دبلوماسية الكوارث من ليبيا إلى المغرب

في ليبيا، أسفرت العاصفة المتوسطية دانيال التي اجتاحت عدة مناطق من شرق البلاد، عن آلاف الوفيات والجرحى والمفقودين. وفي خضم التوترات بين السلطات الحاكمة في الشرق والغرب، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عن إرسال طائرة مساعدات و87 عنصرا طبيا وطبيا مساعدا لتوفير الدعم للمنطقة الشرقية المتضررة بالفيضانات والسيول.

واتجهت المساعدات من مطار معيتيقة صوب مدينة بنغازي صباح الثلاثاء محملة بـ14 طنا من المساعدات الطبية التي تشمل الأدوية والمعدات الطبية وأكياس حفظ الجثامين، حسب تدوينة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة.

في تركيا، كان الزلزال الذي ضرب شرق البلاد مطلع هذا العام بمثابة فرصة لتدفئة العلاقات مع اليونان التي ظلت تركيا في نزاع معها لفترة طويلة، وكانتا على شفا مواجهة عسكرية بشأن النزاعات الإقليمية في بحر إيجه.

ففي أعقاب الزلزال، بادرت اليونان بإرسال مساعدات فورية إلى أنقرة كما تلقى أردوغان مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس جعلته يتراجع عن تهديد سابق بقطع العلاقات الديبلوماسية.

وبعد أسبوع فقط من الزلزال، زار وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس رفقة نظيره وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا وشدد خلال زيارته على ضرورة تحسين العلاقات.

وفي أحدث زلزال عرفته اليونان في 7 سبتمبر، والذي خلف 140 قتيلا على الأقل، أرسلت تركيا فريق انقاذ لانتشال الضحايا من الركام الذي خلفته الهزة الأرضية.

في غضون ذلك، قدّمت أرمينا مساعدات إنسانية وفرق إنقاذ لتركيا ونُقلت المساعدات عبر حدود ظلت مغلقة لـ 30 عاما منذ وقوف تركيا مع أذربيجان خلال حرب ناغورنو كاراباخ الأولى عام 1988 والثانية عام 2020. ورأى وزير الخارجية السابق جاويش أوغلو في ذلك فرصة لتحسين العلاقات مع أرمينيا، واستقبل نظيره الأرمني أرارات ميرزويان في أنقرة بعد تسليم أول مساعدات من أرمينيا إلى تركيا.