المخيمات الفلسطينية في لبنان.. ورقة وقنبلة موقوتة منذ ١٩٦٩

9 قتلى على الأقل، وعشرات الجرحى وآلاف بلا مأوى نتيجة ٣ أيام من الاشتباكات بين فصائل فلسطينية، وفق وكالة الأسوشيتد برس، التي نقلت عن تلك الفصائل تعهدهم بالالتزام بوقفٍ لإطلاق النار بدءاً من الأحد.

وكالة الأنروا تحدثت من جهتها عن ٤ قتلى و٦٠ جريحاً.

أسباب تفجّر الوضع داخلياً يعود إلى اغتيال جماعات فلسطينية متشدّدة للقيادي العسكري في حركة فتح، أبو إياد العرموشي في أول أيام أغسطس الفائت.

ونجحت هدنة لوقف الاشتباكات لمدة شهر واحد تقريبا، قبل أن يتأزم الموقف مجدداً بسبب عدم تسليم قتلة العرموشي للقضاء من قبل المتشددين. وكان المطلب الرئيس للفصائل الفلسطينية، أن يتم تسلّيم من نفذوا عملية الاغتيال للقضاء اللبناني.

وقد أعلنت لجنة، شكلتها فصائل فلسطينية، أن قواتها الأمنية المشتركة ستشن مداهمات بحثاً عن القتلة المتهمين. لكن أين الدولة اللبنانية مما يحدث على أراضيها؟

لا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات الفلسطينية، بموجب اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن للجيش اللبناني موقف مما يحدث.

فقد أعلن الجيش اللبناني في بيانٍ عن إصابة ٥ من جنوده إثر سقوط ٣ قذائف في مركزين عائدين لوحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم.

وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات.

لكن لبنان يرى فشلاً في إدارة الفصائل الفلسطينية للمخيمات على المستوى الأمني، فهل يبقى لبنان في صف المتفرّج؟

قال المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري "لن نقف مكتوفي الأيدي جرّاء ما يحصل في مخيم عين الحلوة".

وقال البيسري، في حديث لصحيفة "الجمهورية" المحلية، الإثنين، إن "ما يحصل خطير جداً، واذا تمدد سيتحوّل إلى أزمة مستنزفة، والوضع في لبنان لا ينقصه أزمات".

وأضاف "هذه أرض تخضع للسيادة اللبنانية، وهذا السلاح يحظى بغطاء من السلطات اللبنانية".

البيسري حذّر من أن يتحول مخيم عين الحلوة، إلى ملاذٍ للمطلوبين الفارين من وجه العدالة، مشيراً إلى أنّ موضوع تسليم المطلوبين الفلسطينيين هو من مسؤولية الدولة اللبنانية، وهي مَن تعطي مهلة وتتصرف في حال عدما لتسليم.

يقطن في المخيم أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم اليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.

الانفلات الأمني شبه الدائم في المخيم يؤثّر بشكل مباشر على المدنيين خصوصاً في مدينة صيدا المجاورة.

وقد شهدت المدينة، شللاً كبيراً بسبب وصول بعض القذائف إليها من داخل المخيم، ما أدى إلى إغلاق الجامعة اللبنانية أبوابها، وهي التي كانت تتحضر للامتحانات.

المخيمات الفلسطينية في لبنان في أسوأ أوضاعها، ويبلغ عددها ١٢ مخيماً فلسطينياً رسمياً قائما ًفي لبنان، يقطنه أكثر من ١١٤ ألف فلسطيني، تطغى عليهم حالة الفقر والجوع على الرغم من المساعدات الأممية على مر التاريخ.

ويبقى الانقسام الداخلي للقوى الفلسطينية فيما بينهم، سبباً رئيساً لتفاقم معاناة اللاجئين، خاصة في لبنان.