بينما ما يزال رئيس النيجر محتجزا في مقر إقامته بعد أن أطاح به انقلاب عسكري أواخر يوليو الماضي، أعلنت السلطات العسكرية مساء أمس الأحد عزمها محاكمة بازوم بتهمة الخيانة العظمى وتقويض أمن البلاد.

جاء إعلان نية المحاكمة من خلال بيان أُذيع عبر التليفزيون الرسمي على لسان أحد أعضاء المجلس العسكري وهو الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن.

وتستند تهمة "الخيانة العظمى" التي يواجهها بازوم على "تبادلات أجراها مع رعايا ورؤساء دول أجنبية، ورؤساء منظمات دولية"، وفقا للبيان. ويخضع الرئيس "المخلوع" للمحاكمة أمام هيئات وطنية ودولية مختصة، بعد أن جمعت الحكومة، بحسب الكولونيل عبد الرحمن، أدلة لمحاكمة الرئيس المخلوع وشركائه المحليين والأجانب.

حرمان من الكهرباء

وفقا لقوات الجيش التي تحكم النيجر، ما يزال محمد بازوم محتجزا في مقر إقامته، بيد أنه يتمتع بحرية في التواصل مع العالم الخارجي، بحسب وكالة فرانس برس، كما أنه يحظى بزيارات طبية "منتظمة".

على الجهة الأخرى لا يُبدى الرئيس ذاته أريحية تجاه ظروف احتجازه إذ كان قد وصف نفسه في مقال نُشر في صحيفة "واشنطن بوست" بأنه "رهينة" كما شكى أيضا من خلال منافذ إعلامية أخرى من أنه يُحرم من الكهرباء.

في وقت سابق، أثارت ظروف احتجاز بازوم قلق ومخاوف الدول الحليفة للنيجر وبعض المنظمات الدولية، حيث أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، الجمعة ١١ أغسطس، عن "قلقه الشديد" حيال "تدهور ظروف احتجاز" بازوم، مؤكدا أن معاملته على هذا النحو "غير مقبولة" في ضوء كونه رئيس منتخب ديموقراطيا.

أما وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن فقد أبدى استياء من رفض العسكريين الإفراج عن الرئيس وعائلته "كبادرة حسن نية"، إذ يقبع بازوم رهن الاحتجاز في مقره الرئاسي برفقة ابنه وزوجته.

وفي بيان رسمي قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي أنه "قلق جدا" بشأن ما وصفه بـ"الظروف المعيشية البائسة" التي يُزعم إن الرئيس بازوم يعيش في ظلها مع عائلته.

زيارة طبية قصيرة

السبت الماضي تلقى بازوم زيارة من طبيبه، وقالت السلطات العسكرية أن الطبيب "لم يثر بعد هذه الزيارة أي مخاوف بشأن الوضع الصحي للرئيس المخلوع وأفراد أسرته"، وأكد مصدر آخر من أقارب الرئيس لوكالة فرانس برس أن الطبيب أحضر لبازوم وأسرته طعاما أثناء الزيارة وقال أن الرئيس "بخير بالنظر إلى الوضع".