جاء قرار المحكمة الاتحادية العراقية بعدم دستورية التصديق على اتفاقية الملاحة في خور عبد الله مع الكويت ليفتح جرحا قديما - جديدا بين البلدين الجارتين خاصة ما يرتبط بترسيم الحدود البحرية بينهما.

المحكمة الاتحادية أرجعت عدم دستورية التصديق على القرار لمخالفته أحد بنود الدستور العراقي الذي ينص على "تنظيم عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية بقانون يسن بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب" بحسب وكالة الأنباء العراقية. فما قصة الحدود البحرية بين البلدين؟

حدود غير نهائية

تلعب الحدود البحرية دورا في موجات الصعود والهبوط في العلاقات العراقية الكويتية التي ارتبطت في بدايتها بمطالبات بغداد بتبعية الكويت حتى الاعتراف باستقلالها عام ١٩٦٣، وهو الأمر الذي تجدد مرة أخرى مع غزو الكويت مطلع تسعينيات القرن العشرين لتبدأ قصة أخرى بطلها مجلس الأمن.

قرار مجلس الأمن

بعد انتهاء الغزو العراقي للكويت بدأت الأمم المتحدة عملية ترسيم الحدود بين البلدين والتي انتهت بالقرار ٨٣٣ لسنة ١٩٩٣ والذي ينظم بصورة أكبر الحدود البرية بينهما اعتمادا على رسائلهما المتبادلة في القرن العشرين - عامي ١٩٣٢ و١٩٦٣- واللتان أشارتا عرضا إلى الحدود البحرية التي ترك ترسيمها للبلدين.

رغم ذلك فإن خور عبد الله كان ضمن قرار ترسيم الحدود التابع لمجلس الأمن والذي ترى فيه العراق ضررا وحرمانا من حقه التاريخي ومن إطلالته البحرية بالقناة الملاحية لا سيما وصوله لمياه الخليج وأن خور عبد الله وهو الممر المائي الوحيد للبلاد للوصول الى ميناء أم قصر بحسب الدكتور قاسم الجنابي في بحثه المقدم لمجلة كلية التربية الأساسية التابعة لجامعة بابل.

اتفاقات ومفاوضات

في أعقاب سقوط نظام صدام حسين وانتهاء فترة الحكم الانتقالي التابع للتحالف الدولي للعراق بدأت المطالبات الكويتية عام ٢٠٠٥ لتنظيم الحدود البحرية والتي لم تحقق تقدما سوى بالاتفاق عام ٢٠١٢ على تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله والذي أصبح تصديقه من جانب العراق غير دستوري بموجب قرار المحكمة الاتحادية.

خلافات كثيرة

في عام ٢٠١٩ اشتكى العراق الكويت إلى الأمم المتحدة معترضا على إنشائها منصة بحرية في فشت العيج التي تعتبرها الأخيرة جزءا منها فيما ترى بغداد في ذلك تغييرا في الحدود البحرية قبل ترسيمها، أما العام ٢٠٢٠ فقد كشف العراق عن رغبته في تعديل حدوده مع الكويت نظرا لمحدودية نوافذه البحرية في رسالة للأمم المتحدة.

وما بين هذا وذاك كانت الرسائل المتبادلة انعكاسا لسوء التفاهم بينهما ورسائلهما المتبادلة فقد ربطت قضية الحدود البحرية بشؤون خلافية أخرى بحسب مركز كارنيغي للدراسات.

وجاءت نهاية يوليو الماضي ليتحدث وزيرا خارجية البلدين حول الملف المفتوح والذي لا يزال ينتظر إشارة الإغلاق بترسيم الحدود بينهما.

اعرف أكثر

خور عبد الله

بحسب موسوعة بريتانيكا فإن خور عبد الله يمتد إلى داخل الأراضي العراقية على شكل خور الزبير، الذي يقع عليه ميناء أم قصر العراقي، والذي تربطه قناة باتجاه الشمال الغربي بنظام نهري دجلة والفرات.

ويحد خور عبد الله الساحل الشمالي الشرقي لجزيرتي بوبيان ووربة اللتين تعتبران جزءا من الكويت.