سياسة

طرابلس.. منطقة نفوذ الدبيبة تهتز تحت قدميه

نشر

.

blinx

قبل نحو أسبوع خرج رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة بصوت قوي عبر مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية يقول فيه إن "زمن الحرب في بلاده قد ولى بلا رجعة" في الذكرى الـ٨٣ لتأسيس جيش ليبيا بالعاصمة طرابلس، لكن الاشتباكات المتفجرة في العاصمة منذ الاثنين ١٤ أغسطس، تقول عكس ذلك.

مناشدات دولية وعربية تطلب وقف التصعيد بين أكبر قوتين مسلحتين في منطقة سيطرة حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة التي يرأسها الدبيبة.

في ليلة طويلة اشتبك عناصر اللواء ٤٤٤ التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، وحكومة الدبيبة بعد احتجاز قائدهم محمود حمزة من قبل جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التابع للمجلس الرئاسي، في مطار معيتيقة الدولي.

الدبيبة سعى إلى حل الأزمة بالحوار عبر الجلوس مع آمر قوة الردع عبد الرؤوف كاره، لكن الأمر انتهى إلى لا شيء، قبل أن يتوقف القتال عقب الاتفاق على إطلاق سراح قائد اللواء المحتجز مساء أمس، بحسب وكالة فرانس برس، فيما أعلن مركز طب الطوارئ والدعم الليبي ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات إلى 27 شخصا.

كيف اشتعلت طرابلس؟

قبل نحو عامين أسفر التصويت في الحوار الوطني الليبي في جنيف عن انتخاب محمد المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي الليبي فيما كان الدبيبة رئيسا للحكومة في قائمة واحدة لتصبح المهمة قيادة البلاد إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر ٢٠٢١، وأن تنتهي مدتها في يونيو من العام التالي لكن كل هذا لم يحدث، فالمفوضية العليا للانتخابات أعلنت عدم قدرتها على التقيد بالتاريخ المرتبط بالانتخابات.

خلافات مع الجميع

قبيل انتهاء المدة المقررة لحكومة الدبيبة والتي كانت مقررة في يونيو ٢٠٢٢ كان مجلس النواب الليبي قد اختار فتحي باشاغا، أقيل لاحقا، رئيسا لحكومة جديدة لتتزايد الخلافات التي اتسعت مع انتهاء المدة، لا سيما مع تمسك الدبيبة بالاستمرار في منصبه حتى إقرار دستور واضح وانتخابات رئاسية وبرلمانية.

وفي مايو من العام الماضي وصل باشاغا ومجموعة من وزرائه إلى طرابلس لتصبح العاصمة ذات رئيسين للحكومة وتندلع اشتباكات قصيرة بين الأطراف، انسحب على إثرها باشاغا ووزرائه من العاصمة ليستمر الدبيبة كما هو.

خلافات الدبيبة لم تقف عند مجلس النواب الليبي بل امتدت إلى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في أعقاب توقيع الحكومة مذكرات تفاهم مع تركيا تخص التنقيب عن الغاز، حيث أعربت عبر المتحدثة باسمها نجوى وهيبة أن مذكرات التفاهم يجب أن تكون باعتماد المؤسسات التشريعية في البلاد.

الخلاف الأكبر في ديسمبر الماضي كان بعد اعتراف الدبيبة بتسليم أبوعجيلة مسعود المريمي أحد المتهمين الرئيسيين في قضية إسقاط الطائرة بمنطقة لوكيربي 1988 لواشنطن حيث وصفه بالمجرم الإرهابي، ليرد المنفي ببيان يعلن فيه أنه بعث برسالة إلى النائب العام لاستجلاء الوضع القانوني الخاص بتسليم المريمي.

أمام كل ذلك يتوقف التحدي الأكبر باتفاق أمام الدبيبة مع اتفاق كل من مجلس النواب ومقره طبرق والمجلس الأعلى للدولة ومقره طرابلس على خارطة طريق لإجراء انتخابات تتضمن قبلا تشكيل حكومة جديدة وقوانين للانتخابات بحسب تصريحات لرئيس مجلس الأعلى للدولة حينها خالد المشري.

"الاقتصادي والسياسي" قبل وبعد القذافي

ينحدر الدبيبة من مدينة مصراتة الليبية لعائلة تعمل في مجال الأعمال الذي سار في ركابه عبر الدخول في قطاع البناء والمقاولات بعد أن حصل على الماجستير من جامعة تورنتو الكندية.

سمح له عمله بالحصول على مناصب رسمية في عهد العقيد معمر القذافي الذي امتد طيلة ٤٠ عاما، حيث تولى إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار الحكومية، وأشرف على عدد من مشاريع البناء فيها؛ من بينها بناء مشروع ألف مسكن في مدينة سرت، مسقط رأس القذافي إضافة إلى رئاسته جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية، وهي هيئة استثمارية حكومية مكلفة بتحديث البنى التحتية للمؤسسات الليبية.

اندلعت الثورة في ليبيا في فبراير من عام ٢٠١١، وأطيح بحكم القذافي الذي واجه الموت بعد ذلك بعدة أشهر، ليظهر الدبيبة سياسيا بتأسيس حركة "ليبيا المستقبل" والتي كانت ذات شأن منخفض سياسيا، لكن ظلت يداه في العمل الاقتصادي عبر إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار القابضة (لدكو) بحسب BBC.

"النواب" و"الأعلى للدولة

بحسب رويترز انتخب مجلس النواب لولاية مدتها أربع سنوات في عام 2014 وتم إنشاء المجلس الأعلى للدولة في عام 2015 من هيئة تشريعية سابقة انتُخبت في عام 2012. وبموجب اتفاق يحظى باعتراف دولي في عام 2015، فإن لكل من المجلسين رأي في التطورات السياسية الرئيسية، لكنهما ليسا متفقين حول صلاحيات كل منهما.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة