سياسة
.
منذ سنوات، ولم تُحسم بعد مسألة ترسيم الحدود البحرية بشكل كامل بين الكويت والعراق، إلا أن ثمة حل يلوح في الأفق، فالبلدان أكّدا التزامهما بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية، وفق ما أعلن وزيرا خارجية البلدين خلال زيارة للوزير الكويتي إلى بغداد الأحد.. فهل يتجه ترسيم الحدود بين الكويت والعراق نحو الحسم؟ وأي أجزاء من الحدود حسم أمرها حتى الآن؟
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح "تحدثنا في ملف ترسيم الحدود وكان هناك نقاش مستفيض في هذه المسألة". وتابع أنه تمّ التأكيد على "الاستمرار بالنقاشات بهذه المسألة من خلال اللجان الفنية المختلفة"، مضيفا أنه "سوف يكون هناك لجنة عليا لإجراء الحوارات مع الجانب الكويتي".
من جانبه، قال وزير الخارجية الكويتي خلال المؤتمر إنه "كان أيضا هناك توافق كامل في وجهات النظر على أهمية حلّ المشاكل العالقة بين الدولتين وعلى رأسها موضوع إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين البلدين". وأضاف "هناك اجتماع للجنة الفنية القانونية في 14 أغسطس في بغداد لاستكمال التشاور بالنسبة لإنهاء ترسيم الحدود البحرية".
العراق والكويت أكّدا التزامهما بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية، وفق ما أعلن وزيرا خارجية البلدين
حددت الأمم المتحدة في العام 1993 الحدود البحرية والبرية بين البلدين. مصدر الصورة: أ ف ب
كما التقى الوزير الكويتي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي. وتركزت مباحثاته مع الحلبوسي خصوصا على "استكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة 162"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) في إشارة إلى السطح البحري الذي لا يزال يتعين على البلدين تقاسمه في قطاع من مياه الخليج.
وتسعى الحكومة الحالية في العراق برئاسة السوداني إلى التقارب مع دول الخليج، إذ ترغب بغداد في تعزيز التعاون الاقتصادي ومكافحة تجارة المخدرات واستقبلت في الأشهر الأخيرة مسؤولين خليجيين رفيعي المستوى.
وإبان نظام صدام حسين، اجتاح الجيش العراقي في أغسطس 1990 دولة الكويت وضمّ البلد الغني بالنفط إلى العراق، قبل أن يطرده تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة بعد ٧ أشهر. وبعد ذلك خضع العراق لحصار اقتصادي استمر 13 عاما، واضطر إلى دفع تعويضات حرب كبيرة للكويت، عبر الأمم المتحدة.
وأنهت بغداد بحلول عام 2021 دفع كامل التعويضات المترتبة عليها، أي أكثر من 52 مليار دولار بعد أكثر من 30 عاما على غزو الكويت.
ترغب بغداد في تعزيز التعاون الاقتصادي ومكافحة تجارة المخدرات. مصدر الصورة: أ ف ب
نقلت صحيفة القبس الكويتية أن المشاورات السياسية، التي أجراها العبد الله، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع الكويت والعراق، كما جرى التباحث حول عدد من الموضوعات الحيوية والملفات المهمة محل الاهتمام المشترك بين البلدين والشعبين الشقيقين. وأكدت الكويت والعراق استمرار التنسيق المشترك لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، والعمل معا على إنهاء الملفات العالقة. وأسفرت المباحثات عن تطابق الرؤى حول مستجدات المنطقة وتضافر الجهود المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار.
واتفق الوزيران خلال جلسة المباحثات على أهمية حل كل الملفات العالقة بين البلدين، وعلى رأسها قضية استكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة 162، بما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ويحقق المصالح المشتركة بينهما، علاوة على الحد من عمليات تهريب المخدرات والصيد غير القانوني أو التعدي على الحدود السيادية والتعاون المشترك في هذا الإطار.
وأبرز نتائج المباحثات كانت وفق الآتي: "لجنة لاستكمال الحوار في القضايا، العمل معا لإنهاء الملف الحدودي، تعزيز الأمن والاستقرار ودفع العلاقات، تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية".
اتفاق حول قضية قضية استكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة 162. مصدر الصورة: أ ف ب
اجتاح الجيش العراقي لصدام حسين الكويت وضمها. مصدر الصورة: أ ب
كان الوضع يفوق طاقة الجيش الكويتي الذي يبلغ عديده 16 ألف رجل. مصدر الصورة: أ ب
وافقت بغداد على جميع قرارات الأمم المتحدة. مصدر الصورة: أ ب
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة