سياسة
.
حينما وقف خفر السواحل الصيني في منطقة متنازَع عليها مع الفلبين في بحر الصين الجنوبي، ٨ أغسطس، مستخدما مدافع المياه لإبعاد سفينة فلبينية، كانت لقطات الفيديو تُظهر سفينتين لهما هيكل أزرق مميز، التقطهما أعين وسائل إعلام غربية، ونسبتهما إلى تنظيم بحري شبه عسكري صيني، أطلقت عليه مصطلح "little blue men"، أو الرجال الصغار الزرق.
ترى كل من الفلبين وفيتنام وسلطنة بروناي وماليزيا أن لها سيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي، لكن بكين تقول إنها صاحبة السيادة على الجزء الأكبر منه. بسبب هذا النزاع، صارت الميليشيات البحرية أداة جديدة للمواجهة في بحر الصين الجنوبي.
فما خطورتها، ولماذا يجب أن نهتم بعسكرة هذا الجزء البعيد من العالم؟
عبر بحر الصين الجنوبي، تعبر ثلث ما يقدر بثلث الشحن البحري العالمي، وتُعتبر مياهه ذات أهمية خاصة بالنسبة لقوى اقتصادية كبرى تتمثل في الصين وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية ، وكلها تعتمد على مضيق ملقا، الذي يربط بحر الصين الجنوبي، وبالتالي المحيط الهادئ بالمحيط الهندي.
وعبر هذا البحر تمر أكثر من 60٪ من تجارة الصين التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS.
في الغرب، يرى الخبراء أن هذه القوارب تتبع بكين وتعمل كقوة غير رسمية يمكن إنكارها رسميا، بحسب CNN، التي أشارت إلى أن هذه السفن استخدمت سابقا في حادثة اقتحام منطقة، تقول مانيلا إن لها امتيازا فيها في جزر سبراتلي المتنازع عليها بين عدد من دول المنطقة.
اسم الرجال الصغار الزرق استخدم في تشبيه لمجموعة بحرية تابعة لروسيا، أطلق عليها الغرب: little green men، الرجال الصغار الخضر، بعد ظهورهم خلال عملية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في العام ٢٠١٤.
في العام الماضي اتهمت الصين، عبر الصحيفة المملوكة للدولة تشاينا ديلي، فيتنام ببناء أسطول من قوارب الصيد المجهزة مقارنة بمثيلاتها الخشبية والحديدية التي يستخدمها عادة الصيادون المحليون في البحر، وأنها تعمل كعيون للقوات البحرية والشرطة البحرية الفيتنامية، بل وتشارك في المواجهات البحرية.
اعتبرت الصين، هذا النوع من الأساطيل البحرية، شبه الرسمية، بمثابة تهديد مباشر لتشغيل وسلامة الملاحة الصينية لصيد الأسماك.
البحرية الفيتنامية -AP
وجود الميليشيات البحرية الفيتنامية يعود إلى عام ٢٠٠٩ حينما أقرت بوجود قوات شبه رسمية بهدف "الدفاع الذاتي البحري" لأول مرة، مع إصدار قانون يدعى "قانون الميليشيات وقوات الدفاع عن النفس مع التصعيد البحري الصيني". ثم أجرت تعديلا قانونيا بعد عقد من الزمان، في العام ٢٠١٩، يطلب من المقاطعات الساحلية بناء "أسراب بحرية دائمة" لدعم خفر السواحل ومراقبة موارد مصايد الأسماك.
الخارجية الفيتنامية ردت من جانبها على ما ورد في الصحيفة الصينية، نافية ما ورد فيها مؤكدة أن أنشطتها تتفق مع القانون البحري الدولي.
بين عامي ٢٠١٩ و٢٠٢٢ امتلكت هانوي ٦ أسراب بحرية، قبل أن تزيد لاحقا إلى ١٤ سربا وفق كلية راجاراتنام للدراسات الدولية التابعة لجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة.
رئيس أركان القوات المسلحة الفلبينية الجنرال روميو براونر جونيور يقف لالتقاط صورة مع القوات خلال زيارة قيادة في القيادة الغربية في بويرتو برنسيسا ، بالاوان ، الفلبين ، 10 أغسطس ، 2023 - رويترز
في أعقاب حادث خراطيم المياه في بحر الصين الجنوبي، اعترف قائد الجيش الفلبيني الجنرال روميو براونر جونيور، بأن بلاده تعتزم تكوين ميليشيا بحرية من قوة الاحتياط التابعة للقوات المسلحة الفلبينية، ينضم إليها "صيادون"، بهدف حماية بحر الفلبين الغربي وهو الاسم الذي تطلقه مانيلا على منطقة النفوذ الاقتصادي في بحر الصين الجنوبي.
يمثّل هذا التصريح، الاعتراف الأول من نوعه بتشكيل مثل هذا النوع من القوات شبه النظامية، التي تضم مدنيين (صيادين) إلى جانب عسكريين.
"نشر هذه القوات سيكون ضمن تدعيم القوات الاحتياطية، وتنتظر التمويل والسفن التي يمكن أن تستخدمها هذه الميليشيا"، بحسب صحيفة فلبين ستار، ذات المصداقية المرتفعة محليا.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة