واشنطن.. ترقب لمناظرة المرشحين للرئاسة و"ترمب الغائب" في الصدارة

يستعدّ المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأميركية، اليوم الأربعاء للمناظرة الأولى للانتخابات التمهيدية لعام 2024، فيما يُتوقّع أن يتفوّق عليهم الرئيس السابق دونالد ترمب الذي قرّر عدم المشاركة في المناظرة بدعوى أنّ استطلاعات الرأي تؤكّد تصدّره السباق بفارق كبير عن بقية منافسيه.

وقبل خمسة أشهر من بدء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشّح حزب الجمهوريين للانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2024، يزداد التأييد لترمب، غير أن العديد من القضايا الجنائية تلقي بظلالها على محاولته العودة إلى البيت الأبيض، وفقا لوكالة فرانس برس.

أعلن دونالد ترمب، يوم الأحد الماضي، أنه لن يشارك في المناظرة التمهيدية للجمهوريين في ميلووكي، معتبرًا أن الأميركيين يعرفونه جيدًا، ولا حاجة له إلى المواجهة مع منافسيه علانية، وفقا لوكالة فرانس برس.

وفي اليوم التالي، أعلن دونالد ترمب أنه سيسلم نفسه إلى سجن مقاطعة فولتون في أتلانتا بولاية جورجيا، حيث وجه القضاء له ولـ18 شخصًا آخر اتهامات بارتكاب جرائم ابتزاز وعدة جرائم أخرى، في إطار تحقيق حول محاولته قلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في الولاية، والتي فاز بها الرئيس الديموقراطي جو بايدن.

ويُتوّقع أن يطغى مشهد تسليم ترمب نفسه لسلطات أتلانتا على التغطية الإعلامية المخصصة للمرشحين الجمهوريين الآخرين للانتخابات، حسب الوكالة.

وكتب على شبكات التواصل الاجتماعي "هل يسعكم تصديق ذلك؟ سأذهب إلى أتلانتا في جورجيا الخميس لتوقفني المدعية العامة اليسارية المتطرّفة فاني ويليس التي تشرف على واحدة من أكبر كوارث القتل والجرائم العنيفة في التاريخ الأميركي".

ويعتزم ترمب أيضًا سرقة الأضواء مساء الأربعاء إذ ستُبثّ مقابلة مسجّلة له مع الإعلامي اليميني المتشدّد تاكر كارلسون، الذي طردته قناة "فوكس نيوز" هذا العام، بالتزامن مع المناظرة.

أكثر من 90 تهمة جنائية

على الرّغم من غيابه عن المناظرة، سيوجه معارضو ترمب انتقادات له بشأن مشاكله القانونية بما فيها أربع محاكمات جنائية مقبلة وأكثر من 90 تهمة جنائية.

والأسبوع الماضي، وجّه القضاء في أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا، لائحة اتّهام إلى الرئيس الجمهوري السابق في قضية تآمر لتزوير انتخابات 2020، وأمره بتسليم نفسه بحلول ظُهر يوم الجمعة (17,00 بتوقيت غرينتش).

وفي حديث مع صحيفة "ميلووكي جورنال سنتينيل"، قال إعلامي قناة "فوكس نيوز" بريت باير الذي سيدير المناظرة "من الواضح أن مشاكله القانونية تؤثّر على هذا السباق".

وأضاف "سُئل كلّ هؤلاء المرشحّين دون توقف عمّا يحدث في المحاكم في مختلف أنحاء البلاد. إذًا سيكون (ترمب) جزءًا من هذه المناظرة سواء حضرها أم لا".

وتأهل للمشاركة في المناظرة ثمانية مرشّحين آخرين، هم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس وحاكم ولاية داكوتا الشمالية داغ بورغوم ونائب الرئيس السابق مايك بنس والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي والسناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبيّة تيم سكوت ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي والحاكم السابق لولاية نيوجيرزي كريس كريستي والحاكم السابق لولاية أركنسا آسا هاتشينسون.

مع أن ترمب يحتلّ نتائج استطلاعات الرأي متقدمًا بكثير عن خصومه، يخشى بعض حلفائه أن يتيح تغيّبه عن المناظرة فرصة لللآخرين باكتساب زخم.

الجميع مشاركون

يذكّر حلفاء ترمب بفقدان ترمب في ولاية أيوا أمام تيد كروز في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين لعام 2016، بعد غيابه عن مناظرة.

وفي الوقت نفسه، قدّمت لجنة العمل السياسي "نيفر باك داون" لمحة عن استراتيجية ديسانتيس المحتملة للمناظرة، والتي تركز على انتقاد الرئيس بايدن والدفاع عن ترمب، بالإضافة إلى وصف راماسوامي بأنه "مزيّف".

وحثّت لجنة العمل السياسي "نيفر باك داون" ديسانتيس على انتقاد الرئيس بايدن والدفاع عن ترمب إذا هاجمه كريستي، بالإضافة إلى وصف راماسوامي بأنه "مزيّف".

وعندما سُئل عن ترمب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" يوم الاثنين، قال ديسانتيس إن على جميع المرشحين المشاركة في المناظرة، وأن عليهم مسؤولية كسب أصوات الناس، نقلاً عن وكالة فرانس برس.

وأُبلغ المرشحون قبل المناظرة بوجوب تعهّدهم "باحترام إرادة الناخبين في الانتخابات التمهيدية" ودعمهم المرشّح النهائي، كشرطَين للمشاركة.

لكن تطبيق هذا الالتزام لا يزال غير واضح. وأوضح كريستي أنه سيوافق على التوقيع وسيتعامل مع المسألة "بكلّ جدّية كما تعامل دونالد ترمب مع ذلك في العام 2016".

وسبق أن أكّد ترمب، الذي رفض التوقيع، أنه يعتزم عدم حضور المناظرة الثانية في كاليفورنيا في 27 سبتمبر، بسبب عداوته مع "مؤسسة ومعهد رونالد ريغان الرئاسي" المضيفة.