سياسة

آلاف اللاجئين الأفغان على حافة التشرد في بريطانيا

نشر

.

blinx

يقف أمير حسين أمام مصير مجهول بعدما بدأت الحكومة البريطانية حملة إخلاء للفنادق التي يسكنها اللاجئون الأفغان منذ قدومهم إلى المملكة المتحدة بموجب مخطط حكومي لمساعدة الأشخاص الذين عززوا القيم البريطانية في أفغانستان.

تنقل صحيفة الإندبندت البريطانية أن حسين و8 آلاف من اللاجئين الأفغان مهددون بالتشرد نهاية شهر أغسطس إذا لم يتوفقوا في إيجاد مسكن لهم ولأسرهم قبل موعد إخلاء الفنادق التي ظلت وزارة الداخلية تمولها منذ إجلائهم من أفغانستان عام 2021.

حسين، البالغ من العمر 24 عاما، واجه صعوبات في العثور على إيجار يناسب ميزانيته. تلقى رفضا من 10 ملاك عقارات بريطانيين لأنه ليس بوسعه إيداع عربون مسبق تساوي قيمته ثلاثة أشهر من مبلغ الإيجار، كما أنه لا يتوفر على تاريخ يسجل درجة ائتمانه.

يروي الشاب الأفغاني، الذي يعمل بدوام جزئي كمساعد إنتاج تسويقي في مسرح بلندن، معاناته في الأسابيع الأخيرة حيث بات القلق يغيم على أفكاره ولم يعد قادرا على النوم.

"لا أعرف إلى أين أنا ذاهب أو ماذا أريد أن أفعل. هناك الكثير من الأشياء التي تدور في ذهني، أنا متوتر للغاية. الأسبوع الماضي، لم أنم جيدًا. كل شيء غير واضح ووزارة الداخلية والمجلس ليسا واضحين معنا بشأن الخطوة التالية".

حملة إخلاء مخزية

وفي هذا الصدد، انتقد عدد من المسؤولين المتقاعدين في الجيش حملة الإخلاء التي أقبلت عليها الحكومة البريطانية واصفين إياها بـ "حملة العار".

قامت القوات البريطانية بإجلاء الأفغان الذين قدموا لهم مساعدات خلال حربهم ضد الطالبان التي استمرت لـ 20 سنة (المصدر أ. ب)

دعا زعيم حزب المحافظين السابق السير إيان دنكان سميث وزرير المحاربين القدامى جوني ميرسر إلى العمل من أجل تفادي تشريد اللاجئين الأفغان الذي وضعوا حياتهم في "خطر مميت" لخدمة البريطانيين.

كما دعا الرئيس السابق للبحرية، الأدميرال لورد ويست، إلى التحرك قائلاً: "أمتنا عليها دين شرف لأولئك الذين خاطروا بحياتهم - وأرواحهم - لمساعدة رجالنا ونسائنا الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان. هذا يحتاج إلى حل الآن."

ومن جهته، قال النائب العمالي دان جارفيس، الذي خدم في أفغانستان، إنه من "المخجل" أن يُترك أولئك الذين ساعدوا المملكة المتحدة بلا مأوى. وأضاف أن "هؤلاء ليسوا مهاجرين لأسباب اقتصادية. هؤلاء هم الأفغان الذين عرضوا أنفسهم لخطر مميت ... وقد فعلوا ذلك بناءً على طلبنا. لا ينبغي أن يكون أي شخص بلا مأوى ويجب إعطاء هؤلاء الأشخاص الوقت والمكان ... لضمان نقلهم بشكل صحيح".

ويصرح جارفيس للصحيفة أنه يتعين مساعدة هؤلاء اللاجئين الأفغان بوثيرة تتيح للسلطات المحلية الوقت لنقلهم من الفنادق إلى إقامات سكنية مناسبة. ووصف مشروع إجبار الناس على التشرد بالمشروع المخزي.

بالرغم من المساعدات الحكومية، لا تستطيع الأسر الأفغانية توفير مبالغ الإيجار التي تعتبر مرتفعة و خارج قدرتهم الشرائية (المصدر أ. ب)

مساعدات حكومية هزيلة

وكانت جمعية الحكم المحلي قد حذرت سابقا أنه في الأسابيع المقبلة ستتضاعف عمليات الاخلاء مخلفة عددا من الأسر الأفغانية بدوم مأوى.

ويرى حسين أن كلفة الإيجار مرتفعة جدا. ويضيف قائلا: "ليس لدينا المال الكافي للإيجار وللتوفير وللنفقات الأخرى. المساعدة التي نتلقاها من الحكومة هي بذاتها غير كافية".

ميرسر، وزرير المحاربين القدامى، ذكّر أن الحكومة قامت "بقدر كبير من العمل لمساعدة إخراج هذه العائلات الأفغانية من الفنادق إلى أماكن إقامة مناسبة طويلة الأجل". وتعهد بعدم خروج أي عائلة إلى الشوارع، مؤكدا أن "الغالبية العظمى" ممن يتقدمون بأنهم بلا مأوى كان قد عُرض عليهم في الواقع مكان للعيش، لكن بعضهم رفض الانتقال له. وأضاف أن "هذا أمر مفهوم، لكن هذا ليس مثل العيش في الشارع لأن الحكومة لم تقم بعملها".

في الشهر الماضي، قال ميرسر إن الحكومة وفرت أكثر من 7 آلاف جنيه إسترليني لكل لاجئ لتسهيل عملية للانتقال والاستقرار وتغطي المساعدات النقدية مصاريف الإيجار والأثاث وحتى قيمة العربون المسبق للإيجار.

ولكن الأوضاع ليست كذلك في نورثهامبتون التي أُخبر 179 من الأفغان القاطنين بها بضرورة الانتقال بحلول نهاية هذا شهر أغسطس. قال متحدث باسم المجلس إن حوالي 50 شخصًا ليس لديهم مكان يذهبون إليه.

واتهمت راشيل هوبكنز ، وزيرة قدامى المحاربين، الوزراء بـ "خذلان الأفغان الذين عرضوا حياتهم للخطر بمساعدة قواتنا المسلحة".

وأضافت أنه مع اقتراب الذكرى الثانية للإخلاء من المخجل أن يقوم الوزراء بطرد 8 آلاف أفغاني مؤهل دون وعدهم بأنهم لن يصبحوا بلا مأوى.

وفي هذا الشأن، حذر جوليان لويس، عضو البرلمان عن حزب المحافظين والرئيس السابق للجنة الدفاع في مجلس العموم، أن للبريطانيين دين خاص يستحقه هؤلاء الأفغان. وأضاف قائلا: "هناك فرصة للاعتراف بالديون الخاصة التي ندين بها، وهي فرصة لكل من وكالة المحاربين القدامى والجمعيات الخيرية للنظر في اختصاصاتهم ومعرفة ما إذا كانت هناك أي وسيلة تمكنهم من استخدام مواردهم الهائلة للمساعدة في إعادة التوطين" هؤلاء الأفغان.

ودعا متحدث باسم مجلس اللاجئين الحكومة إلى وقف عمليات الإخلاء، مضيفا أنه "ليست هذه هي الطريقة التي يجب أن يُعامل بها أولئك الذين فروا من طالبان ووُعدوا بترحيب حار في المملكة المتحدة".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة