سياسة
.
ما لبثت الحرب التي تدور رحاها في السودان أن تدخل يومها الـ١٥٠ حتى تحرك طرفاها دبلوماسيا، فالطرف الأول المتمثل في قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو طرح مبادرة من أجل "تأسيس الدولة السودانية الجديدة" فيما يتحرك الطرف الثاني المتمثل في الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان الذي خرج لأول مرة لزيارات داخلية وخارجية.
داخليا خرج البرهان لأول مرة من الخرطوم ليزور بورتسودان وقاعدة فلامنقو البحرية ليعلن منها استبعاد أي فرصة للتفاوض بحسب فرانس برس، أما خارجيا وصل اليوم الثلاثاء إلى مدينة العلمين على الساحل الشمالي لمصر للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أول جولة خارجية له منذ دخول البلاد في أتون الحرب.
مبادرة دقلو المتضمنة ١٠ نقاط جاء في نقطتها الثامنة "تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية"، فماذا حدث لجيوش السودان الأخرى بعيدا عن الطرفين الرئيسيين في الحرب بعد قرابة ١٥٠ يوما من اشتعال المعارك.
واحدة من أهم الحركات المسلحة، يقودها جبريل إبراهيم، الذي قاد حركة مسلحة غرب دارفور عام 2003 بدعوى تهميش الإقليم. وقّعت الحركة المسلحة على اتفاق جوبا، واختير إبراهيم وزيراً للمالية في الحكومة الوطنية.
الشهر الحالي ضرب الخلاف الحركة لتنقسم بين جبهتين أحدهما عقدت مؤتمرا في أديس أبابا لتعزل جبريل إبراهيم الذي ظلت جبهته تؤكد عدم شرعية القرار.
ظهرت جبهة مناوي مع الانقسام القبلي في جيش تحرير السودان، واشتهر مناوي بقتاله ضد ميليشيا الجنجويد، قبل توقيع اتفاق سلام مع حكومة البشير عام 2006، ثم دخل في تمرد مرة أخرى بحلول عام 2010، لكنه وقع على اتفاق جوبا للسلام وأصبح حاكم إقليم دارفور.
في آخر تغريدة له أعلن مناوي "توحيد الجهود في تشكيل القوة المشتركة التي ساهمت في تأمين الفاشر وقوافل الإغاثة وقد وصلت القوة المشتركة اليوم الى مدينة نيالا لحماية المواطنين وممتلكاتهم".
هي واحدة من جبهتين لم توقعا على اتفاق جوبا للسلام، ويرفض قائدها نور الاتفاقية الإطارية الموقعة بين المكونين المدني والعسكري في ديسمبر من العام 2022، ولا تزال قوات جيش تحرير السودان، نشطة في إقليم دارفور وتحظى بدعم قبيلة الفور.
يرأسه الهادي إدريس عضو مجلس السيادة الانتقالي، وشهد هذا الجيش في مارس الماضي خلافات حادة نتيجة الاختلاف حول ترقية الضُباط وتعيين ممثلي القوات في اللجنة العُليا للترتيبات الأمنية التي يرأسها الجيش السوداني. ووصل الأمر إلى حد الاشتباكات بين حراسات رئيس أركان الحركة صالح عثمان “جبل سي”، ومسؤول الاستخبارات والأمن عثمان عبد الجبار، بحسب سودان تريبيون.
وفي بيان لها في يوليو الماضي ناشدت الحركة طرفي الصراع في السودان التوجه نحو الحل السلمي.
في مايو الماضي وبعد شهر من الحرب أعفى البرهان حميدتي من منصب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وكلف مالك عقار بتولي المنصب.
وفي الأساس تشكلت الحركة من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في الحرب الأهلية قبل انفصال جنوب السودان في عام 2011.
انقسمت الحركة بين مالك عقار، وياسر عرمان نتيجة قضايا خلافية لم تحل بينهما ليكون فراقًا وديًا بينهما في 2022.
أعلنت الحركة التي يقودها مصطفى تمبور في يوليو الماضي انضمامها إلى الجيش السوداني في حربه ضد الدعم السريع في إقليم دارفور بحسب سودان تريبيون.
تتمركز جبهة عبد العزيز الحلو منذ انقسام الحركة عام 2017 في جبال النوبة جنوب كردفان، حيث انضم إليه معظم مقاتلي الحركة. رفض الحلو التوقيع على اتفاق جوبا، إلا أنه أبدى استعداده مؤخرًا للتفاوض مع مجلس الوزراء الذي كان مقررًا تشكيله لكنه تعطل بفعل الاقتتال الأخير بين البرهان وحميدتي.
عادت الحركة للقتال مرة أخرى في يونيو الماضي في جنوب غرب السودان بمدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان حيث يحاول السيطرة عليها وتدور رحى المعارك مع الجيش السوداني حتى الساعات القليلة الماضية بحسب راديو دبنقا المعني بشؤون السودان وجنوب السودان.
بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن إجمالي النازحين في السودان المسجلين في المفوضية يصل ٤.٨ ملايين شخص تقريبا يتمركز معظمهم في مصر وإثيوبيا.
ولدى مصر ٢٨٠ ألف لاجئ وطالب لجوء بحسب بيانات المفوضية فيما لدى تشاد أكثر من ٣٨٠ ألف لاجئ وطالب لجوء.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة