سياسة

طالبان والمخدرات.. بريطانيا سعيدة لكن العالم قلق

نشر

.

Bouchra Kachoub

تعاني بريطانيا من انتشار المخدرات بين شريحة واسعة من المواطنين، إذ يسجل الموقع الرسمي للحكومة البريطانية إدمان أكثر من 300 ألف مواطن. تحصل هذه الفئة من البريطانيين على مخدرات قادمة من المكسيك وكولومبيا وكذلك من ميانمار، لكن حصة الأسد، حسب دراسة للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، تصل من أفغانستان التي تمد السوق البريطانية بـ 95٪ من الأفيون الذي يزرع ويحصد في حقول تستغلها الطالبان.

لكن بريطانيا الآن سعيدة بسبب اهتمام طالبان بالسياحة.. فلماذا؟

هذه السنة، 2023، ستعرف السوق السوداء التي يتداول فيها الأفيون الأفغاني أزمة خانقة لأن زراعة المخدر شهدت تقلصا وصفه دافيد مانسفيلد، باحث بشركة بيانات جغرافية بريطانية تدعى Alcis بـ "المنقطع النظير".

يعتمد وصف مانسفيلد على معلومات ومعطيات جغرافية جمعتها Alcis باستخدام الأقمار الصناعية، إذ قامت خلال السنوات الأربعة الماضية بمسح جغرافي لولاية هلمند الأفغانية لاستكشاف مدى تراجع زراعة نبات الخشخاش بالولاية.

تعتبر ولاية هلمند من المناطق التي تنتج أكثر من 50٪ من الإنتاج الوطني الإجمالي للأفيون الأفغاني وتوفر الصور التي جمعتها Alcis دلائل عن تقلص حقول نبات الخشخاش، الذي يستخرج منه مادة الآفيون، بحوالي 80٪ على الأقل.

وتُظهر صور Alcis أن زراعة الخشخاش في مقاطعة هلمند قد انخفضت من 120 ألف هكتار في عام 2022 إلى أقل من 1000 هكتار في عام 2023، وهو انخفاض وصفه خبراء، نقلا عن صحيفة تلغراف، بالأول من نوعه.

يأتي هذا التقلص في الإنتاج نتيجة لحظر زراعة نبات الخشخاش الذي فرضته حركة طالبان في أبريل 2022، بعد عام واحد من وصولها إلى السلطة.

لكن التحدي الذي يوازي رفض الحظر، حسب صحيفة ذا تايمز البريطانية هو إيجاد مصدر دخل بديل لـ 450 ألف من الفلاحين الأفغان اعتمدوا التجارة في الأفيون، الذي يدير لهم ما يقارب 1.3 مليار دولار سنويا.

فوائد لأفغانستان.. مصائب للعالم

يشكل حظر زراعة نبات الخشخاش بأفغانستان، التي حاولت دول غربية القضاء عليها سابقا دون جدوى، انعكاسات سلبية ستؤدي إلى توليد مشاكل أخرى في أفغانستان وحول العالم.

يصرّح خبراء لصحيفة تلغراف أن النقص في إنتاج المخدرات الأفغانية سيؤدي إلى ازدهار إنتاج الأفيون في دول مثل ميانمار والمكسيك، استجابة للطلب المتزايد، ما سيزيد من طرق التهريب والعصابات وسلاسل التوريد. كما سيخلق النقص الذي يخلقه الأفيون الطبيعي في السوق إلى الزيادة في صناعة المواد الأفيونية الاصطناعية الأخرى التي تعد أكثر فتكا وضررا من الأفيون والحشيش الأفغاني.

يقول هاري شابيرو لصحيفة تلغراف "إذا كان هناك الكثير من الفنتانيل (مواد مخدرة تصنع في المعمل)، فإن النتيجة المحتملة لذلك هي المزيد من الوفيات، وليس دورة أطول من الإدمان"، مضيفا "لا يدمن الناس على الهيروين بعد بضعة أيام، ولكن أول جرعة من الفنتانيل قد تكون هي الأخيرة ".

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحظر فيها الطالبان زراعة نبات الخشخاش، إذ تمت منع زراعته عام 2000 لكن غزو أميركا لأفغانستان في السنة الموالية أفشل تلك المحاولة.

بدائل "حلال" لطالبان

من بين الخطوات التي تتبعها الطالبان لتعويض الخسائر التي تكبدتها بحظر زراعة نبات الخشخاش

  • تشجيع السياحة: صرح محمد نبي بها، مدير مجلس السياحة الحكومي، لصحيفة ذا تايمز أنه "يمكن للسياحة أن تدر الكثير من العائدات، إنها الطريقة الوحيدة لمشاركة الثقافات والتاريخ وخلق تفاهم متبادل".
  • الحفاظ على تماثيل بوذا: يفيد موقع "ذا كريستشن ساينس مونيتور" أن الطالبان دمرت تماثيل بوذا القديمة في وادي باميان وسط أفغانستان عندما صعدت للسلطة لأول مرة في أفغانستان. أما الآن فإنها عادت لحمايتها لضمان عقد صيني لاستخراج النحاس الذي تجلس قربه تماثيل بوذا.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة