متهم يهدد عرش أبيه.. ٥ أشياء قد لا تعرفها عن هانتر بايدن

لا نعلم بالتحديد ما الذي يذكره هانتر بايدن عن تلك الفترة، إلا أن أول الفصول، فهي مأساوية في حياة ابن الرئيس ومعروفة للجميع.

كان ذلك في موسم الأعياد، ديسمير من العام ١٩٧٢، لم يكن بايدن الصغير قد تخطى حينها الثانية من العمر، عندما توفيت والدته في حادث سيارة أثناء رحلتها لشراء شجرة عيد الميلاد، وكان هانتر معها برفقة شقيقه الأكبر بو، وشقيقتهما الرضيعة، ناعومي.

توفيت الأم والرضيعة خلال الحادث، بينما أُصيب الصبيان بجروح خطيرة.

وبينما كان هانتر في سرير المستشفى يتعافى من جراحه، الأب جو بايدن، كان يحلف اليمين في مجلس الشيوخ الأميركي بعد انتخابه بأسابيع، وفقا لموقع الموسوعة البريطانية.

مر الوقت وارتاد هانتر بايدن أكاديمية أرشمير للدراسة الثانوية، ثم درس التاريخ في جامعة جورج تاون، وأعقبها بدراسة القانون في جامعة ييل، وكلها مقدمات تبشّر بمستقبل باهر، إلا أن تفاصيل جديدة أضيفت للمعادلة في مطلع الألفية.

في مطلع الألفية، كانت حياة هانتر بايدن المهنية قد بدأت بالفعل منذ مدة، بل أنه ساهم في تأسيس شركة الضغط التي عُرفت باسم Oldaker, Biden & Belair، لكنه في الوقت ذاته، انخرط في عادة شرب الكحول، التي ظلت تلاحقه لأعوام، ليبدأ بعدها محاولات التعافي من الإدمان بشكل مبكر في العام ٢٠٠٣.

غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل ليسبب له إدمان الكحول وتعاطي الكوكايين بعض المشاكل. ففي العام ٢٠١٤ على سبيل المثال، سرّح بايدن من سلاح البحرية بعد أن ثبُت تعاطيه الكوكايين.

في العام التالي، شهدت حياة المحامي ورجل الأعمال تدهوراً كبيراً أيضاً، عندما توفي أخيه بو بايدن بسرطان الدماغ.

بمعزل عن أزمته مع الكحول، تورط هانتر بايدن في مشكلة أخرى في الفترة ذاتها، حينما أنجب طفلة تُدعى "نافي جوان" في العام ٢٠١٨.

لم تكن تلك المرة الأولى التي ينعم فيها المحامي بالأبوة، لكنها المرة الأولى التي أثارت الجدل، إذ أن أبوة هانتر بايدن للطفلة لم تُثبت رسمياً سوى في العام التالي، من خلال تحليل الحمض النووي، ليُلزم الأب بدفع نفقات طفلته الشهرية بداية من العام ٢٠٢٠، حسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

إلا أن هانتر بايدن، تمسك بموقف محدد من علاقته بوالدة الطفلة، ظهر ذلك في سيرته الشخصية تحت عنوان "أشياء جميلة".

في كتابه، أكد بايدن أنه لا يذكر لقاء والدة الطفلة.

موقف العائلة على الجهة الأخرى مختلف، فالرئيس جو بايدن أعلن بشكل واضح اعترافه بالطفلة في العام ٢٠٢٣، وجاء ذلك خلال عبارة استخدمها تمنى فيها الخير لأحفاده جميعا.."بما فيهم نافي".

من بين كل تلك المتاعب، تعتبر سيرة هانتر بايدن المهنية من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل، لتجلب معها متاعب للبيت الأبيض ذاته.

أهم ما يثير الجدل في مسيرته المهنية، هي أعماله التجارية في الصين وأوكرانيا.

في العام ٢٠١٣، انضم هانتر بايدن لشركة استثمارية مقرها شنغهاي تُعرف باسم BHR، والتي ارتبطت بعلاقات مع شركات صينية أخرى مملوكة للدولة، وشركات تتبع مجموعات دفاعية صينية، يعتقد أن هانتر بات يملك لاحقاً حصةً من الشركة تقدّر بحوالي ١٠٪.

في العام التالي، اتسعت رقعة نشاط ابن نائب الرئيس آنذاك، لتشمل مقعد في مجلس إدارة شركة طاقة أوكرانية، لكن الأمر لم يخلو من المشاكل أيضاً، حيث لاحقت تلك الشركة مزاعم فساد.

بالرغم من ذلك حقق هانتر بايدن أرباح طائلة خلال تلك الفترة، وبلغ ربحه في العام ٢٠١٤ فقط حوالي ١.٢ مليون دولار أميركي.

في الداخل، بعيداً عن الشركاء الدوليين، يخوض هانتر بايدن معارك أخرى مع القضاء الأميركي، أحدثها ربما، توجيه اتهام له من قبل القضاء الفيدرالي في الخميس الموافق ١٤ سبتمبر بحيازة سلاح ناري بطريقة غير قانونية في العام ٢٠١٨.

وفقاً للرواية الرسمية كذب هانتر متعمداً أثناء شراء سلاح ناري فيما يخص مشكلة تعاطيه المواد المخدرة.

تلك ليست المشكلة القضائية الوحيدة، فقبل شهرين فقط عقد هانتر اتفاق بالإقرار بالذنب في تهمتي تهرّب ضريبي مع المدعي الخاص ديفيد فايس، في حين تُعلق تهمة حيازة السلاح ما إذا استكمل هانتر برنامج تأهيلي يشمل استشارات نفسية.

تلك التسوية التي كان من شأنها أن تجعل موقف ابن الرئيس أقل درامية انهارت تماماً، حسب وكالة فرانس برس بسبب طعن في قانونية الاتفاق ومسألة ضمانة الحصانة لهانتر بايدن من اتهامات أخرى، بما فيها اتهامات متعلقة بعاملات تجارية في أوكرانيا والصين.

وعادة ما يتهم أعضاء مجلس النواب الجمهوريين هانتر بايدن بالتعاون مع جهات خارجية وإجراء صفقات مشبوهة إبان تولي والده منصب نائب الرئيس في إدارة الرئيس باراك أوباما مستفيداً من نفوذ والده.

لكن أحد شركاء ابن الرئيس السابقين، قال أمام الكونغرس في فترات سابقة، إن الرئيس لم يكن شريكاً في صفقات ابنه بالخارج، رغم أن بايدن الأب اتصل هاتفياً بشركاء في الخارج بناء على رغبة هانتر.