سياسة
.
منطلقة من حادث طريق الكحالة وما آلت إليه الأمور طرحت الباحثة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأميركي حنين غدار تساؤلا حول قدرة الجيش اللبناني على إيقاف مزيد من الصراع بين حزب الله والمسيحيين الموارنة في البلاد.
فرغم التفهم المشترك في بيروت وواشنطن أن الجيش اللبناني لن يلاحق حزب الله لكن من المتوقع أن يحمي الناس من تصاعد العنف الذي تثيره الجماعة ومواجهة العناصر المسلحة الأخرى بشكل مباشر مثل الفصائل الإسلامية الفلسطينية المرتبطة بالاشتباكات الأخيرة في مخيم عين الحلوة بحسب الكاتبة المتخصصة في سياسة الشيعة في الشام على موقع المركز.
ولذلك فإن على واشنطن أن تحسن من مساعدتها للجيش اللبناني مع منعها عن الوحدات التي لا تلتزم بحماية الناس إضافة إلى تلك التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع حزب الله مثل القضاء العسكري والمخابرات العسكرية وفق غندر.
رجل يحمل لافتة كتب عليها: "السلاح دفاعا عن السلاح" خلال تشييع جنازة أحمد قصاص الذي قتل خلال تبادل لإطلاق النار في المنطقة التي انقلبت فيها شاحنة الليلة الماضية في بلدة الكحالة - رويترز
كان انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله تحمل أسلحة على طريق القرية القريبة من العاصمة بيروت وإصرار الأهالي على معرفة ما تحتويه شرارة للاشتباكات بين سكان القرية المسيحية وعناصر حزب الله الذين اندفعوا لإحاطة الشاحنة لينتهي الأمر بمقتل فردين أحدهما من عناصر الحزب والآخر من سكان القرية.
عناصر حزب الله تركوا الشاحنة ليصبح الجيش اللبناني في المواجهة مع السكان الغاضبين والمطالبين بالقبض على قاتل ابنهم "فادي بجاني"، ليزيح -أي الجيش- الشاحنة من الطريق ويبعد الأهالي والصحفيين عن المشهد ليصدر بيان في اليوم التالي يؤكد احتواء الشاحنة على أسلحة.
صورة لفادي بجاني أحد سكان الكحالة والذي قتل خلال الاشتباكات - رويترز
يقف الجيش اللبناني عند مفترق طرق فعليه إما أن يحمي الشعب أو الميليشيا وسط وسط تزايد الاستياء المسيحي من حزب الله واتساع الفراغ في مؤسسات الدولة.
وقد كشف حادث الكحالة عن عدم قدرة الجيش اللبناني على إرضاء كلا مموليه في واشنطن ومن حزب الله ومن ورائه إيران ما يجعل استمرار هذا النهج لتدمير الثقة بين السكان والقوات المسلحة التي قد يؤدي سلوكها في الكحلة إلى تقويض دعم قائد الجيش الجنرال جوزيف عون بين الجماهير والقيادات المسيحية لا سيما الكتائب والقوات اللبنانية وفق غدار.
تشكلت في الأحياء المسيحية مؤخرا جماعات مسلحة تتولى مهام الأمن في تطور قد يكون خطيرا لا سيما مع ظهور فضائل مثل جنود الرب التي تتبنى خطابا طائفيا قويا.
ورغم أنه من السابق لأوانه التكهن إذا كانت هذه الفصائل ستهاجم الأحياء الشيعية أو تنخرط في أشكال أخرى من العنف- بحسب غندر- لكن النمو المتزايد لشعبيتها يمكن أن يشكل مشاكل لأولئك الذين يأملون في الحفاظ على السلام.
في أغسطس قبل نحو عامين أوقف أهالي مدينة شويا ذات الغالبية الدرزية شاحنة للحزب كانت تحمل صواريخ معدة للإطلاق على إسرائيل، لكن الحث الأخطر كان ما شهدته منطقة الطيونة بعد ذلك بشهرين على خلفية التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت والتي أشارت إلى آن الميليشيا كانت تخزن نترات الأمونيوم فيه.
هذا الحادث الذي أسفر عن وقوع عدد من القتلى بعث من خلاله الحزب رسالة مفادها أن استكمال التحقيقات سيؤدي إلى اندلاع حرب أهلية مثل تلك التي انطلقت من الطيونة أيضا عام ١٩٧٥.
أما أقرب فصول العنف هو مقتل المسؤول السابق في حزب القوات اللبنانية إلياس حصروني، فقد أشار رئيس الحزب سمير جعجع إلى أن حصروني اختطف من قبل أفراد في عين إبل، حيث تشير غدار إلى شكوك حول ضلوع حزب الله في هذه العملية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة