بعيدا عن بروتوكولات البيت الأبيض وبين الأشجار، كان اللقاء الأول من نوعه بين الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في قمة بمنتجع "كامب ديفيد"، برعاية الرئيس الأميركي بايدن يوم الجمعة ١٨ أغسطس.

العداء بين كوريا الجنوبية واليابان يعود إلى الرواسب المؤلمة للاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين عامي 1910 و1945، لكنهما في الوقت ذاته حليفتان للولايات المتحدة التي ترغب في تشكيل "تحالف ثلاثي" يقف في وجه الصين اقتصاديا وعسكريا، ولم يجد بايدن أفضل من متنفس رؤساء الولايات المتحدة لفعل ذلك.. فما قصته الشخصية مع هذا المنتجع؟

رقم قياسي

تعلق الرئيس الأميركي بالمنتجع الرئاسي يبدو لافتا، حيث تفوّق على أسلافه محطما الأرقام القياسية في عدد مرات الزيارة التي وصلت إلى ٢٩ زيارة بمجموع يصل إلى ٩٨ يوما بحسب واشنطن بوست، حيث يتمتع هناك بـ"الملاذ الريفي" لإنجاز أعماله والاستمتاع مع العائلة بعيدا عن "القفص الذهبي" وهو الاسم الذي يطلقه بايدن على البيت الأبيض.

بحسب مساعديه، فإن الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، يحترم الإرث التاريخي للمنتجع الذي شهد وساطة سلفه جايمي كارتر لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل في سبعينيات القرن العشرين، وبيل كلينتون بين الإسرائيليين والفلسطينيين عام ٢٠٠٠، ولقاء روزفلت ورئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل خلال الحرب العالمية الثانية.

ملاذ الأوقات الصعبة

مرتديا زيا رياضيا متحررا من الأزياء الرسمية رفقة زوجته وبعض موظفيه، ركب بايدن المروحية متجها إلى ولاية ميريلاند حيث كامب ديفيد، في شهر أغسطس من العام ٢٠٢١، في إجازة طويلة خطط لها لكن الأمور لم تسر على ما يرام، فقد سقطت العاصمة الأفغانية كابول في يد حركة طالبان وكان عليه معالجة أصعب موقف في تاريخه الرئاسي.

٧٢ ساعة عصيبة قضاها بايدن في المنتجع مع مساعديه عبر الفيديو كونفرانس من أجل بحث إجلاء رعايا بلاده جالسا بمفرده في غرفة الاجتماعات الآمنة، قبل أن يعود إلى واشنطن حاملا خطابه للأمة الأميركية بحسب واشنطن بوست.

ومن أجل خطاب "حالة الاتحاد"، لذلك العام جمع بايدن أقرب مستشاريه في عطلة نهاية أسبوع طويلة في المنتجع، قبل العودة لإلقاء الخطاب ذي الأهمية البالغة، بل إنه جلس في الفناء الخلفي لنزل آسبن حيث منزل الرئيس في كامب ديفيد يناقش المشرعين حول أزمة سقف الدين.

الاسترخاء مع الأحفاد

عبر"Story" على موقع إنستغرام ظهر بايدن في فيديو في منافسة خاصة مع حفيدته نعومي، وهما يلعبان معا لعبة سباق سيارات ماريو في المنتجع خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تسبق يوم رؤساء أميركا، الذي يوافق يوم الاثنين الثالث من شهر فبراير من كل عام.

كتبت نعومي في قصتها "الخدمة السرية استثناء، تركته يقود بنفسه"، لكن هذه لم تكن صورته الوحيدة على حساب نعومي التي نشرت صورته في أول عطلة يقضيها بعد الرئاسة، عندما نشرت له صورة تقول "اشترينا له بعض الهدايا لأن هذه هي عطلة نهاية الأسبوع في عيد الرؤساء وهو رئيس "حرفيا".

وفي أيام السبت، اعتاد بايدن على حضور القداس في كنيسة إيفرغرين داخل كامب ديفيد ليتبع ذلك ليلة لمشاهدة الأفلام التي كان من بينها ذات مرة House of Gucci حيث وجد زوجته جيل تشاهده ليجلس بجانبها بضع ثوان بعد أن أحضر "الفشار" ليغادر المكان بعد أن قبّلها وبصحبته "الفشار" بحسب أحد مساعديه.

اعرف أكثر عن..

كامب ديفيد

في جبال كاتوكتين بولاية ماريلاند، ليست بعيدة عن واشنطن العاصمة يوجد منتجع كامب ديفيد على مساحة ١٨٠ فدانا مع عشرات الكبائن والأماكن الترفيهية التي يمكن أن يستخدمها الرئيس وعائلاتهم وضيوفهم.

بحسب الأرشيف الوطني للولايات المتحدة فإن المنتجع أنشئ في العام 1938 كمعسكر لموظفي الحكومة، ولكن عندما دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، ومع تزايد المخاوف الأمنية المرتبطة برحلات الرئيس فرانكلين روزفلت البحرية على اليخت الرئاسي والغواصات لجأ البيت الأبيض لاستخدامه كبديل للإجازات الرئاسية.

ومع تحويله مقرا للإجازات الرئاسية أطلق روزفلت عليها "شانغيري لا" نسبة إلى المملكة الجبلية الخيالية في رواية Lost Horizon لجايمس هيلتون، وتحول اسمه إليه كامب ديفيد على يد آيزنهاور في العام 1958 ليصبح المعسكر على اسم حفيده فيما أطلقت زوجته على المقصورة الرئاسية الرئيسية "آسبن" ليبقى هو الاسم المستخدم حتى الآن.