لقطات للمحتجين، يحملون أعلام في الأيادي ويعملون على وقف حركة المرور بالقرب من التقاطعات الرئيسية و الطرق السريعة، فيما عمد البعض على الاستلقاء على الطرقات لضمان توقفها، مع ظهور أيضا العبوات الحارقة بين المحتجين.
جاء ذلك بعد بضعة ساعات من موافقة الكنيست بشكل مبدئي على مشروع قانون يحد من بعض سلطات المحكمة العليا، كان قد صوت لصالحه كافة ممثلي الائتلاف اليميني الحكام، فيما صوت ضده كل أفراد المعارضة فيما يعكس حالة من الاستقطاب.
للسيطرة على حركة المتظاهرين استخدمت الشرطة الإسرائيلية خراطيم المياه لتفرقة الجموع كما ألقت القبض على بعض المحتجين، إذ أعلنت السلطات احتجاز ٢٤ شخص.
غير أن احتجاجات المعارضة الإسرائيلية من المتوقع أن تمتد على مدار اليوم الثلاثاء في مناطق متفرقة من البلاد ضمنها مطار بن جوريون.
على مدار الأشهر الماضية، تغلغلت الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي بالتحديد فيما يتعلق ببرنامج الحكومة للإصلاح القضائي المثير للجدل، بينما يخضع رئيس الوزراء ذاته للمحاكمة بتهمة الفساد التي ما يزال ينكرها.
كان نتنياهو قد علق برنامجة الإصلاحي من أجل إقامة محادثات مع المعارضة في البلاد في وقت سابق، إلا أنه سرعان ما عاد للمضي في إقرار القانون بعد إن تعثرت تلك المحادثات الشهر الماضي.
وبالرغم من حالة الغضب المشتعلة في إسرائيل ما يزال القانون المثير للجدل بحاجة إلى عبور جولتي تصويت أخرتين قبل أن يتم إقراره رسميا، وذلك في ظل حالة من التوتر السياسي المشهودة، إذ أن إسرائيل باتت تتعرض للانتقادات الدولية من حلفائها الدوليين وبالتحديد الولايات المتحدة التي دعت غير مرة إلى الوصول لحالة توافق بخصوص تعديل النظام القضائي مع الحفاظ على استقلال المحاكم الإسرائيلية.
بالتزامن مع تصاعد حدة الاحتجاجات لم يشر نتنياهو حتى اللحظة، إلى احتمال توقف مشروعه في الإصلاح القضائي بالرغم من التداعيات الاقتصادية للأزمة التي ساهمت في تراجع قيمة الشيكل ثمانية بالمئة تقريبا منذ يناير الماضي.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة