سياسة
.
لم يولد قائد الإنقلاب الغابوني بريس نغويما في وسط عائلي يحتفي بالغناء مثل رئيسه المخلوع عمر بونغو، لكنه على الأقل ساهم في كتابة نشيد الحرس الرئاسي الذي يحمل معاني التفاني والولاء والذي ينشده أعضاء الحرس في كل مناسبة وطنية.
تقول كلمات النشيد الذي ساهم فيه نغويما "سأحمي رئيسي بكل شجاعة، ولو تعرضت حياتي للخطر. سأحمي رئيسي بكل فخر ووفاء، يموت الحرس ولا يستسلم".
قد تكون هذه قناعات قائد الانقلاب في وقت سابق، لكن المؤكد أنه لم يعد يلتزم بها الآن، ولا بالقسم الذي أداه وقت تعيينه.
فبعد الإعلان بوقت قليل يوم الأربعاء ٣٠ أغسطس، عن نتائج الانتخابات في الغابون والتي فاز فيها علي بونغو، خرج المجلس العسكري مساء نفس اليوم ليعلن عن تعيين الجنرال بريس أوليجي نغويما رئيسا انتقاليا. فمن هو نغويما؟
ينتمي نغويما إلى مقاطعة أوت أوغوي، أوغوي العليا، الواقعة في أقصى جنوب شرق الغابون، وهي نفس المنطقة التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بونغو.
إلى جانب الانتماء الجغرافي والولاء المتعهد به لقادة البلاد، تفيد وسائل إعلامية محلية أن نغويما تربطه صلة قرابة مع بونغو.
تلقى نغويما تعليمه وتدريبه العسكري في الأكاديمية الملكية العسكرية بمدينة مكناس بالمغرب، حيث تخرج منها، ليعود إلى بلده وينضم إلى الدائرة المقربة من الرئيس عمر بونغو.
بعد وفاة عمر بونغو وتولي ابنه علي بونغو السلطة في البلاد عام 2009، عُين نغويما كملحق عسكري في سفارة الغابون لدى الرباط، وظل هناك لعدة سنوات قبل أن ينتقل إلى السينغال للقيام بنفس المهام في السفارة الغابونية.
نقلت فرانس 24 عن فرانسيس كباتندي، محاضر في معهد العلوم السياسية، أن نغويما "كانت لديه مشاكل في البداية مع علي بونغو، الذي نفاه إلى سفارة الغابون في المغرب ثم إلى سفارة الغابون في السنغال".
أنصار الانقلاب يهتفون لضباط الشرطة في ليبرفيل بالغابون (مصدر الصورة: أ.ب)
ومن المرجح أن تكون جذور انقلاب يوم الأربعاء متصلة بالتعيينات التي أبعدته عن دوائر السلطة لأكثر من عقد.
في عام 2018، عاد نغويما إلى الغابون عندما تعرض علي بونغو لسكتة دماغية نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري في العاصمة المغربية لتلقي العلاج. قد يكون نغويما ظفر بثقة بونغو في هذا الوقت الحرج، فبدلا من تنفيذ انقلاب سهل، وقف إلى جانبه ووفّر له الحماية.
مكافأة على ذلك، تمت ترقيته إلى رتبة رئيس مكافحة التجسس في الحرس الجمهوري، ثم إلى رئاسة الحرس الجمهوري في أكتوبر 2019. ويتولى الحرس الغابوني مسؤولية حماية الرئيس وعائلته وشخصيات بارزة أخرى.
بعد وقت قصير من توليه المنصب الجديد عام 2019، أطلق نغويما حملة "الأيدي النظيفة" للقضاء على اختلاس الأموال المزعوم الذي تقوده الدولة بزعامة بونغو.
تمزيق لافتات الرئيس المخلوع علي بونغو في شوارع العاصمة ليبرفيل. أ ب
لكن اسم نغويما ظهر في تحقيق صحافي في العام 2020 يزعم أن بعض أفراد عائلة بونغو ومقربون منهم اشتروا عقارات باهظة الثمن في الولايات المتحدة تم تسديد مبالغها نقدا.
كان نغويما من بين الضباط الذين أعلنوا الانقلاب لأول مرة. وقالت المجموعة، التي تطلق على نفسها اسم لجنة الانتقال واستعادة المؤسسات، إن انتخابات 26 أغسطس لم تكن ذات مصداقية وأن الغابون تواجه "أزمة مؤسسية وسياسية واقتصادية واجتماعية حادة".
وفي مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية يوم الأربعاء ٣٠ أغسطس، قال نغويما إن الناس في الغابون يشعرون بالإحباط من حكومتهم. وأشار إلى صحة بونغو بعد إصابته بجلطة دماغية في عام 2018 التي لا تسمح له برئاسة ولاية ثالثة، وقال إن ترشح الرئيس لولاية ثالثة ينتهك الدستور.
شرح نغويما للصحيفة الفرنسية أن بونغو كان رئيسا للغابون وهو مواطن عادي الآن، متقاعد ويتمتع بجميع حقوقه، لكنه رفض الإفصاح عن مكان إقامته.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة