سياسة
.
وكالة الهجرة السويدية أعلنت، في وقت متأخر الجمعة، أنها تعيد النظر في تصريح الإقامة الممنوح للاجئ عراقي كان وراء حوادث عدّة لتدنيس المصحف في ستوكهولم في الأسابيع الأخيرة مما أثار غصب المسلمين في أنحاء متفرقة من العالم.
وذلك بعد أن تلقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اتصالا هاتفيا، الجمعة، من وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم، جدّد خلاله بن فرحان، رفض السعودية التام لكلّ المحاولات المسيئة للقرآن الكريم، و"مطالبتها باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الأعمال المتطرفة التي تحاول النّيل من الكتب السماوية، وتستفز مشاعر المسلمين حول العالم"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأكد بن فرحان أن "تكرار حوادث حرق نسخ من القرآن الكريم تساهم في تأجيج الكراهية، وتحد من جهود الحوار بين الشعوب والحضارات"، وأوردت واس أيضا "إدانة بلاد الوزير السويدي واستنكارها لكل محاولات حرق نسخ من القرآن الكريم"، وأعرب بيلستروم عن "أسفه العميق لما يقوم بعض الأشخاص في بلاده من استغلال صريح لدستور السويد بشأن حرية الرأي"، مشددا على أن بلاده تسعى إلى وقف كل الأعمال المسيئة للأديان والكتب السماوية.
وأحرق الرجل نسخة من المصحف في الشهر الماضي أمام المسجد الرئيسي في ستوكهولم، وتظاهر أمام السفارة العراقية في ستوكهولم خلال يوليو قال إنه سيحرق فيها نسخة من المصحف، لكنه لم يفعل ذلك.
وذكرت وكالة الهجرة أنها تعيد فحص وضعه كمهاجر بعد أن تلقت معلومات من السلطات السويدية تتيح مبررا لفحص ما إذا كان يتعين إلغاء وضع الرجل في السويد.
متحدث باسم الوكالة أفاد في بيان لرويترز أنه "إجراء قانوني يتم اتخاذه عندما تتلقى وكالة الهجرة السويدية مثل هذه المعلومات، ومن السابق لأوانه قول أيّ شيء عن نتيجة القضية" مضيفا أنه ليس بوسع الوكالة ذكر أيّ تفاصيل أخرى بسبب مسائل تتعلق بالسرية.
وأفادت وكالة الأنباء السويدية (تي.تي)، بأن الرجل لديه تصريح بالإقامة المؤقتة في السويد من المقرر أن تنتهي صلاحيته في عام 2024 لكن الوكالة تعيد النظر في موضوعه الآن.
ووجدت السويد نفسها في بؤرة اهتمام دولي خلال الأسابيع الأخيرة بعد تدنيس وحرق نسخ من المصحف. وتثير حوادث حرق وتدنيس المصحف في السويد والدنمارك شعورا بالإهانة بالنسبة لكثير من الدول الإسلامية، بما في ذلك تركيا، التي تحتاج السويد إلى دعمها للانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، وهو هدف تسعى ستوكهولم لتحقيقه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
وبالإضافة إلى طلبات حرق المصحف، هناك أيضا العديد من طلبات حرق كتب دينية أخرى مثل العهد الجديد والعهد القديم، مما دفع الكثيرين إلى انتقاد السويد.
وقضت محاكم سويدية بأن الشرطة لا يمكنها منع حرق الكتب المقدسة، لكن حكومة رئيس الوزراء أولف كريسترسون قالت في وقت سابق من يوليو إنها ستدرس ما إذا كان هناك سبب لتغيير قانون النظام العام لتمكين الشرطة من منع حرق المصحف. ولم يتسن لرويترز الحصول على تعليق من الرجل العراقي المعني.
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية استدعت القائم بالأعمال في سفارة السويد بأبوظبي، وسلمتها مذكرة احتجاج رسمية على استمرار الاعتداءات والإساءات التي "يقوم بها متطرفون في مملكة السويد من خلال إحراق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم، واستنكارها الشديد أيضا لمواصلة الحكومة السويدية السماح بممارسة هذه الأعمال المسيئة، وتهربها من مسؤوليتها الدولية وعدم احترام القيم الاجتماعية في هذا الصدد"، حسب ما نقلت وكالة أنباء الإمارات (وام).
وشددت وزارة الخارجية على أهمية مراقبة خطاب الكراهية والعنصرية التي تؤثر سلبا على تحقيق السلام والأمن، مؤكدة رفض دولة الإمارات استخدام حرية التعبير كمسوغ لمثل هذه الأفعال الشنيعة". وأكدت الوزارة رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، مشيرة إلى أن خطاب الكراهية والتطرف يتناقض مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والتعايش والسلام بين الشعوب.
وشددت الوزارة على أهمية احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب، في وقت يحتاج فيه العالم إلى العمل معاً من أجل دعم المبادئ العالمية للتسامح والتعايش السلمي، والتي ينبغي دعمها وتنفيذها لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. وشددت الوزارة أيضا على أن السماح المتكرر بمثل هذه التصرفات المسيئة يتناقض مع الأعراف والقوانين الدولية التي تمنع الاعتداء وإهانة الأديان والكتب والرموز المقدسة، وعلى أن خطاب الكراهية والتطرف يؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها في العالم.
أحرق الرجل نسخة من المصحف في الشهر الماضي أمام المسجد الرئيسي في ستوكهولم
استدعت السعودية القائمة بأعمال السفارة الدنماركية في المملكة احتجاجا على حرق جماعة يمينية متطرفة في كوبنهاغن نسخة من المصحف، على ما أفادت وسائل إعلام رسمية الجمعة.
وخلال لقاء مع القائمة بأعمال السفارة الدنماركية، سلّمتها وزارة الخارجية السعودية مذكرة احتجاج تتضمن "مطالبة المملكة بوقف هذه الأعمال المشينة، والتي تخالف كافة التعاليم الدينية، والقوانين والأعراف الدولية"، مؤكدة "رفض المملكة القاطع لكل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان"، بحسب ما أوردت وكالة الاباء السعودية.
وكانت حركة "دانكسي باتريوتر" اليمينية المتطرفة نشرت الإثنين مقطع فيديو لرجل يبدو أنه يقوم بحرق مصحف. وكان ذلك الحادث الأخير من نوعه الذي أثار الغضب في العالم الإسلامي، وفق وصف فرانس برس.
كما استنكرت السعودية قيام لاجئ عراقي مقيم في السويد الشهر الماضي بحرق صفحات من القرآن خارج المسجد الكبير في ستوكهولم.
وكان اللاجئ العراقي سلوان موميكا قد عمد في نهاية يونيو إلى إحراق صفحات من المصحف والدوس عليه وتمزيقه في العاصمة السويدية، ما دفع بالرياض إلى تسليم مذكرة احتجاج إلى القائم بالأعمال السويدي.
ودعت السعودية والعراق إلى اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ في جدّة مقرا للبحث في تكرار حوادث تدنيس القرآن في كل من السويد والدنمارك.
والخميس، تلقى الأمين العام للمنظمة التي تضم 57 عضوا، حسين إبراهيم طه، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم الذي قال إن ستوكهولم ترفض الأعمال التي تهين القرآن وتريد الحفاظ على علاقات جيدة مع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، كما أعلنت المنظمة في بيان.
دانت الحكومة السويدية تدنيس القرآن
أمرت الحكومة السويدية الخميس 15 وكالة حكومية بتعزيز قدرة البلاد على منع "الإرهاب" في أعقاب احتجاجات على تحركين تخللهما إحراق لنسخ من القرآن، وفق فرانس برس.
وقال رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون في بيان نُشر على إنستغرام ان "الأحداث المدمرة الأخيرة (..) زادت من المخاطر بالنسبة للسويد". وبحسب كريسترسون "انتقلنا بحسب جهاز الأمن السويدي من هدف مشروع للهجمات الإرهابية إلى هدف ذي أولوية" واصفا الوضع بأنه "خطير للغاية".
وأوضح أنه تم تكليف 15 وكالة حكومية بما في ذلك القوات المسلحة السويدية والعديد من وكالات إنفاذ القانون ووكالة الضرائب السويدية "بتكثيف عملها" تحت قيادة جهاز الأمن. وفي مؤتمر صحافي، أفاد وزير العدل غونار سترومير أن الهدف هو تعزيز "القدرة على منع وردع وعرقلة الإرهاب والتطرف العنيف".
ودانت الحكومة السويدية تدنيس القرآن، مشدّدة في المقابل على أن دستور البلاد يكفل حرية التعبير والتجمّع.
ودفعت أنباء عن عزم موميكا على تنظيم الاحتجاج في ستوكهولم مئات العراقيين إلى التجمّع عشية التحرك أمام مقر السفارة السويدية في بغداد على غرار ما فعلوا ردا على إحراق المصحف في يونيو. وقد عمدوا إلى تسلّق جدران السفارة وإحراق المبنى.
وطردت السلطات العراقية السفيرة السويدية، في حين أعلنت إيران أنها لن تقبل أوراق اعتماد سفير جديد للسويد لديها، بعد تكرار الاحتجاجات أمام سفارتي السويد في بغداد وطهران.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة