سياسة

"قادة الأمازون" يختلفون على حماية "مصنع الأوكسجين"

نشر

.

blinx

في شمال البرازيل، بالقرب من الساحل الصاخب، وفي بقعة سياحية بامتياز، من المتوقع أن تستضيف مدينة بيليم بعد نحو عامين قمة المناخ COP30، سوف يقصد تلك المدينة الصغيرة الآلاف من الزوار الذين يسعون للعثور على إجابات قطعية وخطط عمل لمجابهة الاحترار العالمي وأزمة المناخ في العام ٢٠٢٥.

هذا العام تستضيف المدينة ذاتها عددا أقل من الزوار على هامش قمة معاهدة التعاون في منطقة الأمازون، لصيقة الصلة بقضية المناخ حيث تعتبر منطقة غابات الأمازون المطيرة مخزن العالم لثاني أكسيد الكربون ومصنع الأوكسجين العالمي، وذلك في حال لم يتسبب قطع أشجار الغابات الشاسعة، في تدمير المخزن، وهروب أطنان من الغازات الدفيئة إلى غلافنا الجوى.

وفقا لتقديرات بعض العلماء، قد تُكتب شهادة الوفاة النهائية للغابات إذا تم تدمير ما بين ٢٠٪ و٢٥ ٪ من أشجارها، إذ سوف تتراجع معدلات الأمطار لتتحول الغابات إلى مسطح من الحشائش بحسب وكالة أسوشيتد برس.

غير أن زعماء منطقة الأمازون الذين تُشرف بلادهم على الغابات الشهيرة، اجتمعوا في قمة بيليم للمرة الأولى منذ ١٤ عاما، لإرساء قواعد تعاون جديد خلال قمة زمنها يومين فقط، انتهت ١٠ أغسطس، لكنها شهدت اختلافات في الآراء بين الزعماء، وسرعات متباينة في الاستجابة للأزمة.

تُكتب شهادة وفاة الأمازون ما إذا قطع ٢٥٪ من أشجارها. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)

قرارات واتهامات

لم تكن قرارات القمة مرضية تماما لبعض من النشطاء المهتمين بقضية الأمازون، ففي ختام اليوم الأول، أفصح الزعماء عن تدشين تحالف لمكافحة إزالة الغابات في الأمازون، بالإضافة لوضع خارطة طريق استهدفت "تعزيز التنمية المستدامة" في بعض من أجزائها ومكافحة عصابات الجريمة المنظمة التي تعمل على قطع الأشجار، حسب وكالة فرانس برس.

إلا أن الزعماء أيضا لجأوا لتحميل القوى الصناعية الغربية جزءا من المسؤولية فيما يتعلق بتدهور أزمة غابات الأمازون، إذ طالبوا في إعلان مشترك الدول الصناعية بالامتثال للالتزامات المتعلقة بتقديم الدعم المالي للدول النامية.

يعتبر دا سيلفا التنقيب عن النفط "مسألة تقنية". (المصدر: وكالة فرانس برس)

فعلى سبيل المثال قال الرئيس البوليفي لويس آرس إن الأمازون "ضحية للرأسمالية" التي انعكست على المنطقة في صورة توسع في الحدود الطبيعية واستغلال الموارد، عاد الرئيس أيضا للتأكيد على أن "الدول الصناعية" مسؤولة عن معظم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التاريخية، ذلك حسب وكالة أسوشيتد برس.

أما الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو فدعا لمقاربة خاصة، متعلقة ببرنامج واسع لإلغاء ديون البلدان النامية، في مقابل اتخاذ إجراءات لحماية المناخ مؤكدا أهمية القيام بتحركات فعلية إذ قال "إذا كنا على وشك الانقراض، وهذا هو العقد الذي يجب فيه اتخاذ القرارات الكبيرة.. فماذا نفعل إلى جانب إلقاء خطابات؟".

خلافات داخلية

بالإضافة لمواجهة الغرب والدول الصناعية الكبرى، وضعت القمة زعماء الأمازون الثمانية أمام بعضهم البعض، فعلى سبيل المثال لم تتبنى دول المنظمة تعهدين محددين أمل النشطاء أن تنضم الدول إليه خلال القمة، وهما تعهد البرازيل بإنهاء قطع الأشجار غير القانوني بحلول العام ٢٠٣٠ وتعهد جارتها كولومبيا بوقف عمليات التنقيب الجديدة عن النفط.

طالب الزعماء الدول الصناعية بالالتزام بتقديم الدعم المالي للدول النامية. (المصدر: وكالة فرانس برس)

البرازيل وكولمبيا اختلفا أيضا، إذ أن الأولى لم تمضي بدورها في تعهد حظر عمليات التنقيب، بل أن إحدى شركات النفط البرازيلية المملوكة للدولة ما تزال تسعى إلى اليوم لاكتشاف مناطق تنقيب جديدة بالتحديد لدى مصب نهر الأمازون، الأمر الذي يعتبره الرئيس دا سيلفا "مسألة تقنية".

ففي هذا السياق، قال الرئيس غوستافو بيترو ليدعم قضيته "عدم إزالة الغابات لن يكون كافيا. العلم أظهر لنا أنه حتى لو غطينا العالم كله بالأشجار، فلن يكون ذلك كافيا لامتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".

اعرف أكثر عن..

منظمة من أجل غابة

لم تكن قمة الأمازون لتُصبح واقعا عمليا، دون توقيع معاهدة التعاون في منطقة الأمازون، قبل حوالي ٤٥ عاما، بالتحديد في العام ١٩٧٨، وذلك بين حكومات الدول المشرفة على منطقة غابات الأمازون، وكان من المفترض أن تضطلع تلك المعاهدة بحسب موقع مكتبة منظمة اليونيسكو بتعزيز التنمية بين تلك الدول و تنفيذ الأنشطة المشترك.

كان من المفترض أيضا أن تسفر المعاهدة عن فوائد "عادلة ومتبادلة" بين الدول مع صيانة الموارد الطبيعية وترشيد استخدامها.

في ذلك الحين انضمت للمعاهدة حكومات بوليفيا والبرازيل وكولومبيا، وبيرو، وسورينام، وفنزويلا وغيانا، والإكوادور، بالإضافة إلى الجمهورية البوليفارية، وبعد عدة سنوات تحولت المعاهدة إلى منظمة تضم الدول ذاتها وعرفت باسم منظمة معاهدة التعاون في منطقة الأمازون، وكان من بين أدوار المنظمة تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.

تستضيف القمة لهدا العام دولة البرازيل، التي يقع على أراضيها أيضا مقر أمانة المنظمة الدائم ومن ثم يأتي بين أوائل الحضور الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي عاد للحكم في بلاده محملا بوعود لمجابهة قضية المناخ، خلفا لحكومة يمينية شهدت خلال حكمها الغابات المطيرة موجات واسعة من الإزالة، بحسب وكالة فرانس برس.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة