سياسة
.
بقطاره المصفح وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا في زيارة أفادت بها وسائل الإعلام الروسية، فيما تتصاعد الأحاديث في الغرب وسيول حول صفقة سلاح ربما تكون هي مراد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قمته المتوقعة مع كيم.
لكن إذا كان السلاح أو الذخيرة هي ما يريده بوتين فماذا سيطلب زعيم كوريا الشمالية من الرئيس الروسي؟ ربما تكنولوجيا الأقمار الصناعية بعد تجارب بيونغ يانغ الفاشلة، أو حتى غواصات نووية بحسب ما تفيد وسائل الإعلام في سيول.
تعاني كوريا الشمالية من عزلة بدأت مع انهيار الاتحاد السوفييتي في مطلع تسعينيات القرن العشرين ثم تفاقمت مع العقوبات الدولية المفروضة ضدها نتيجة برنامجها النووي والصاروخي.
حاليا لا يوجد في بيونغ يانغ سوى مقار ٢٥ سفارة فقط بحسب موقع شركة "كوريو تورز" السياحية الخاصة المعنية برحلات سياحية لكوريا الشمالية.
وقد ظهرت نواة لعلاقات بين بوتين وكيم منذ ٢٠١٥ حينما تمت دعوة الأخير لحضور احتفالات الذكرى السبعين للانتصار على النازية، لكن هذه الدعوة لم يكتب لها النجاح، ورغم ذلك فكان لدى كيم دعوة لزيارة روسيا منذ مايو ٢٠١٨ لا سيما في وقت مفاوضات السلام بين الكوريتين وبين بيونغ يانغ وواشنطن بحسب موقع نورث ٣٨ المعني بشؤون كوريا الشمالية وما تكلل لاحقا بقمة عام ٢٠١٩ عقب فشل المفاوضات بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في هانوي.
يتزايد حديث وسائل الإعلام الغربية عن رغبة روسيا في عقد صفقة سلاح مع كوريا الشمالية لمساعدتها في حرب أوكرانيا المشتعلة منذ فبراير ٢٠٢٢، ففي يوليو الماضي كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز عن استخدام الجنود الأوكرانيين ذخيرة مدفعية تحمل اسم "بانغ- ١٢٢" وهي تعادل وفقا لقناة إس بي إس الكورية الجنوبية لقاذفات الصواريخ المتعددة.
هذه الذخيرة وفقا لما أفاد به الجنود الأوكرانيين ونقلته الصحيفة الأميركية تم مصادرته في شحنة عبر دولة صديقة فيما قال مسؤول أوكراني إن روسيا تحصل على أسلحة من بيونغ يانغ.
وقبل أيام قليلة تحدث جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض عن محاولة شويغو خلال زيارته لبيونغ يانغ إقناع القيادة الكورية الشمالية بيع ذخيرة مدفعية لبلاده التي تخوض حربا في أوكرانيا منذ فبراير من العام الماضي ليكون التساؤل حول كيفية وصول هذه الذخيرة إلى روسيا.
بريا ترتبط كل من كوريا الشمالية وروسيا عبر جسر تومانغانغ للصداقة والذي يبلغ طوله 800 متر، ويربط شبكة السكك الحديدية الروسية مع كوريا الشمالية، تتباين فيها قياسات القضبان التي يسير عليها قطارات كوريا الشمالية وروسيا، ما يعني استحالة أن يسير أي منهما على مسار الآخر لذلك تم بناء مسار مزدوج يحتوي على قضبان متباعدة عن المقاييس الكورية الشمالية والروسية.
هذا المسار المزدوج يمتد من جسر الصداقة لمسافة 54 كيلومترا داخل كوريا الشمالية إلى ميناء راسون، حيث تدير شركة روسية أحد الأرصفة الثلاثة، ويتوقع موقع نورث ٣٨ استخدام أحد وسيلتين لنقل الذخائر في صناديق إما في الرصيف رقم ثلاثة الذي يتم فيه تحميل القطارات الروسية أو منشأة بنيت مؤخرا بالقرب من بلدة تومانغانغ، داخل كوريا الشمالية مباشرة من المفترض أنها تستخدم للحجر الصحي للبضائع الروسية.
حال صح الحديث عن صفقة السلاح بين بيونغ يانغ وموسكو فربما تكون المسيرات محل حديث لا سيما مع تطوير كوريا الشمالية طائرات بدون طيار تتشابه في تصميمها مع غلوبال هوك الأميركية تطلق عليها "سيه بيول" (نجم النهار) بحسب نورث ٣٨ المعني بشؤون كوريا الشمالية.
واستعرضت كوريا الشمالية في يوليو الماضي هذه المسيرات مع بقاء قدراتها محل تساؤل، وإن كان الموظف السابق في استخبارات كوريا الجنوبية تشوي سيو ريونغ في حديثه لكوريا تايمز يرى أنها ربما تكون أكثر تطورا مما تصوره وسائل الإعلام.
في مايو الماضي سعت كوريا الشمالية إلى إطلاق صاروخ باسم "شوليما -1" يحمل قمرا صناعيا باسم "ماليجيونغ -1" للأغراض العسكرية لكن إطلاقه كان فشل فيما وصفه حزب الحاكم بأنه "أخطر عيب" في النصف الأول من هذا العام" حسبما أفادت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.
أعادت بيونغ يانغ الكرة مرة أخرى في أغسطس الماضي لتفشل للمرة الثانية في إطلاق قمرها الصناعي، وذلك لوجود عيب متكرر يتعلق بالوقود الدافع، ولذلك فالحصول على التكنولوجيا المرتبطة بهذا الخلل التقني من روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي وصاحبة الباع الطويل في هذا المجال ربما يقطع شوطا مهما لكوريا الشمالية في مجال الفضاء العسكري.
لكن قد لا يتوقف الأمر عند هذا الحد فربما تطلب الحصول على غواصات قادرة على إطلاق صواريخ باليستية، وقد كشفت في عام ٢٠١٩ عن غواصة قادرة على ذلك لكن لم يتم الحديث عنها مرة أخرى ولذلك فإن حصولها على تكنولوجيا هذا النوع من روسيا يوفر عليها الكثير من وقت التطوير الذي تعمل عليه وحدها بحسب حديث زميل معهد آسان للدراسات السياسية في كوريا الجنوبية يانغ ووك في حديثه لقناة إس بي إس في سيول.
In this satellite photo taken by Planet Labs PBC, the North Korean port of Sinpo is seen Thursday, Sept. 7, 2023, with a submarine seen in the lower lefthand corner of the image. North Korea said Friday, Sept. 8, 2023, its new submarine has nuclear attack capabilities. It's been developing for years, a step leader Kim Jong Un described as crucial in his efforts to build a nuclear-armed navy to counter the United States and its Asian allies. Satellite photos analyzed by The Associated Press on Friday placed the submarine and the ceremony that Kim took part in at the port city of Sinpo. (Planet Labs PBC via AP)
رغم ذلك فقد كشفت وسائل الإعلام في كوريا الشمالية في ٨ سبتمبر عن تدشين بيونغ يانغ ما قالت إنه "غواصة هجومية نووية تكتيكية" قادرة على تنفيذ هجوم نووي تحت الماء بحسب وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.
قبل كل ذلك ربما تكون حاجة كوريا الشمالية إلى مساعدات غذائية كبيرة فقد انخفض إنتاجها الزراعي بمقدار 180 ألف طن العام الماضي ليصل إلى 4.51 مليون طن، ويرجع ذلك جزئيا إلى الظروف الجوية، وفقا لتقارير إدارة التنمية الريفية في كوريا الجنوبية بحسب موقع نيكيه آسيا الياباني.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة