سياسة
.
غضب شعبي واحتجاجات في ليبيا لكن ليس لخلافات بين القوى المتناحرة بين الشرق والغرب، هذه المرة بسبب لقاء سري عقد بين وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين الذي كشف بيانه عن إمكانية العلاقات بين البلدين.
رسميا دانت كل المؤسسات السياسية الليبية خطوة المنقوش، فيما أوقفتها هذه المرة الحكومة التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة احتياطيا للتحقيق معها ومنعها من السفر على عكس موقف مشابه قبل عامين أثار خلافا بين المجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة.
قرار إيقاف المنقوش وإحالتها للتحقيق من الصفحة الرسمية للمكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة
في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية في عام ٢٠٢١ تحدثت المنقوش عن احتمالات ترحيل أحد المتهمين في تفجير لوكربي في عام 1988 لتشير في إجابتها أن الحكومة الليبية مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة فيما هذا الأمر.
مع هذا التصريح، اتهم المجلس الرئاسي الليبي المنقوش بعدم التنسيق فيما يخص السياسة الخارجية للبلاد ويعلق عملها احتياطيا بحسب بوابة الوسط المحلية، لترد الحكومة التي تتبعها المنقوش بأن هذا الأمر هو والعدم سواء.
وحينها دعت الحكومة الليبية حينها المنقوش لاستئناف عملها مشيدا بجهودها لأداء مهامها بالشكل المطلوب وأن صلاحيات "الرئاسي" المحددة من خلال مخرجات الحوار السياسي في جنيف، لا تعطيه حق تعيين أو إقالة أعضاء السلطة التنفيذية وأنه أمر بيد رئيس الحكومة.
الخارجية الليبية ردت في بيانها على حالة الغضب الشعبي قائلة إن ما حدث في روما هو "لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقا" وأنه "لم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات".
ما ورد في بيان الخارجية الإسرائيلية تضمن بعض ما دار من أحاديث، فقد أشار كوهين إلى أنه ناقش مع المنقوش في اللقاء الذي تم بواسطة نظيرهما الإيطالي أهمية الحفاظ على تراث الطائفة اليهودية السابقة في ليبيا، بما في ذلك تجديد المعابد والمقابر، إضافة إلى المساعدة الإسرائيلية المحتملة في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه بحسب أسوشيتد برس.
تعد المنقوش أول امرأة في تاريخ بلادها تتولى منصب وزيرة الخارجية، وهي بالأساس أستاذة قانون وحاصلة على ماجستير في تحويل الصراع من مركز العدالة وبناء السلام (CJP) في جامعة إيسترن مينونايت (هاريسونبرج، فيرجينيا بالولايات المتحدة)، كما حصلت على الدكتوراه في تحليل الصراع من جامعة جورج ماسون بالولايات المتحدة التي منحتها خارجيتها الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة عام ٢٠٢٢.
بحسب مسؤول ليبي لوكالة أسوشيتد برس فإن هذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها مسألة تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل فقد كانت محل نقاش بين الدبيبة ورئيس وكالة الاستخبارات الأميركية CIA وليام بيرنز حينما زار البلاد فجأة مطلع العام الجاري حيث عرض عليه الانضمام إلى مجموعة الدول العربية الأربع التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب الاتفاقيات الإبراهيمية التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 2020.
وقد أعطى رئيس الوزراء الليبي موافقة مبدئية، لكنه كان يشعر بالقلق إزاء رد الفعل الشعبي العنيف حيال الأمر.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة