أكبر مناورة للناتو منذ الحرب الباردة.. الحلف يذكر بالضرورات الـ٥

منذ نهاية الحرب الباردة مطلع تسعينيات القرن العشرين ولثلاثة عقود تالية كانت استراتيجية حلف شمال الناتو قائمة على الاستجابة للأزمات في دول جوار الحلف لتتوسع مهامه لتشمل تلك غير المنصوص عليها في المادة 5 من معاهدة إنشاء الحلف-غير المتعلقة بالدفاع الجماعي- نظرا لتراجع خطر المواجهة مع الاتحاد السوفييتي وتزايد خطر الصراعات الداخلية وهو ما ظهر جليا في حروب البلقان وتدخل الناتو فيها بحسب المعهد البولندي للشؤون الدولية.

قبل الحرب في أوكرانيا بعام واحد أطلق الناتو مفهوما جديدا لخوض الحرب قال عنه إنه يأتي نتاجا لاستمرار روسيا والجماعات والمنظمات الإرهابية في تهديد الحلف إضافة إلى دور وتأثير الصين المتنامي.

ويرتكز هذا المفهوم على خمس ضرورات رئيسية للحلف هي:

• التفوق المعرفي: فهم بيئة التشغيل والأعداء المحتملين فيما يتعلق بقدرات التحالف وقدراته وأهدافه.
• المرونة المتعددة المستويات: تحسين قدرة التحالف على استيعاب الصدمات ومواصلة القتال، في السياقات المدنية والعسكرية وغيرها.
• التأثير وإبراز القوة: تشكيل البيئة لصالح التحالف، بما في ذلك إيجاد خيارات للحلفاء وفرض معضلات على الخصوم.
• القيادة عبر المجالات: تنشيط وتمكين القادة من فهم بيئة التشغيل متعددة المجالات من أجل التصرف بسرعة وفعالية.

• الدفاع المتكامل متعدد المجالات: حماية قدرة التحالف على اتخاذ القرار والتصرف ضد التهديدات في أي مجال، بغض النظر عن مصدرها أو طبيعتها.

وقد أعلن أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ في يونيو من العام الماضي عن مضاعفة القوات ذات الاستعداد القتالي العالي من ٤٠ ألف إلى أكثر من ٣٠٠ ألف جندي وهو ما طوره قادة الحلف في يوليو الماضي خلال قمتهم في ليتوانيا بالموافقة على تكوين ما يسمى بـ"قوات الرد المتحالفة"، وهي قوة متعددة الجنسيات قادرة على الرد بسرعة على التهديدات.

يضم حلف الناتو ٣١ عضوا كانت فنلندا آخر من دخل فيه، لكن السويد لا تزال صاحبة عضوية معلقة تتوقف على مصادقة كل من تركيا والمجر، لكنها رغم ذلك ستكون جزءا من التدريبات المرتقبة.

ليس هذا فحسب، فستوكهولم جزء من التدريبات البحرية السنوية للحلف والتي انطلقت في ٩ سبتمبر من عام ٢٠٢٣ ولمدة أسبوعين بمشاركة حوالي ٣٠ سفينة حربية و٣٢٠٠ فرد من ١٤ دولة.

وفي الفترة من أبريل حتى مايو من عام ٢٠٢٣ استضافت السويد تدريبات تضم ٢٦ ألف شخص من جيشها وجيوش١٠ من دول من دول الحلف بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا حملت اسم "أرورا ٢٣"

يعد هذا التمرين هو الأول من حيث القدرة التقنية، وذلك باستخدام البيانات الجغرافية للعالم الحقيقي لإنشاء سيناريوهات أكثر واقعية للقوات المشاركة فيه.

وبحسب مسؤولين في الحلف لفاينينشيال تايمز فإن القوات الجوية المشاركة في التدريب سيتراوح عددها ما بين ٥٠٠ و٧٠٠ قطعة وأكثر من 50 سفينة حربية وحوالي ٤١ ألف عسكري.

وتشكل التدريبات التي ستجرى في أنحاء ألمانيا وبولندا ودول البلطيق في فبراير ومارس، جزءا من استراتيجية تدريب جديدة للناتو تشمل إجراء مناورتين كبيرتين كل عام، بدلا من تدريب واحد تشمل مواجهة التهديدات الإرهابية خارج حدوده أيضا.

في عام ٢٠٢١ أجرى الحلف تدريبا يحمل نفس الاسم لكن قوته من حيث العدد والعدة كان أقل بكثير حيث لم يضم سوى ٩٠٠٠ مشارك من عشرين دولة من حلفاء وشركاء الناتو.

وكانت التدريبات على عمليات انتشار عبر المحيط الأطلسي والقارة الأوروبية وصولا للبحر الأسود، فيما جرت على الأرض في البرتغال وألمانيا ورومانيا.