أعلن رئيس أركان القوات المسلّحة في النيجر "تأييد إعلان" العسكريين الانقلابيين وضع حدّ "لنظام" الرئيس محمد بازوم الذي يحتجزه أفراد من الحرس الرئاسي.

وقال بيان وقّعه رئيس الأركان الجنرال عبده صدّيق عيسى، إنّ "القيادة العسكرية للقوات المسلّحة في النيجر... قرّرت تأييد إعلان قوات الدفاع والأمن... من أجل تجنّب مواجهة دامية بين القوى المختلفة".

وكانت مجموعة من العسكريين أعلنت عبر التلفزيون الوطني في النيجر في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء عزل الرئيس محمد بازوم من السلطة، وذلك بعد ساعات من احتجازه في القصر الرئاسي.

وتلا الكولونيل أمادو عبد الرحمن، الذي ظهر جالسا وحوله تسعة ضباط آخرين يرتدون الزي العسكري، بيانا جاء فيه أن القوات العسكرية والأمنية قررت "وضع نهاية للنظام الذي تعرفونه بسبب الوضع الأمني المتدهور ​​وسوء الإدارة".

إضافة إلى ذلك، "يتمّ إغلاق الحدود البرّية والجوّية حتّى استقرار الوضع" و"يُفرَض حظر تجوّل اعتبارا من هذا اليوم، من الساعة 22,00 حتّى الساعة 05,00 (21,00 إلى 04,00 بتوقيت غرينتش) على كامل التراب حتى إشعار آخر"، حسبما جاء في البيان.

عن بازوم

• انتُخب بازوم الذي يُعدّ من بين القادة الموالين للغرب الذين يتضاءل عددهم في منطقة الساحل، عام 2021 على رأس الدولة الغارقة في الفقر والتي تعاني عدم استقرار.

• الأصل الليبي للرئيس بازوم معروف، بحسب فرانس برس، حيث أعلن في مقابلة أجريت معه عام 2019 لصحيفة Wakat Sera أن جده الأكبر قد وصل إلى النيجر في أربعينيات القرن التاسع عشر، وهو ينتمي إلى قبيلة أولاد سليمان العربية من فزان، وهي منطقة حدودية في جنوب ليبيا.

• شهدت الدولة الواقعة في منطقة الساحل أربع عمليات انقلاب منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 ومحاولات عدة أخرى للاستيلاء على السلطة.

• كان بازوم، وزير الداخلية سابقا، قريبا من الرئيس السابق محمد إيسوفو الذي تنحى طوعا بعد ولايتين.

• اعتُبرت عملية تسليم السلطة التي جرت في أبريل 2021، بعد الانتخابات التي فاز فيها بازوم عقب جولتين في مواجهة الرئيس السابق محمد عثمان، أول انتقال سلمي للسلطة في النيجر منذ الاستقلال.

• وقعت محاولة ثانية لإطاحة بازوم في مارس هذا العام "بينما كان الرئيس.. في تركيا"، حسب مسؤول نيجري أكد توقيف شخص.

كيف توالت الأحداث؟

• أعلن رئيس أركان القوات المسلّحة الخميس "تأييد إعلان" العسكريين الانقلابيين

• احتَجز عناصر من الحرس الرئاسي الرئيس بازوم الأربعاء وكُلّفت بنين في ضوء ذلك تأدية وساطة.
• undefined

• عناصر الحرس الرئاسي أغلقوا صباح الأربعاء كل مداخل مقرّ إقامة الرئيس ومكاتبه. وبعد انهيار المحادثات "رفضوا الإفراج عن الرئيس"

• فرّق عناصر الحرس الرئاسي متظاهرين مؤيّدين لبازوم حاولوا الاقتراب من المقر الرئاسي حيث يُحتجَز في نيامي، عبر إطلاق عيارات نارية تحذيرية

• دان الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) "محاولة الانقلاب"،

• دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "أي محاولة لتولي الحكم بالقوة"، داعيا إلى احترام الدستور النيجري.

• طالبت الولايات المتحدة بإطلاق سراح رئيس النيجر. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان في بيان "ندين بشدة أي محاولة لاعتقال أو لإعاقة عمل الحكومة المنتخبة ديموقراطيا في النيجر والتي يديرها الرئيس بازوم".

• دعا وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى "الإفراج الفوري" عن رئيس النيجر. وصرّح بلينكن الذي يزور نيوزيلندا "تحدّثتُ مع الرئيس بازوم في وقت سابق هذا الصباح وقلت له بوضوح إنّ الولايات المتحدة تدعمه بقوّة بصفته رئيسا للنيجر منتخبا بشكل ديموقراطي"، مطالبا بـ"إطلاق سراحه فورا".

• صدرت إدانات عن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة للنيجر، والجزائر المجاورة، ودانت "أيّ محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوّة" في النيجر، حسبما قالت وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة كاترين كولونا.

• أعلن البنك الدولي أنه "يدين بشدة أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة" أو "زعزعة استقرار" النيجر.

• توجّه رئيس بنين باتريس تالون إلى النيجر لتأدية وساطة، وفق ما أعلن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لـ"إيكواس".

• ندّدت الأحزاب المنضوية في الاتئلاف الحاكم بـ"جنون انتحاري ومناهض للجمهورية"، مؤكدة أن "بعضا من عناصر الحرس الرئاسي احتجزوا رئيس الجمهورية وعائلته ووزير الداخلية" حمدو أدامو سولي.

عن النيجر

• تشكل الصحراء ثلثي مساحة النيجر الواقعة في قلب منطقة الساحل القاحلة في غرب أفريقيا وتحتل مرتبة متأخرة في مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة.

• تعد الدولة الإفريقية 22,4 مليون نسمة، وهو عدد يرتفع بشكل متسارع نظرا إلى بلوغ معدل الولادات سبعة أطفال لكل امرأة.

• تعاني البلاد تحرّكين للمتشددين: الأول في الجنوب الغربي ينفّذه عناصر قدموا من مالي المجاورة عام 2015، والآخر في الجنوب الشرقي ينفّذه متشددون مقرهم شمال شرق نيجيريا.

• فر مئات الآلاف من منازلهم، ما تسبب بأزمة إنسانية وفاقم الضغط على الاقتصاد.

• تلقى الجيش النيجري تدريبات ودعما لوجستيا من الولايات المتحدة وفرنسا، علما بأن للدولتين قواعد عسكرية في البلاد.

• أصبحت النيجر العام الماضي مركزا للعمليات الفرنسية لمكافحة الجهاديين في الساحل، والتي أعيد النظر فيها بعدما انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو إثر خلافات سياسية مع البلدين.