سياسة
.
"نهاية الدولار الأميركي اقتربت"، هذا ما قاله مؤلف كتاب 'Rich Dad Poor Dad' الأكثر مبيعا، روبرت كيوساكي، مستندا على حدث سيحصل في أغسطس المقبل، قمة البريكس. فيتوقع كيوساكي أن تعلن مجموعة البريكس، المكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، عن عملتها الرقمية الجديدة المدعومة بالذهب.
تخيل أن الدولار الذي يحكم الاقتصاد العالمي، فيحدد قيمة العملات، ويدخل في المعاملات التجارية كافة، ويستخدم كأداة أيضا لمعاقبة الدول، تماما كما حصل مع روسيا وسوريا، سيفقد بريقه بوجه عملة رقمية يسعى مؤسسوها لكسر دولرة الاقتصاد العالمي.
فهل تنجح مساعيهم في هذا الإطار؟ وماذا نعلم عن عملة البريكس الرقمية التي تهز عرش الدولار قبل إطلاقها؟
تُجرى 88٪ من المعاملات الدولية بالدولار الأميركي
تمثل العملة الخضراء 58٪ من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية
كيوساكي كتب أنه "في 22 أغسطس 2023 في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، ستعلن دول البريكس عن عملة مشفرة مدعومة بالذهب"، وتابع: "سيموت الدولار الأميركي". ويتوقع كيوساكي أيضا أن يصل سعر البيتكوين إلى 120 ألف دولار العام المقبل.
وحذر كيوساكي من "انهيار عملاق قادم"، قائلا "هناك نقود مزيفة، عملة ورقية تموت". واعتبر أن "اجتماع مجموعة البريكس في جنوب أفريقيا سيضع المسمار في نعش النقود المزيفة". لم يتم تأكيد التقرير، ولم تعلق دول البريكس رسميا بعد على العملة الجديدة المحتملة.
جمد الغرب احتياطيات روسيا البالغة 330 مليار دولار العام الماضي
تعارض جميع دول البريكس هيمنة الدولار لأسباب مختلفة، وفق فورتشن، التي أوردت أن المسؤولين الروس يريدون الحدّ من الدولرة لتقليل وطأة العقوبات عليهم. فبسبب العقوبات، لم تتمكن البنوك الروسية من استخدام سويفت، نظام المراسلة العالمي الذي يتيح المعاملات المصرفية. وجمد الغرب احتياطيات روسيا البالغة 330 مليار دولار العام الماضي.
في غضون ذلك، أعادت انتخابات 2022 في البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى منصب الرئاسة. وهو من أشدّ المؤيدين لبريكس منذ فترة طويلة والذي سعى في السابق إلى تقليل اعتماد البرازيل على الدولار وضعفها أمامه. وأعاد تنشيط التزام المجموعة بالتخلص من الدولرة وتحدث عن إنشاء عملة جديدة شبيهة باليورو.
بدورها تحدثت الحكومة الصينية بوضوح عن مخاوفها بشأن هيمنة الدولار، واصفة إياه بأنه "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار وعدم اليقين في الاقتصاد العالمي". وألقت بكين باللوم بشكل مباشر على رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة وتسببه في اضطرابات بالسوق المالية الدولية وانخفاض كبير في قيمة العملات الأخرى.
خلال عام 2022 حققت دول البريكس فائضا تجاريا بقيمة 387 مليار دولار
الخبراء في الولايات المتحدة منقسمون بشدّة حول مستقبل عملة البريكس. تعتقد وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، أنّ الدولار سيظلّ هو المسيطر لأن معظم الدول ليس لديها بديل. ومع ذلك، يرى خبير اقتصادي سابق في البيت الأبيض أن عملة البريكس يمكن أن تنهي هيمنة الدولار، وفق فورتشن.
حسب فورين بوليسي، رغم أنّ العديد من الأسئلة لا تزال من دون أجوبة، فإن مثل هذه العملة يمكن أن تزيح الدولار الأميركي كعملة احتياطية لأعضاء البريكس. وعلى عكس طرح اليوان الرقمي، هذه العملة الافتراضية لديها القدرة على زعزعة مكانة الدولار على العرش النقدي العالمي.
وتضيف الصحيفة أنه إذا استخدمت دول البريكس العملة الرقمية المرتقبة للتجارة الدولية، فإنها ستزيل العائق الذي يحبط الآن جهودها للهروب من هيمنة الدولار. وغالبا ما تتخذ الجهود الحالية شكل اتفاقيات ثنائية لتحديد عملة التجارة الخارجية بعملات غير الدولار، مثل اليوان، الذي أصبح الآن العملة الرئيسية للتجارة بين الصين وروسيا.
خلال عام 2022 حققت دول البريكس فائضا تجاريا بقيمة 387 مليار دولار، ويرجع الفضل في ذلك في الغالب إلى الصين. أمام هذا الرقم يمكن القول إن دول البريكس ستكون على أهبة الاستعداد لتحقيق مستوى من الاكتفاء الذاتي في التجارة الدولية الذي استعصى على عملات أخرى تحقيقه. نظرا لأن اتحاد عملة البريكس، على عكس أي اتحاد آخر، لا يوجد بين بلدانه حدودا إقليمية مشتركة، فمن المحتمل أن يكون أعضاؤه قادرين على إنتاج نطاق أوسع من السلع أكثر من أي اتحاد نقدي قائم. مثل منطقة اليورو الواقعة في عجز تجاري بقيمة 476 مليار دولار خلال العام 2022، وفق فورين بوليسي.
العملة الافتراضية لديها القدرة على زعزعة مكانة الدولار على العرش النقدي العالمي وفق خبراء
تنظّم جنوب أفريقيا القمّة الـ١٥ لبريكس في مركز ساندتون للمؤتمرات في جوهانسبرغ من 22 أغسطس حتى 24 منه
تستضيف جنوب أفريقيا قمة دول بريكس في أغسطس كما هو مزمع، ويجب على جنوب أفريقيا، بصفتها عضوا بالمحكمة الجنائية الدولية، أن تلقي القبض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا حضر المحادثات، بسبب مذكرة اعتقال تستند إلى مزاعم ضلوع بوتين في ترحيل أطفال من أوكرانيا. وينفي بوتين هذه الاتهامات، وفق رويترز.
وتتولى جنوب أفريقيا الرئاسة الدورية لبريكس، وهي مجموعة ترمي إلى إيجاد توازن على صعيد هيكليات الحوكمة العالمية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتنظّم جنوب أفريقيا القمّة الـ١٥ لبريكس في مركز ساندتون للمؤتمرات في جوهانسبرغ من 22 أغسطس حتى 24 منه.
خلال العام الماضي، تحولت روسيا والصين والبرازيل إلى زيادة استخدام العملات غير الدولارية في معاملاتها عبر الحدود
وسرت شائعات تناقلتها وسائل إعلام محلية مفادها ان بريتوريا تعتزم نقل القمة الى الصين تجنبا لتوقيف بوتين. وتؤكّد جنوب أفريقيا أنّها تبنت موقفا محايدا لتتمكن من "أداء دور في حل النزاعات"، على ما قال رامابوزا سابقا، مؤكدا أنه تشاور مرارا مع بوتين.
إلى ذلك، استضافت بلاده في فبراير تدريبات بحرية مع روسيا والصين قبالة سواحلها، الأمر الذي أثار "قلق" القوى الغربية الكبرى. وتعود العلاقات بين جنوب أفريقيا وروسيا إلى زمن نظام الفصل العنصري، إذ دعم الكرملين الحزب الحاكم في تصديه لهذا النظام، وفق فرانس برس.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة